ربط المحلل السياسي/سالمين الكاف ماحدث يوم أمس الجمعة من هجوم العناصر المسلحة على مواقع عسكرية بمحافظة شبوة الجنوبية وقتلها وإصابتهم لعشرات الجنود، التي وجدت تسهيلات مشبوهة بمرورها بعدة نقاط أمنية دون أن يعترضها أحد حتى حققت مآربها، ربط بين حادثة اليوم بشبوة وحوادث الأيام الأخيرة من تفاقم حوادث تفجيرات أنابيب النفط وتخريب خطوط نقل الكهرباء، بأنها حلقة واحدة يقف وراءها مدبر واحد وجاءت متزامنة مع وصول أعمال مؤتمر الحوار بصنعاء لمنعطف حاسم واحتدام الصراع على الصيغة النهائية لمخرجاته وخاصة فيما يتعلق بشكل الدولة الجديدة للجمهورية اليمنية، ووضع الجنوب المستقبلي والذي يطالب شعبه بتقرير المصير.
وأوضح "الكاف" أن الانذار الأخير للدول الراعية لمؤتمر الحوار لمراكز القوى بصنعاء، بضرورة المصادقة على المخرجات التي جرى التوافق عليها في مؤتمر الحوار..، ناهيك عن الضغوط الدولية القوية لمراكز القوى بصنعاء والشروط التي وضعها ممثلو الجنوب بمؤتمر الحوار، دفعت مراكز القوى بصنعاء إلى تصعيد التهديدات الأمنية والسعي لخلق حالة من عدم الاستقرار والبلبلة وخلط الأوراق، وممارستها لتهديدات وأفعال عنفية جدية وتحريك أدواتها التخريبية على الأرض لتحقيق غاياتها بفرض رؤيتها على مخرجات مؤتمر الحوار كي لاتفقد مصالحها ونفوذها وسيطرتها والثروات التي تستحوذ عليها..إلخ.
وأشار أن دخول مؤتمر الحوار بمأزق الصيغة النهائية لنتائجه جراء تنازع مراكز القوى بصنعاء على مصالحها الاستراتيجية وتصادمها مع التوجهات الغربية بشأن شكل الدولة القادمة في اليمن ومأزق حل قضية الجنوب..، ومايرتبط بذلك من تبعات والمخاوف من تأخر اختتام أعمال المؤتمر أو افشاله..، ترافق مع ازدياد شراسة ووحشية مراكز القوى التي كشرت عن انيابها للدود عن مصالحها بأي ثمن (...).
وعبر "سالمين الكاف" عن مخاوفه أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من أعمال العنف والتخريب، وربما قد تصل إلى الدفع لإحداث اضطرابات داخل الوحدات الأمنية والعسكرية، وإدارة صراعات عديدة (...)، في عدة مناطق وخاصة في أراضي الجنوب الذي يسعون لتحويله لساحة حـرب وصراع بين مراكز القوى..، مؤكداً إلى وجود علاقة واضحة بين حدوث تأزم للوضع السياسي في صنعاء والأعمال العنفية والقتل، حيث تشكل أعمال القتل والعنف ورقة مهمة في الصراع السياسي لقوى النفوذ بصنعاء، وهو ما يؤدي في كل الأحوال إلى أن تزايد معاناة البسطاء الذين يدفع الثمن دائماً دون ذنب كما يدفع الثمن البخس أولئك المغرر بهم من توجهات عديدة تحت يافطات وشعارات خادعة وماكرة تستخدمها مراكز القوى..، منوهاً أن كل المحاولات التأمرية..، وتسليح وتمويل المسلحين المغرر بهم وتقديم المعلومات الاستخبارية الدقيقة لهم عن العمليات العنفية والارهابية التي سيقومون بها و....، لن يكتب لها النجاح في بلوغ غاياتها مهم فعلت..، مؤكداً أن كل أفعالها تلك هي تعبير عن حالة يأس لإرجاع عقارب الزمن الى الوراء ولن يكتب لها النجاح أبداً في ظل الأوضاع الدولية الحاسمة لما تبنته من توجهات لوضع اليمن القادم (!!؟؟).
