اخبار الساعة - طارق الجعدي
تأخذك الدهشة نحو المجهول وأنت تسمع وتقرأ عن ذئاب البشرية وأعداء الإنسانية والسلام تحترف قطع أوردة الحياة وشرايين الوصال، لا يملك الإحساس معها سوى تحريك الشفاه بتساؤل اللحظة: إلى متى؟
السائق غالب سعد مرح أحد ضحايا الإجرام والفلتان الأمني، فارق الحياة في قصة مرعبة ومضى تاركا الأيام تروي لنا قصة الغربة على أرض الوطن.
أب لعشرة أولاد؛ خرج يلتمس لهم الرزق الحلال وفي تمام الساعة الحادية عشر من مساء الأحد الموافق 7/10/2012م كان الموعد.. الطفلة «سعاد غالب مرح» تتحدث عن أبيها وتقول: كان أبي من الناس الطيبين وكنت أطلب منه «حق الجعالة» وما يتردد لحظة واحدة فلماذا يقتلوه؟ يجيب عن سؤال الطفلة البريئة عبده عبدالله عبادي مرح فيقول: جاء إليه مجموعة من الشباب أثناء خروجه من محافظة الحديدة وفي منطقة باجل طلبوا منه توصيلهم إلى منطقة الحسينية ولما وصلوا به إلى مفرق «الجلوبة» وبالقرب من قرية الغوانم انهالوا عليه ضربا بالعصي والأيدي والسلاح الأبيض حتى أغمي عليه ثم أخذوه إلى إحدى الأشجار ربطوه بحبال عليها وقطعوا بعض أوردته ثم أخذوا سيارته التي يعول بها أسرته وتركوه ينزف.
الأجهزة الأمنية فـي غيبوبة
مر أحدهم عليه وهو بهذا الحال كما يؤكد لنا نجل السائق «محمد غالب سعد مرح» ومعه دراجته الخاصة فأخذته الرأفة باتجاه الضحية فجعل ينضحه بالماء ليفيقه، وأشار إلى أنه تم إبلاغ الأجهزة الأمنية بالحادثة ولكن الغريب أن الأجهزة الأمنية هي الأخرى في غيبوبة.
ويضيف نجله: اتصل بنا صاحب الدراجة النارية وأخبرنا بالحادثة وجزءا بسيطا من تفاصيلها ونحن بدورنا تأخرنا عن الوصول لبعد منطقتنا عن مكان الحادث وربما لو كنا وصلنا مبكرين لتم إنقاذ والدي ولكنها الأقدار؛ وناشد محمد وزير الداخلية وأجهزة الأمن بمحافظة الحديدة التحرك الفوري والسريع للبحث عن الجناة وتقديمهم للعدالة.
ويتحدث الشيخ ردمان مرح صالح مرح عن الواقعة فيقول: اتصلوا بنا وأخبرونا بالواقعة فما كان منا إلا أن قمنا بدورنا خصوصا والدولة تعاني من وضع غير طبيعي نتيجة الأحداث الأخيرة وكان الكثير من الشباب المتحمس يطرح فكرة قطع خط الحديدة صنعاء لأنه يمر من منطقتنا، ولكن العقلاء رفضوا هذا السلوك، ويضيف: تحركنا صوب الحديدة لتتبع الجناة ومتابعة الأجهزة الأمنية لإيجاد الغرماء.
ويتابع: هناك تجاوب نوعا ما من قبل مدير أمن محافظة الحديدة حيث حرر لنا مذكرة إلى النيابة العامة لإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة الملابسات؛ ويؤكد: كما قلت لك هناك تجاوب نوعا ما ولكنه لا يكفي ونحن ما زلنا هنا في الحديدة ولن نبرح المكان حتى يكشف لنا القناع عن القاتل ومن يقف وراء الحادثة وهذه مسؤولية تقع على عاتق الأمن لأنه صمام أمان المجتمع إذا تخلى الأمن عن مهمته ولو المستطاع منها فعلى الدنيا السلام.
الخطوط الطويلة.. معاناة مستمرة
وتُشكل ظاهرة الاعتداء على معتادي الخطوط الطويلة والسائقين هاجسا يلاحق الكثيرين منهم، كما أن معاناتهم أصبحت مزدوجة بين العصابات المسلحة من جهة وشبح الجوع والفقر والبحث عن مصدر الرزق من جهة أخرى.
ومن جهته استنكر عضو نقابة السائقين بالحديدة علي صالح المساري ممارسات عصابات الموت. وأكد للأهالي أن «أفعال هذه العصابات متواصلة تجاه المسافرين»، وأن «انتهاكاتها متنوعة تبدأ بالقتل والإصابة والضرب، وتنتهي بالموت البطيء على أبواب المستشفيات»، وعن دور النقابة أوضح أن لوائح النقابة تقتصر على تنظيم شؤون السائقين والانتصار لحقوقهم؛ ومثل هذه القضايا هي من مهام الأمن وليس النقابة.
المصدر : الأهالي نت