أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الإسلام وتعامله مع السلالية والعرقية

- د . مرادالعزاني

لقد كان الدين الاسلامي و حتي القرن التاسع عشر الدين الوحيد الذي لا يستطع احد ان يربطه او يصنفه علي اسس مرتبطة باللون أو العرق او السلالة أو الجغرافيا. فعلي عكس المسيحية التي ظلت مرتبطه بالرجل الابيض و لم تدخل القاره السمراء و يصبح لها معتنقين هناك الا في القرن الثاسع عشر, كان الاسلام دين يمثل معتنقيه البيض و السود و الحمر و كل الملونين. و علي عكس الهندوسية التي ظلت طقوسها محصورة في شبه القاره الهندية لا لاف السنين و لم تخرج منها, تجاوز الاسلام كل الحدود ليصل الي كل قارات العالم واربا-اسيا افريقيا و حتي العالم الجديد. و علي عكس اليهودية التي ظلت مرتبطة بالعرق و كهنوت السلالة كان الاسلام و ما يزال دين الناس اجمعين لا يفرق بين اتباعه او يفاضل بينهم الي العمل و التقوي. 
ذلك الاسلام دين العدل و المساوة. جاء نبيه صلي الله عليه و سلم ليخرج الناس من براثين الجاهلية و قوانينها الجائرة الي فسحه الاسلام و قوانينه العادلة. لم يأتي نبيه عليه افضل الصلاة و التسليم لكي يمنح الامتيازات الأسرية او النياشين السلالية. اعلنها الرسول ان الناس سواسيه, و ان قوانين الجاهلية التي تقوم علي التمايز و التفاخر يضعها تحت قدميه في اخر خطبه له. و لا نه دين العدالة و المساوة كان المستضعفين و العبيد اول من أتبعه و دان به.
و لو كان جاء النبي صلي الله عليه و سلم بدعوة تضفي قداسه الي تلك التي كانت تفخر بها قريش و معهم بني هاشم لما أتبعه عمار أبن ياسر و ابويه , و لما اتبعه صهيب الرومي و لا سلمان الفارسي و لا بلال الحبشي. و لكان الأحرى باتباعه ابي لهب و ابو طالب اللذان اثرا أن يبقيا علي مله عبد المطلب. 
و لكن لما كان دين يحرر الناس من عباده العباد الي عباده رب العباد دانت به سائر العرب و قبائلهم التي جميعها تربت علي العزة و الأنفة- و دانت به العجم التي كان ملوكها يدعون احقيتهم الإلهية في الحكم مدعين ان دماء الاله تجري في عروقهم مستهترين بالناس و مقسمين لهم الي طبقات و أصناف كالبراهمة في الهند و الأكاسرة في فارس. 
لو كان دين يقدس سلاله او عرق لما اسلم به النجاشي الذي كان يحكم اعدل مملكة في حين اسلامه. و لما فر اليه معتنقا الملاكم الشهير محمد علي كلاي بعد أن ضاق بممارسات البيض و قوانينهم العنصرية و التي ظلت ساريه حتي الستينات في الولايات المتحدة الأمريكية . 
فالإسلام دين الله و الخلق كلهم عبيده,

Total time: 0.0492