وأستغرب "الكاف" السرعة التي أعلنت فيها اللجنة الأمنية العليا لأسماء 15 مسلحا من المسلحين المهاجمين لمواقع الجيش والأمن بشبوة اليوم الجمعة..، لافتاً أن نشر الأسماء بهذه السرعة من قبل جهة رسمية ربما تتبع أحد مراكز القوى المتنفذة يدل على هدف مكشوف وهو يريد ايصال رسالة خادعة أن المهاجمين هم من أبناء الجنوب وليس شماليين..، موضحاً أن اللجنة تجاهلت تماماً أي ذكر أو إشارة عابرة للجهة المدبرة والمخططة والممولة لهذه الهجمات الارهابية لان نشر أسماء المهاجمين لايدل بالضرورة على الجهة التي تقف خلفهم وتوجههم من وراء الكواليس لتحقيق غايات سياسية خبيثة (!!!).
*هجوم المسلحين بشبوة:
وكانت الهجمات التي شنها مسلحون يطلق عليهم تسمية "القاعدة – أنصار الشريعة" وتستخدمهم مراكز القوى وبتمويل استخباري خارجي اليوم الجمعة بمحافظة شبوة قد أسفرت عن مقتل نحو 24 جندياً بينهم جنود الجيش ومن الأمن المركزي "القوات الخاصة"، وإصابة نحو 26 جنديا إصابة 5 منهم خطيرة.
وشهدت محافظة شبوة يوم أمس ظلاماً دامساً جراء انقطاع الكهرباء عنها لساعات طويلة، جراء عمل تخريبي - حسب قول مصدر رسمي، في حين فجر مخربون يوم أمس أنبوبا للنفط يمتد من مآرب إلى شبوة.
واستهدف الهجوم موقعا للجيش يعرف بموقع "بافخسوس" ويقع بالقرب بمنطقة "النشيمة" بشبوة الجنوبية اسفر عن مقتل أربعة جنود بينهم قائد الكتيبة الأولى باللواء الثاني مشاه العقيد ناصر طاحية واستخدمت فيه سيارة مفخخة، كما قتل 8 جنود من القوات الخاصة "الأمن المركزي" بمدينة جول الريدة في هجوم منفصل.
إلى ذلك قال مصدر عسكري في قيادة محور عـتـق بشبوة "ان الجيش والأمن أحبط صباح اليوم الجمعة عملية إرهابية بتفجير سيارة مفخخة كانت تستهدف منطقة عين بامعبد ومنشأة بالحاف الغازية بشبوة..، مشيراً ان السيارة تم تدميرها بما فيها من عناصر ارهابية".
**تحليق للطيران الحربي ورفع درجة الاستعداد القتالي:
وقد صدرت توجيهات عسكرية برفع درجات الاستعداد القتالي بمعسكرات الجيش والأمن بشبوة وأبين..، وتشهد وحدات الجيش المنضوية في محور عتق العسكري بشبوة، تهبا عسكريا عاليا في حين يتم حاليا تجهيز الآليات العسكرية في وضع قتالي.
وتزامن التاهب القتالي مع تحليق مكثف وبعلو منخفض للمروحيات العسكرية في سماء عاصمة شبوة "عـتـق" والمناطق المحيطه حولها حتى ميناء بالحاف لتصدير الغاز، ومديرية المحفد، والحوطة، وعدد من المناطق النائية التي يعتقد لجوء المسلحين إليها، منذ الساعة العاشرة صباحا حتى الآن (ظهر اليوم الجمعة)..، وتحاول المروحيات العثور على سيارات المسلحين لمطاردتهم.
وواصلت المروحيات تمشيطها للمنطقة وللشريط الساحلي القريبة من ميناء تصدير الغاز في بالحاف في حين انتشر الجنود والأطقم والمدرعات في المنطقة وتم تشديد الحراسات على المنشآت النفطية، وميناء تصدير الغاز ببالحاف ومنطقة رضوم الساحلية.
**نقل الجنود المصابين بالمروحيات:
في غضون ذلك جرى قبل ساعات نقل عشرة جنود جرحى الى صنعاء من مطار ميناء بالحاف لتصدير الغاز بشبوة بطائرة خاصة لصعوبة معالجتهم في المنطقة التي تنعدم فيها المستشفيات والمراكز الصحية المجهزة التجهيز الجيد, كما تم نقل 25 جريح من الجنود الى مستشفيات المكلا بحضرموت القريبة من شبوة لتلقي العلاج.
