أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

السياحة الجنسية في اليمن النار عند جارك غداً تحرق دارك !

- د. زهير علي عبد العليم

كُتبَ  المقال قبل عدة شهور ، ترددت في النشر  حتى قرأت اليوم في موقع اخبار الساعة  هذا الخبر  " القى بحث محافظة الحديدة القبض في أحد فنادق المحافظة على سعودي بصحبة فتاة لم تتجاوز 15 من عمرها اختفت من صنعاء قبل ثلاثة أيام " ..

الأمرُ جلل و الخطبُ عظيم ، فماهي السياحة الجنسية ؟

تعرف السياحة الجنسية بسفر بعض مواطنين الدول  الغنية الى الدول الفقيرة ليس بغرض التعرف على حضارة هذه الدولة بل  لهتك أعراض النساء و التمتع بالفتيات اليانعات مقابل شيئ يسير من المال و سيلٌ من الوعود الزائفة.

السياحة الجنسية لا تعرف حدود ولا دين ، وببحثٍ بسيط في الشبكة العنكبوتية نجد ان بلدان عربية تتصدر قائمة بلدان العالم  في هذا النوع من السياحة متجاوزةً تايلاند و الفلبين ، ومع الأسف الشديد نجد ايضاً أن من أوصل هذه البلدان الى هذا الحال هم مواطنون دول عربية شقييقة، هؤلاء  إستغلوا تسامح المواطنين في تلك الدول وغض أجهزتها الأمنية عن هذه الظاهره باعتبارها ظواهرٌ فردية أسوء استغلال ، حتى غدت هذه البلاد و اهلها طائعة متقبلة لإفعالهم الرذيلة ولن أخوض ولن أُعدد أسماء الدول العربية لأن الوصول إليها عبر جوجل يسير .

ينشط سواح الهوى  غالباً عبر الفيس بوك  ليرسموا احلاماً و رديةً لفتاة مراهقة تعاني الفاقة بتفاصيلها،  فتقع المسكينة أسيرة  سراب الحب و العيش الرغيد، و تتطورالعلاقة بسرعة عبر سكايبي و الوتسب و تحاصر الضحية من كل اتجاة ، وينتزع الذئب منها اسرار منزلها وصورها ويقوم بتوضيف كل هذه العوامل لاحقاً عبر التهديد لينتزع منها لاحقاً أغلى ما لديها ، و قد لا يكتفي بهذا فيقوم بتوثيق جريمته بواسطة  كاميرا الهاتف ليبتز هذه الفتاة وتصبح مصدر دخل له في دور البغاء !

قد يبدو الأمر غريبا وقد يبدوا للبعض ان الكاتب يشطح بأفكاره بعيداً ولكنها الحقيقة المرة و الأبحاث و التقارير المحلية و الدولية التي تتحدث عن الاتجار بالبشر  في متناول الجميع ، و آخر هذه التقارير الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية الي يتهم مواطنين دولة نفطية شقيقة بعينها بالتجارة بالنساء اليمنيات و كل اسبوع تطلعنا الصحف بالكثير من التقارير اليمنية التي تكشف حجم شبكات الدعارة التي يديرها مواطنين من دول الجوار  الذين بدأو مؤخراً وبصورة ملفته يروجون لبطولاتهم الجنسية في اليمن على موقع إليوتيوب لتحفيز قرنائهم.

المشهد مقلق و غريب على مجتمع تقليدي محافظ، إختفاء عشرات  بل مئات الفتيات اليانعات القاصرات من منازلهن في هذا العام و العام الماضي و تحت ضروف غامضة تضع الكثير من الأسئلة، حول ظاهرة  تنتشر كالنار بين الهشيم قد يكون من الصعب السيطرة عليها ، من واجب أجهزة الدولة المعنية وعلى رأسها جهاز الإعلام الرسمي ان يتحدث ولو بشئ من الشفافية عن هذه الظاهرة و ينشر الوعي بين الشباب عامة و الفتيات خاصة ،  قبل ان يستفحل الداء ، أما السكوت و التغاضي  بإعتبار ان هذه مجرد ظواهر فردية قد تكون عواقبه وخيمة على المجتمع والنار تحت الرماد ، علينا جميعاً ان لا نخجل بالتحدث بحصافة مع بناتنا و اخواتنا ليأخذن الحيطة والحذر.

هذه القضية قضية رأي عام ، فالحريق اذا اشتعل لم يؤذي جارك بل هددَ دارك  و هذا السرطان لم ينتشر بعد ويمكن استئصاله ، و على الأجهزة الأمنية حماة الوطن وكرامة مواطنيه  ممثلةً بالبحث الجنائي و الأمن السياسي القومي ان تضع مثل هذه الذئاب البشرية تحت المجهر و الشعب اليمني يحملهم أمانة عدم التسامح مع كل من يثبت تورطهُ بالعبث بشرف بناتنا و اخواتنا و المستضعفين  من الفقراء ليكون هولاء عبرةً لغيرهم و حتى لا تتحول يمن العزة و الكرامة الى مرتع آمنٌاٌ خصب يقصده كل رذيل ، يجب على الأمن و الشرطة و المخابرات و القضاء و عامة الشعب ان يُرسلوا رسالة واضحة  لِهولاء العجول السمينة  ان  اليمنيين أصل العرب و ان اليمنيين  ليسوا كغيرهم فهم لا يرضون الدنية في عرضهم  وشرفهم  و هذه خطوط حمراء الموت دونها شهادة ،  وَاللّهُ خيرٌ حافظا وهو ارحم الراحمين  ..

dr.zuhairr@yahoo.com

 د. زهير علي عبد العليم

Total time: 0.8066