آثار الدمار في صعدة بسبب سنوات من الصراع، تبدو بارزة للعيان وهيمنة الحوثيين في شوارع المدينة واضحة وانتهاكاتهم لحقوق الانسان الى الآن لا زالت صارخة..
منذ اندلاع القتال في عام 2004 بين القوات الحكومية والمتمردين في شمال البلاد، أصبحت محافظة صعدة ذات الجبال الصفراوية ساحة انتهاكات دائمة جراء الغطرسة الحوثية هناك، مما تسبب في مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف.
قصص قتل مأساوية وروايات تشريد واعتقالات تندى لها الجبين وليس هنالك دولة وليس هناك من يسألون.. إنها المشاكل في الشمال، حيث المتمردين الحوثيين أصبحوا أكثر بروزا هناك مما جعل معظم اليمنيين مضطربين في الآونة الأخيرة...
تقول مجلة إيكونوميست البريطانية ان الحوثيين ينفون أن لديهم طموحات انفصالية، لكن خصومهم اليمنيون يقولون إن الحوثيين يريدون إنشاء "دولة طائفية داخل دولة"، تماما مثل حزب الله في لبنان.
وتضيف المجلة انه على الرغم من أن الحوثيين لم يستهدفوا مباشرة الأمريكيين في اليمن، إلا أنهم يقولون إن الحكومة الأمريكية هي عدوتهم ويلقون اللوم عليها في نشر الفوضى في أنحاء المنطقة واثارة التوتر الطائفي بين المسلمين وسرقة كرامة العرب.
· قتلوها بين يدي زوجها:
ماتت خشرية بين يدي زوجها نفاسا في نقطة تفتيش حوثية.. تلك قصة تقشعر لها الأبدان.. كان زوج المواطنة في مران "خشرية شلفان" قد اسعفها وهي في لحظة مخاض، تصارع آلام الولادة وتقلصاتها، قاصدا بها أقرب مستشفى الا ان نقطة تفتيش حوثية استوقفتهم ومنعتهم من مواصلة السير وظلت المرأة تنزف حتى فارقت الحياة00 لم تتوقف المأساة عند هذا الحد بل ان عناصر الحوثي في النقطة منعت زوجها المكلوم من ان يعود لدفن الشهيدة، لتعود سيارة الاسعاف بجثة الضحية، فيما الزوج اختطفته الجماعة بحجة العمالة للموساد؛ هكذا دفعة واحدة وبدون مقدمات ليظل في غياهب المعتقل الحوثي ولمدة 3 سنوات ليتم اخلاء سبيله واسقاط تهمة العمالة عنه.. هكذا وفقا للمزاج اما المختطف لا يدري الى الان كيف صار عميلا للموساد وكيف صار بريئا من ذلك عدا ان الغصة المُرة هي الوحيدة التي يدرك انها ستظل تخنقه طيلة ما تبقى من العمر بعد ان قتلت الجماعة الحوثية زوجته ووجد نفسه يفارقها دون ان يُسمح له بلحظة وداع واستكثر عليه القاتلون ان يبكيها؛ فهو في ظل سلطة الحوثي لا يملك الحق في ان يذرف دموعه على جثة زوجته الشهيدة.
في صعدة مسموح للقوات الحكومية بأن تدير مواقعها بنوع من المواجهة غير الرسمية بحيث لا يهاجموا المتمردين ويُسمح لهم بتلقي رواتبهم، في حين يسيطر المسلحون الحوثيون على نقاط تفتيش.
أحد المدرسين المعتقلين بتهمة العمالة في ضحيان يروي قصة وحشية في المعتقل.."ع ن ج" تعرض للصعق بالكهرباء وعملية نزع الأظافر وكسرت اصبعه اثناء التعذيب ووجد نفسه مجبرا ليقول ان المعتقل الحوثي في وضع لائق عبر مكبرات الصوت كما الزمه بذلك القائمين على السجن كشرط اساسي لإطلاق سراحه..
يضيف "ع ن ج" بأن مختطفي الحوثي يتم حشرهم داخل عنبر واحد يحوي أبرياء الصقت بهم تهم مختلفة ومن مختلف الأعمار بينهم أحداث ويشير الى أن الأكل سيء جدا في سجون الحوثي غير الشرعية التي تمتلئ بالمختطفين المظلومين كما انه لا يوجد هناك مراحيض عدا اماكن مكشوفة تتكدس فيه المخلفات بشكل يثير الاشمئزاز والامراض على حد سواء ..
وفي قبو الحوثي تنتشر القمل والنمل والبعوض نتيجة الوضع البيئي السيئ بحسب "ع ن ج" الفار من جرائم الحوثي في العاصمة صنعاء بعد ان هدده الحوثيون بالتصفية الجسدية ان آثر البقاء في صعدة..
دولة طائفية داخل الدولة
الحوثيون الذين يعملون كوكلاء لقوى أجنبية غير مُرحب بها، خصوصا إيران، التي تمدهم بالأسلحة والأموال. بعض الدبلوماسيين الغربيين يكررون هذه الاتهامات والأقرب إلى الدليل الدامغ على هذه التهم هي قناة تلفزيونية مؤيدة للحوثيين (المسيرة) التي تبث من ضاحية شيعية جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت.
نشطاء سياسيون يؤكدون إن الحوثيين يريدون إنشاء "دولة طائفية داخل دولة"، تماما مثل حزب الله في لبنان.
وفي صعدة منذ توقف القتال بين القوات الحكومية والحوثيين الا ان التوتر لا زال قائما بل ان الانتهاكات الحوثية امتدت الى محافظات اخرى كعمران والجوف وحجة ..هذه التوترات هددت بتعطيل التوازن الدقيق الذي نشأ عن التسوية السياسية في البلاد وحتى وبعد تولي عبده ربه منصور هادي الرئاسة فالاشتباكات لم تكن تبعد عن العاصمة صنعاء سوى 50 كيلومتر.