اطلاق مسلحين مجهولين النار على القصر الرئاسي بالمكلا، وتفجير قرب سوق "الثلاثاء" بالمحافظة
بتاريخ 2012-10-10T04:31:09+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (4016) قراءة
اخبار الساعة - أ.ش.أ
شهد القصر الرئاسي في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرقي اليمن، أمس، مواجهات عسكرية مسلحة أسفرت عن قتلى وجرحى وتضاربت الأنباء بشأن حقيقة ما جرى، في حين أعدم تنظيم القاعدة عددا من أعضائه بتهمة الخيانة.
ودارت، بعد ظهر أمس، مواجهات عسكرية بين أفراد كتيبة من القوات الخاصة التي يقودها العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وذلك في سياق الاحتجاجات التي تشهدها بعض معسكرات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة للمطالبة بإقالة صالح الابن وبإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن، وذكرت المصادر أن كثيرا من الضباط والجنود قاموا بطرد قائدهم ويدعى يحيى الشنبري، الذي يتهم بأنه مقرب من العميد أحمد صالح، الأمر الذي أسفر عن اندلاع المواجهات المسلحة.
وتعددت الروايات بشأن ما دار في القصر الرئاسي بالمكلا، حيث قالت بعض المصادر إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على حماية القصر، وأردوا عددا من الجنود قتلى وجرحى، فيما قالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن مصدر النيران أحد الجنود الذي أطلق النار على زملائه، دون أن تورد السلطات اليمنية أي معلومات رسمية بشأن الحادث.
وفي حضرموت، أيضا، وقع انفجار قوي قرب «سوق الثلاثاء» للنساء بمدينة القطن، غير أن التفجير لم يؤدِّ إلى إصابة أحد بسبب وقوعه في وقت مبكر قبل أن تقبل المتسوقات على السوق، ورجحت مصادر محلية وقوف تنظيم القاعدة وراء الحادث الأول من نوعه في المديرية التي تشهد نشاطا محموما للتنظيم في الآونة الأخيرة، وقتل فيها عدد من عناصر «القاعدة» في غارات جوية أميركية.
إلى ذلك، عثرت السلطات اليمنية ومواطنون في المجمع الحكومي بمحافظة مأرب بشرق البلاد، على جثث 3 أشخاص، يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، وقال مصدر قبلي من محافظة مأرب في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، أمس، إن «عناصر تابعة لـ(القاعدة) قاموا بذبح 3 يمنيين من خارج محافظة مأرب كانوا يعملون كباعة متجولين في مدينة مأرب بتهمة التخابر لصالح المخابرات اليمنية والأميركية»، وذكر المصدر القبلي أن «القاعدة» اتهمت الثلاثة الذين قتلتهم ذبحا بأنهم السبب وراء زراعة إحدى الشرائح في سيارة أحد قياديي «القاعدة»، الذي قتل بالقرب من مدينة حصون آل جلال في مأرب بغارة جوية يعتقد أنها أميركية.
وأضاف المصدر القبلي: «أعتقد أن أجهزة الأمن اليمنية مخترقة من قبل (القاعدة)، وإلا فكيف حصلت (القاعدة) على معلومات تؤكد تورط الـ3 في مقتل أحد قياديي (القاعدة) في مأرب».
وقال مصدر يمني رسمي إنه «عثر بجوار الجثث على أسطوانات مضغوطة تتضمن مقاطع فيديو تؤكد قيام (القاعدة) بارتكاب هذه الجريمة البشعة، التي قوبلت باستنكار واستياء شديدين من قبل المواطنين في محافظة مأرب والمحافظات الأخرى».
في موضوع آخر، دخلت مسألة عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن في اليمن، مراحل عملية، وهي عملية الهيكلة التي نصت عليها مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية المزمنة، التي بموجبها تنحى الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبحث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، مع عسكريين غربيين وعرب مساعدتهم في عملية إعادة الهيكلة، وقالت مصادر رسمية إن الرئيس هادي التقى بوفد عسكري أميركي برئاسة مساعد وزير الدفاع الأميركي، وآخر أردني، إضافة إلى بعثة الاتحاد الأوروبي، وذكرت المصادر أن الأميركيين والأوروبيين والأردنيين سيسهمون في إعادة هيكلة الجيش اليمني المنقسم منذ اندلاع الاحتجاجات مطلع عام 2011، التي أطاحت بالنظام السابق.
وتناول الرئيس اليمني مع الوفود العسكرية «طبيعة مكون المؤسسة العسكرية والأمنية ونظامها وعقيدتها، وما يستلزم من تحديثها وفقا لمتطلبات العصر، وعلى أساس الكيف قبل الكم»، وقال إنه «ومع مرور اليمن بمنعطفات وانقلابات ومتغيرات منذ قيام الثورة اليمنية شهدت القوات المسلحة تجاذبات أدت إلى تذبذبات وحالات من المد والجذر والأسس غير الموضوعية في تركيبة بعض الوحدات هنا وهناك»، وأضاف: «نحن نريد أن تكون المؤسسة الأمنية والعسكرية مبنية على أسس حديثة ومتطورة من حيث كل ما هو مطلوب لهذا التوصيف، وفي كل بلد من المعروف أن الجيش مهمته الأساسية حماية السيادة وليس حماية السلطة، ووفقا لعقيدة عسكرية علمية متعارف عليها»، وأكد الرئيس اليمني العزم «مع كل القوى الوطنية الخيرة على قيام دولة مدنية حديثة مرتكزة على الحكم الرشيد، بعيدا عن أي مؤثرات سواء كانت من هنا أو هناك وهذا يتطلب مساعدة الجميع بما فيهم الأسرة الدولية».
ومن ناحية ثانية، افتتح في العاصمة صنعاء رسميا، أمس، المكتب التمثيلي لتجمع دول مجلس التعاون الخليجي، وقال مدير المكتب، المهندس سعد محمد العريفي إن المكتب «سيضطلع بمهام تعزيز وتنسيق أطر التعاون بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي، وبما يسهم في إضفاء المزيد من المرونة والتسهيلات»، وأكدت المصادر أن المكتب سيعمل تحت إشراف سفارة دولة الرئاسة، المملكة العربية السعودية، كما أن افتتاحه جاء في ضوء مقررات القمة قبل الماضية لمجلس التعاون في العاصمة السعودية، الرياض، إضافة إلى أن المكتب يفتتح في اليمن في ظل دور بارز تلعبه دول الخليج في الإشراف على التسوية السياسية الجارية في اليمن في ضوء المبادرة التي تقدمت بها تلك الدول.