مما لا شك فيه أن غالبية الشعب اليمني كان ينتظر مخرجات الحوار الوطني بلهفة رجل للسلم ،كان يعيش في اشد الحروب والمعارك،وها هو اليوم ينتهي وآن للشعب أن يعرف ما خرج به المتحاورون من مخرجات تخدم الوطن والدين والشعب ،دون تفريق بين كافة ابناء الشعب اليمني.
خطاب فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي كان شديد اللهجة وفتح آمال لنفوس الشعب اليمني بأن الحوار سيطبق وخاصة في قوله سأخرج من هنا وساصدر قرارات فأرجوا منكم الدعم ولا تغلقوا هواتفكم.
عاشت اليمن منذ قيام الثورة في عام 62 وحتى آخر يوم من جلسات الحوار صراعات بين قوى الخير وقوى الشر متبادلة بين أبناء الشعب اليمني آخرها كان في دماج.
الشعب اليمني جنوبه وشماله لا يريد أن تكون مخرجات الحوار الوطني حبر على ورق تضع في الصندوق ولا يعمل بها ولا ينفذ ما بها من قرارات وما إلى ذالك،أربعة أشهر أنقضت على المدة المحددة في المبادرة الخليجية أن يكون الحوار مدته ستة أشهر كأقصى، مدة ولكن نظرا لعدم توافق الأطراف فقد امتد أربعة اشهر اضافية وهاو هو اليوم ينتهي ولكن هل كل الاطراف مقتنعة بالمخرجات ام انه ستكون هناك عراقيل وحواجز تمنع المخرجات السير في الطريق وللتنفيذ؟.

أنتهى الحوار وكل اطياف الشعب اليمني رجال ونساء شباب وشيوخ علماء وطلاب علم واطفال يأملون ان يسود الأمن قبل كل شيء، فهو مطلب كل الشعب وكل الاحزاب وكل التنظيمات والهيئات والنقابات والمؤسسات والجمعيات وحتى السفارت الموجودة في اليمن،فالأمن إن تجقق فستكون بقية الأمور سهلة مع وجود الامن جتى ولو تاخرت في التنفيذ.

كان البعض ممن يريد لليمن ان تكون في الدرك الأسفل من الظلام عقبة في مخرجات الحوار الوطني ،وهم كثير وقد اعاقوا الحوار فعلاً وهو ما سبب تأخير الجلسة الختامية إلى اليوم،ولكن الآن وبعد ان خرجت الوثيقة النهائية بقي على المتحاورين التنفيذ فقط و سيكون عليهم جهد اكبر مما أصاغوه في الورق بالأقلام ،فالكتابة على الأوراق سهلة جداً ولكن ما يصعب هو التنفيذ ،وستكون هناك عوائق للتنفيذ اكثر من الوثيقة نفسها فالوثيقة هي مجرد حبر على ورق.

غالبية المخرجات قد عرفها الشعب من خلال الإعلام والصحافة واللوحات المعلقة على شوارع الجمهورية فكنت اسمع غالبية من يقرأ هذه المخرجات يقول)لن تطبقعلى أرض الواقع) يعني يكاد يقول لي القوانيين موجودة منذ زمان بعيد وهي قوانيين لو تقرأها ستجدها في رأس الجبل والواقع في الوادي,لا نريدها ان تكون مجرد كتابات تكتب نريدها ان تكون في أرض الواقع ،اليأس الذي يسيطر على عقول اليمنيين هو التنفيذ فأبعدوا عنا اليأس يرحمكم الله من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني،
أخيرا رسالتي إلى كافة أبناء الشعب اليمني الرجال والنساء الشيوخ والشباب ،الدكتور بين طلابه ،والطبيب في عيادته،والمعلم في فصله ،والمدير في إدارته،والعامل في عمله،والجندي في موقعه،والطالب في مدرسته ،ان نقف جميعا صفاً واحداً ونتحدى كل الصعوبات التي سنواجهها في المرحلة المقبلة ،فقد بدأ بإذن الله الآن ومن هذه اللحظة بداية وضع الـتأسييس لبناء اليمن الجديد فعلينا ان نعمل للأساس جهد اكبر من هذا الذي نحن عليه.