مكة المكرمة - تحقيق : المحاميان و الناشطان الحقوقيان طارق عبدالله الشرعبي و اسامة عبدالاله الاصبحي
معاناة المغترب اليمني في السعودية لاتقتصر على ظلم الكفيل ونظام الاقامة للمقيمين في بلد الاغتراب , فاستغلال السعودين لحاجة المغترب في الحصول على سكن يخلد اليه للراحة بعد شقاء يوم من العمل يكاد يكون السائد في مكة المكرمة بسبب الطلب الكبير للمعتمرين والحجاج الوافدين الى ارض الحرمين الشريفين , لهذا المواطن السعودي يلجاء الى استحداث بعض الاماكن الغير صالحة للسكن من اجل اعداد عدد من الغرف لتاجيرها على من يريد الاقامة في مكة المكرمة وباسعار تكاد تكون خيالية .
مغتربون يمنيون يسكنون غرفة تم اعدادها للكابلات الكهربائية الخاصة باحدى العمائر
استعراض هذا التحقيق الساخن لصورة معاناة المغترب في استحالة الحصول على سكن لائق للراحة وبسعر معقول كان بفضل اصرار المغترب اليمني : عبدالسلام عبده احمد الشرعبي على اقتيادي الى عدد من الاماكن التي تم اعدادها للسكن رغم تهديدها لسلامة وحياة ساكنيها لنتفاجئ حينها ببناء احد المواطنيين السعوديين لغرفة هي بالاصل مكان يفترض عدم الاقتراب منه للخطر المحدق بحياة الانسان المتمثل بوجود عدد من الكابلات الكهربائية الخاصة للعمارة المكونة من خمسة طوابق , بالرغم من ذلك نجد عدد من المغتربين اليمنيين اضطرتهم الحاجة الى القبول بمثل هذا المكان للسكن فيه دون المبالاة بسلامة حياتهم , تلك الصورة التي لايمكن تخيلها قادتنا الى القيام بتصوير هذا المشهد الساخن من معاناة المغترب اليمني والذي فرض علينا عدد من التساؤلات نبداء بالسؤال الاول لاحد الساكنين وسط اكوام من كيبلات الكهرباء وبسؤال فواز محمد طاهر مالدافع الذي اضطرك الى السكن وسط الكايبلات الكهربائية التي تهدد حياتك ؟ ليجيب بالقول بانه يوجد في مكة المكرمة ازمة سكن بسبب توافد عدد كبير من المعتمريين والحجاج من كافة انحاء العالم لاداء مناسك العمرة والحج لذلك نحن محظوظون على الحصول على هذه الغرفة رغم انها تهدد حياتنا لانه في بعض الاوقات يحصل شرر كهربائي يفزعنا اثناء نومنا لذلك نضع ملابسنا على تلك الكابيلات الكهربائية من اجل تفادي وصول التماس كهربائي الى اجسادنا ومن ناحية اخرى بالتنبؤء بالخطر قبل مداهمته لنا فاحتراق الملابس بحصول شرر كهربائي سوف يقودنا الى الحذر والابتعاد اكثر من الجانب الذي يتواجد فيه الكابيلات الكهربائية .
ايجار غرفة في مكة غيرصالحة للسكن يعادل ايجار اربع شقق سكنية في اليمن صالحة للسكن
وبسؤال: مصطفى احمد نصر عن: سعر ايجارات الغرف السكنية في مكة المكرمة ؟ يفاجئنا بالقول بان الغرفة التي نشاهدها والمليئة بكابلات الكهرباء والتي تهدد حياتهم يتم دفع مقابل السكن فيها مبلغ الف وخمسمائة ريال سعودي كل شهر أي مايعادل تسعة وثمانون الف ريال يمني ليسكت حينها بتنهيدة كبيرة ويكمل حديثه بالقول بنبرة حزينة ذلك المبلغ كافي لاستاجار اربع شقق سكنية في اليمن في حين يتم دفع ذلك المبلغ للسكن في غرفة واحدة في مكة المكرمة وياليتها صالحة للسكن فهي تهدد حياتنا عند حدوث التماس اوشرر كهربائي ولكن ماذا نستطيع ان نفعل امام جشع المواطن السعودي واستغلال حاجتنا للمسكن ؟
ياغريب كون اديب
الاخ مصطفى احمد نصر يداهمنا فجاة وبدون مقدمات بالقول بان : بان الجشع لدى المواطن والمستثمر السعودي في الحصول على مبالغ مالية كبيرة من اجل توفير السكن لطالبه وصل الى حد غير معقول فهناك عمائر كبيرة تتكون من عدد من الطوابق بل هناك مايسمى بالابراج والذي يتكون من عدد من العمائر الكبيرة والتي تتكون كل عمارة في البرج من عشرين الى ثلاثين طابق وكل طابق يتكون من عدد من الغرف والشقق السكنية , تلك المباني كافية لاستيعاب جميع المعتمرين والحجاج والمقيمين العاملين في مكة ولكن الجشع وصل الى حد عدم تاجير المبنى السكني اذا لم يتم دفع مبالغ مالي كبير وخيالي في نفس الوقت وعند انتقاد المستثمرين السعوديين لعملهم الغير الاخلاقي يقولون بانه لايهم عدم تاجير المبنى لموسم عمرة اوحج وبانه سوف يتم تعويض ذلك برفع الايجارات بشكل اكبر عن السعر في الموسم السابق وبذلك لايكون هناك خسارة بل ان معظمهم يقولون بان ايجار مبنى سكني يوفر دخل مالي كبير يكفي لعدد من السنوات القادمة لذلك لا خوف من عدم رفع اسعار ايجارات الغرف والشقق السكنية وامام تلك المجابهة من المواطن والمستثمر السعودي للاجابة على انتقادتنا على جشعهم لايسعنا الا العمل بالمثل القائل : ياغريب كون اديب .
