جاءت جهود لجنة الوساطة بالتوقيع على وثيقة لخروج طلاب العلم من دماج ممن لم يكونوا من أهالي المنطقة بعد حصار خانق وظالم استمر اكثر من ربع عام، في حين لم تقم الدولة بشيء يذكر لأهالي المنطقة سوى الوساطات المتتالية إلى المنطقة وكأنها لا ناقة لها بما يحدث ولا جمل.
وبعد تفويض شيخ مركز دار الحديث بدماج "يحيى الحجوري" لرئيس الجمهورية ليتخذ ما يراه مناسباً لم يجد رئيس الجمهورية سوى الاقصاح له أنها مؤامرة دولية، على دماج، وانه لا يستطيع أن يفعل شيئا او يخوض حرباً ضد طرف مدعوم بغطاء أمريكي ودولي( الحوثيين).
وثيقة الصلح الأخيرة بخروج السلفيين من منطقة دماج، هي بمثابة نصر لهم، إذ لم تستطع مجنزرات ولا دبابات ولا راجمات الحوثي اختراق المنطقة لما يزيد عن 100 يوم، في ظل صمود اسطوري وبطولي لطلاب العلم وأهالي منطقة دماج بفضل الله في منطقة لم تتجاوز مساحتها (اثنين كيلو متر مربع) فقط، لقنت فيها الحوثيين اقوى الدروس ومعنى الحرب، وقوة الصبر والدفاع، على اسوار دماج.
حيث حاصر الحوثييون منطقة دماج من اربعة اتجاهات، فكان لا مفر لهم ولا مهرب إلا سلاحهم الذي مرغوا به سمعة الحوثي في التراب ففضحوا حقيقة جيشه الهش، وفضحوا حقيقة اخلاقه في الحرب، وتعامله الانساني مع المصابين والجرحى والنساء والأطفال، وعرف العالم حقيقتهم، بل ونبه الجيران من قبائل ودور ومحافظات لما يرغب به الحوثي.
لم يجد الشيخ الحجوري من بد من البقاء في دماج، فالكل متكالب ومتآمر عليه، والدولة لم تقم بأي واجب يذكر فكان البطل المتعاون، هي منطمة الصليب الأحمر والتي قامت بإسعاف الجرحى وإخراجهم من المنطقة، فيما الدولة اكتفت فقط بموقف المتفرج.
يأتي خروج السلفيين من منطقة دماج بعد ان قدمت 207 شهيداً في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والعقيدة و732 جريح، وبعد أن تحول مسجد دار الحديث بدماج إلى "منخل" من كثر القصف الذي أصابه.