هل يتحد الشيوعيون في عمان ؟
عباس عواد موسى
أحزاب شيوعية عديدة في الأردن , وشيوعيون فرادى أو تجمعات بمسميات أخرى . يلتقون غداً لإعلان اتحاد لهم بعد عقود من التمزق والتشرذم . فالحزب الشيوعي الأردني ظل يعاني من انقسامات طيلة عهده . ولها أسبابها , لكن الخلاف على مشروعية المقاومة والكفاح المسلح قلب الأمور رأساً على عقب . فقد اكتشف الشيوعيون أن رموزاً تغلغلت في صفوفهم وتبوّأت أهم المراكز القيادية في الحزب وقفت ضد الكفاح المسلح , وهو موقف مغاير للغالبية الساحقة من منتسبي الحزب وقواعده وكوادره . وباتوا حينئذٍ قلقين على مستقبلهم السياسي أو على الدور المُناط بهم القيام به . فظلوا يراوغون ويخفون حقيقة أمرهم , حسب العرض والطلب . فعندما كان عدد أعضاء الحزب يقارب الإثني عشر ألفاً لم يجد هؤلاء سوى عدد محدود جداً يكاد لا يُذكر يقف إلى جانب موقفهم . فاضطروا للتراجع عن موقفهم فيما انشق آخرون عُرفوا باسم مجموعة فهمي السلفيتي .
وجاءت البيروسترويكا , ومنظرها المشكوك في أمره ( غورباتشوف ) . لتكون بمثابة الضربة الصاعقة للحزب الشيوعي الذي شارك عدد من قياداته في التنظير لها وهم أنفسهم ممن كانوا يقفون ضد المقاومة المسلحة . وأصبحوا يعرفون باسم الغورباتشوفيين كما وإنهم في صفوف الحزب الأولى ولكن دون شعبية في صفوف الحزب . وهو ما جعل الحزب العريق يتعرض لانتكاسة كبيرة لا يزال يعاني منها حتى لحظة الساعة الخامسة من عصر يوم غد الجمعة وهو موعد اجتماع الحزب الشيوعي واليسار الإجتماعي والتجمع الشيوعي وآخرين مستقلين يحملون نفس الفكر للإعلان عن اتحاد الشيوعيين الأردنيين . هذا الإعلان الذي لن تغيب عن حضوره استماتة الشيوعي يعقوب زيادين في الدفاع عن البيريسترويكا والتي اعتبرها المنقذ الحقيقي للأزمة التي كانت تعصف بالحزب على خلفية رفض رموزه لمبدأ الكفاح المسلح كما أسلفنا . وغير ذلك من الأمور والتي على رأسها الإختراقات التي حدثت في صفوف الشيوعيين .
ألرافضون للكفاح المسلح كانوا يتبعون مواقف بعض ممن كانوا مندسّين من قبل الصهاينة في القيادات السوفييتية التي طبّلت لاستقلال الكيان الصهيوني وافتضح أمرهم لاحقاً .
خفايا عميقة , في صفوف الشيوعيين , أجهضت نضالات الحزب في الساحة من هؤلاء الذين يلتقون غداً لوحدته وعلى الأساس الذي نشأوا عليه . وطمعهم في وزارات أخرى قادمة , جعلهم يحوّلون موقفهم المضاد للعولمة إلى منتدى اليسار الإجتماعي .