تعتبر ذكرى مجزرة جمعة الكرامة الثانية عند اليمنيين يوما وطنيا بامتياز كون يوم 18 مارس 2011 هو يوم انتفاضة الثورة الشبابية ضد الظلم والاستبداد وبعد تلك المجزرة خرج الملايين من الثوار في ساحات الجمهورية اليمنية معلنين عدم العودة إلى بيوتهم إلا بعد إسقاط نظام الظلم والقمع والجهل الفردي الذي جعل من اليمن وثرواته مزرعة له ولحاشيته ومن كان له مطبلا طوال فترة الحكم الماضية ولذلك أنتجت تلك الفترة الكثير من المشكلات والعقبات التي تحتاج إلى الجلوس في طاولة الحوار لمناقشتها والعمل على وضع الحلول المناسبة لها وفق رؤية دولة التغيير الحديثة القائمة على حكم القانون والشفافية وسلطة القضاء المستقل ومكافحة الفساد والمشاركة في صنع القرار على مستوى السياسات العليا والوسطى والتنفيذية ونتيجة للتركة المثقلة التي خلفتها الحقبة الماضية انطلق الحوار الوطني الشامل بموجب المبادرة الخليجية التي جاءت لتحقيق التغيير المنشود في اليمن تنفيذا لمطالب الشباب الثائر الذي خرج بطريقة سلمية جعلت اليمن عظيمة في عيون العالم وجعلت من دول مجلس التعاون الخليجي ودول مجلس الأمن الدولي تجمع بدون اى خلاف على دعم التحول والتغيير في اليمن نحو بناء دولة المؤسسات والقانون تحقيقا لأهداف ثورة الشباب السلمية التي عبرت عنها وثيقة شرف الثورة في التحول نحو بناء الدولة المدنية وفق آليات الحكم الرشيد.
وبعد بداية الحوار الوطني في جلسته الافتتاحية اتضح أن هناك ممثلين وردت أسمائهم في الحوار الوطني كانوا هم من ساهموا في قتل الثوار في الساحات الشبابية وهو ما جعل القاتل يجلس للمشاركة في وضع الرؤى الجديدة لليمن الجديد وهذا دليل على أن الثورة لم تستكمل بعد فبدلا من أن يكون مكانهم السجن يظهرون بثياب الثعلب الذي وقف يوما ما خطيبا وهو نفسه اللص الذي قتل الضحية ويقف ويقرأ الفاتحة على الشهداء في الجلسة الافتتاحية وهو من شارك في قتل الشباب وساهم بكل الوسائل المادية والمعنوية لدعم نظام القتل والإجرام !!! فما ظنك آخى المواطن اليمني الكريم ماذا سيقدم هؤلاء في الحوار الوطني و في اليمن رجال أكفاء له نزاهة وكفاءة وينتمون للمؤتمر الشعبي لكنهم همشوا من قبل جناح الصقور العائلي ولذلك ظهر لنا جليلا أن دور الشباب في الحوار الوطني ضعيف جدا وذلك لقلة العدد في التمثيل ولتهميش الشباب من قبل الأحزاب والاستحواذ على حصصهم التي لا ترقى بدورهم الكبير في اشتعال شرارة الثورة الشبابية السلمية الخالدة والتي لابد أن تستمر حتى تحقيق حلم اليمنيين الكبير سواء كان بالحوار الوطني الشامل فدماء الشهداء هي من جمعت اليمنيين في الثورة ضد نظام الفرد والعائلة ودماء الشهداء في 2013 في ذكرى جمعة الكرامة هي من جمعت اليمنيين في الحوار الوطني الشامل لبناء الدور الجديد للدولة وهو ما اقر به رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادى والسيد جمال بن عمر في افتتاحية مؤتمر الحوار أن دماء شهداء جمعة الكرامة هي من هزت مشاعر كل أبناء اليمن وأشعله الثورة الشبابية وزلزلت عروش الظلم والاستبداد كما جعلت من العالم داعما ومساندا للتحول الديمقراطي فى اليمن بعد خروج الملايين من فئات الشعب اليمني بالمسيرات المليونية السلمية فكانت تلك هي الصورة الحضارية الكبيرة التي نقلها الشعب اليمني إلى كل دول العالم بأنهم أهل حضارة وكرامة وحكمة يمانية قلدهم إياها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وحكت عن اليمن حضارة معين وسبأ قبل الآلاف السنيين ، ولذلك ما ينتظره الجميع من الحوار الوطني هو أن يخرج بنتائج ترتقي للدماء الشبابية إلى سفكت في مجزرة جمعة الكرامة اليمنية والتي سالت من اجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة ونبذ الظلم والقهر والجوع والمرض الذي كان ممنهجاً في حكم الفرد المستبد.
فلاشك أن الجميع مترقب لشكل الدولة التي يخرج منها الحوار وهو هل سيكون هناك تغليب لمصلحة الوطن على مصلحة الحزبية والمناطقية والمذهبية والارتهان لدعم الخارج لزعزعة الأمن والاستقرار وكذلك استخدام بقايا النظام السابق ممن لم يؤمنوا بالوطن الكبير للجميع بعيدا عن التخريب لمصالح الوطن في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فالحوار هو طريق اليمن المليئ بالأمان والاستقرار ولكن وفق تحمل المسئولية من قبل المشاركين فى دورهم تجاه القضايا التي سيتناولها الحوار الوطني .
وعند وجود المسئولية الكبيرة لدى المتحاورين وتفهمهم للدور المنوط بهم فالتاريخ سيكتب عنهم بأنهم وطنيون وعملوا من أجل بناء اليمن الجديد يمن العدل والمساواة والقانون والحكم الرشيد.
Adelmozab2012@gmail.com
مؤتمر الحوار الوطني والمسئولية التاريخية
اخبار الساعة - د عادل معزب