مغتربون يمنيون في مكة يسكنون غرفة سقفها من صفيح وجدرانها مليئة بمواسير المياه
في اثناء اندهاشي لما يلاقيه المغترب اليمني من معاناة كبيرة في الحصول على سكن يرتاح فيه بعد عناء العمل بمتابعة حديث عدد من المغتربين لشرحهم لجزء من معاناتهم يفاجني المغترب ابوعلاءعبدالسلام عبده احمد باقتيادي فجاة عن طريق اخذ الكاميرى من يدي في لحظة عدم انتباه ليطلب الذهاب الى سكن اخر يجسد معاناة اخرى للمغترب في الحصول على غرفة غير صالحة للسكن وبسعر خيالي لنتفاجاء ببناء احد المواطنيين السعوديين لغرفة في مكان ضيق جداً على هامش ماتبقى من مساحة بناه لعمارته المكونة من سبع طوابق لنجد سقف الغرفة التي لاتتجاوز اجمالي مساحتها مترين مربع عبارة عن صفيح من الحديد و يغطي جدرانها مواسير المياه الخاصة بالعمارة المكونة من سبع طوابق وباندهاشي عند السؤال عن عدد الساكنين في الغرفة ؟ وبمفاجتي بان سبعة اشخاص هم الساكنين الرسمين لتلك الغرفة يداهمني احد المغتربين بقوله بان هذه الغرفة كما ترى لاتحمينا من لهيب حرارة الشمس بسبب ان سقف الغرفة عبارة عن صفيح من الحديد بالرغم هناك مكيف لتبريد الجوء لكن ماعسى نفعل امام حرارة الشمس الملتهبة في مكة التي تعتبر من الاراضي الصحراوية لذلك نقوم في الايام العادية الى تشغيل المكيف عند خروجنا الى العمل في الصباح حتى نستطيع البقاء في الغرفة عند العودة بعد صلاة الظهر لاخذ القيلولة الى فترة مابعد العصرثم المعاودة للعمل الى الساعة العاشرة ليلاً وفي رمضان المعاناة تزداد اكثر لنومنا في الصباح وتجرع حرارة الشمس رغم انوفنا وامام شرح ذلك المغترب لمعاناته في السكن في غرفة ضيقة يغطي سقفها صفيح من الحديد وفي اثناء اخذه تنهيده كبيرة ارغمته على السكوت لبرهة داهمته بسواله عن اسمه ؟ ليقول بان اسمه : عبدالله سعيد خالد ويتابع بالقول بانه بالرغم من معاناتهم في صعوبة السكن في هذه الغرفة الاانهم يجب دفع مبلغ الف واربعمائة ريال ايجار شهري لتلك الغرفة الضيقة التي ارغمت ساكنيه على النوم بشكل يشبه النوم في علبة ثقاب بحيث لايوجد متنفس بين الشخص والاخر.
تنوع سرد عدد من المغتربين لمعاناتهم في الحصول على سكن يليق بكرامة ادميتهم الذي فضلهم الله سبحانه وتعالى عن سائر الخلق والاستماع اليهم في غرفة متواضعة مسقوفة بصفيح الحديد لم يكن كافي في الاستمرار لسماع معانتهم ,لذلك بسبب حرارة الشمس التي ارهقتنا في اعداد هذا التحقيق سوف نكتفي بما اعدادناه في هذه المادة وسوف نتابع التحقيق في موضوع اخر لمعاناة المغترب في السعودية.