**أسماء القتلى من الجنود:
وقد تم التعرف على بعض أسماء عدد من الجنود القتلى بالهجوم الذي شنه صباح اليوم المسلحون على مركز للأمن المركزي في جول الريدة مديرية ميفعة بمحافظة شبوة في إطار أكثر من هجوم وتفجير انتحاري.
أسماء الجنود القتلى وهم:ــ
1- الضابط ناصر بن قاحيه
2- ماهر احمد محمد
3- حمود احمد عقلان
4- محمد احمد الجلال
5- محمد سعيد عبدالجبار .
6- محمد علي جبارة
7- صلاح الثرياء
8- وسام محمد الصبري
9- لم يتم التعرف على هويته
**تفاصيل الهجوم على الجنود في شبوة:
على صعيد متصل أفادت الأنباء لم تعززها الروايات من محافظة أبين عن وصول الجنود الذين تم أسرهم من المركز الأمني بجول الريدة مديرية ميفعة الى منطقة ضيقة الجبلية بمديرية المحفد محافظة أبين.
كذلك عثر مواطنون على سيارة دفع رباعي نوع أوبل تابعة لقوات النجدة اليمنية في منطقة النجار على ساحل البحر منطقة النشيمة مديرية رضوم ولم يعلم سبب وجودها في هذه المنطقة.
واستهدف هجوم معسكرا لقوات الامن الخاصة في ميفعة في محافظة شبوة موقعا ثمانية قتلى بين عناصر القوات، فيما هاجم مسلحون بشكل متزامن موقعين للجيش في منطقتي النشيمة والكمب على مسافة 15 كلم ما ادى الى مقتل وإصابة عشرات الجنود.
واستهدفت انفجارات ضخمة موقع عسكري تابع للجيش ومقر ادارة امنية بمدينة عزان بمحافظة شبوة راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، كما هاجم المسلحون موقعا آخر للجيش بمنطقة ”بافخسوس” الواقع بالقرب من منطقة جول الريدة مستخدمين سيارة مفخخة..، حيث هاجمت السيارة الموقع العسكري وانفجرت بداخله قبل ان تقوم سيارتين اخريين بالتوغل الى وسط الموقع..، تحمل مسلحين اطلقوا النار على الجنود وفجروا سيارتين تابعتين للجيش كانتا في الموقع ونهبوا ثلاثة سيارات بأسلحتها.
وقد وقع الهجوم الساعة 6 صباحاً، حيث هاجم المسلحون معسكر جول الريدة من جميع الجهات وفرضوا عليه حصاراً خانقاً حتى الساعة السابعة والنصف صباحاً، واستسلم الجنود بعد اشتباكات سقط خلالها 8 جنود، و البقيه تم أسرهم واقتيادهم الى منطقة الحوطه بشبوة، حيث يتمركز عناصر المسلحين الذين يطلق عليه "القاعدة"، فيما تم اطلاق سراح العسكر من ابناء المنطقة، وبعض اخرين من العسكر اختبئوا في منازل السكان فيه بمنطقة النشيمه.
وتقع منطقة جول الريدة بشبوة وتبعد عن مديرية عزان شرقأ نحو عشرين كيلو، حيث تدور اشتباكات متقطعة بين الفينة والأخرى يذهب ضحيتها جنود من الجيش اليمني، وسط صمت لقوات الجيش وقيادات الالوية التي تأخرت في انقاذ جنود الجيش – حسب مصدر إعلامي.
ويعد هذا الهجوم هو الاوسع والأعنف منذ تمكن وحدات الجيش اليمنية من طرد تواجد للجماعات المسلحة في ابين وشبوة العام 2012م، بقيادة الشهيد سالم قطن ودعم اللجان الشعبية من أبناء أبين وشبوة.
الكاف يربط بين عملية قتل الجنود بشبوة وتخريب أنابيب النفط والكهرباء وبين أهداف مراكز القوى التي تواجه مأزق الصياغة النهائية لمؤتمر الحوار
اخبار الساعة - عتق/غادة الحسيني