أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أمة الإسلام بين الماضي والحاضر

- بقلم/ ابراهيم الحزمي

جلست مع نفسي وأنا أتأمل في حال امتنا الإسلامية والعربية فوجدتها حسيرة كسيرة دمها يراق هنا وهناك وأرضها تستباح بين مشرق ومغرب . رجالها تذبح نساؤها تسبى وتنتهك أعراضها مقدساتها تدنس .

دهشت وانا انظر إلى حال امتنا الحبيبة فحالها لا يسر  صديق ولا عدو . عندها نزلت دمعة على خدي وقلبي تفطر ألما ولسان حالي يقول :

أمتي ياويح قلبي ما دهاكي      دارك الميمون أضحى كالمقابر .

وقلت هل هذه الأمة التي وصفها شاعر الإسلام محمد إقبال عندما قال:

بمعابد الإفرنج كان آذاننا      قبل الكتائب يفتح الامصارا .
لم تنس أفريقيا ولا صحراؤها    سجداتنا والأرض تقذف نارا .
كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها     ونهدم فوقها الكفارا .
لو كان غير المسلمين لحازها كنزاً         وصاغ منها الحلي والدينارا .
كنا جبالاً في الجبالِِِِ    وربما سرنا على موج البحار بحارا .      
كنا نقدم للسيوف صدورنا       لم نخش طاغيةً ولا جبارا .
أرواحنا يا رب فوق أكفنا    نرجو ثوابك مغنماً وجوارا .
ندعوا جهاراً لا اله سوى الذي       خلق الوجود وقدر الاقدارا .

وتذكرت شاعرا آخر عندما سئل عن حجم أمة الإسلام فأجاب ببيت شعري قائلاً :

أمة لو كبَّرت في جموع الصين مئذنةٌ    سمعت في الغرب تهليل المصلينا .

فبدأت أقارن بين الماضي والحاضر فوجدت انه لا يوجد مقارنة إلا كما قال الشاعر:

سارت مشرقةً وسرت مغرباً    شتان بين مشرق ٍومغربِِ .

ولكن مع ذلك لا يأس ولا قنوط فأمة الإسلام تغفو لكنها لا تنام وتمرض لكنها لا تموت . فبروغ الفجر لا يكون إلا بعد اشد ساعات الليل ظلاماً . والوليد لا يخرج إلا بعد مخاض عسير . والنصر لا يأتي إلا مع الصبر . وعسى ان تكون محنة الأمة كسحابة صيف سرعان ما تنقشع . ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوَ بعضكم ببعض . وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله لقوي عزيز .

امَّا انت أيها اليائس مت قبل الممات إن شئت حياةً فالرجاء  لا يضق درعك عند الأزمات . وضربةٌ لا تقتلني لا تزيدني إلا قوةً وصلابة.

Total time: 0.0524