سقط عدد من القتلى والجرحى في تجدد الاشتباكات التي اندلعت ظهر اليوم الجمعة بين قوات من اللواء 310 المرابط في مدينة عمران وبين مسلحي جماعة الحوثي المتمردة الذي توافدوا الى المحافظة منذ اكثر من شهر.

وأكد مصدر طبي في منطقة الاحداث في محافظة عمران للعين أونلاين في اتصال سقوط قتلى وجرحى من كلا الطرفين غير أنه لم يعطي احصائية اولية بعدد القتلى والجرحى كون المعارك مستمرة .

 ولم يتسنى لنا معرفة عدد القتلى والجرحى من مصادر أخرى نتيجة التكتم الاعلامي من كلا الطرفين فضلا عن استمرار المعارك العنيفة حتى لحظة كتابة الخبر.

وجاءت هذه الاشتباكات بعد يوم من انتهاء الهدنة الموقعة بين اللجنة الرئاسية والسلطة المحلية في محافظة عمران من جهة وبين مسلحي الحوثي من جهة اخرى والتي وقعت بعد الاشتباكات التي جرت الاسبوع الفائت بين في قوات من اللواء 310 ومسلحي جماعة الحوثي إثر هجوم الاخيرين على نقطة الضبر الامنية على مدخل المدينة نتيجة محاولة افراد النقطة منع مسلحي الجماعة من دخول المدينة للتظاهر لحيازتهم اسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة .

الحاكم يتوعد

مصادر محلية في المنطقة اوضحت ان القيادي الميداني في جماعة الحوثي أبو علي الحاكم عقد أمس اجتماعاً بالقيادات الميدانية للحوثي في إحدى منازل مديرية عيال سريح، وتوعد بإسقاط محافظة عمران في عضون اسبوع وأعلن حالة الاستنفار لكل المقاتلين الحوثيين .

وحشدت الجماعة مقاتليها على الجهتين الشمالية والغربية لمحافظة عمران في مدريتي المآخذ وثلا، واستنفرت قواتها بتحريك نحو 60 طقما مسلحا نحو المأخذ وثلا للسيطرة على جبل الجميمة وموقع المرحاة العسكري.

وبحسب المصادر فإن الحاكم طالب بتعزيزات بأكثر من 20 من الأطقم الجديدة من حرف سفيان والتي وصلت إلى ريدة بعد مغرب الخميس وهي في طريقها إلى بير عايض فيما يسعى عدد من المشائخ الى تهدئة الأوضاع وعقد هدنة جديدة بين قوات الأمن والجيش و ميليشيات الحوثي.

خسائر الجماعة في معركة عمران

وتكبدت الجماعة في معركتها قبل الاخيرة مع الجيش في محافظة عمران خسائر كبيرة في الارواح والعتاد مقارنة بما خسره الجيش في تلك المعركة .

فبعد هجومها المفاجئ على نقطة الضبر الواقعة على مدخل مدينة عمران وقتلها 2 من افرادها سقط العشرات من مسلحي الجماعة بين قتلى وجرحى بعد تدخل كتائب من اللواء 310 في المعركة قبل ان تتوقف بطلب من الجماعة وتدخل من اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في عمران

المخلوع متورط

وكشفت مصادر محلية مؤتمرية في محافظة عمران تلقيها توجيها من المخلوع علي صالح دعاها فيه للمشاركة في الحشد التي تنظمه الجماعة في مدينة ريدة وباقي مديريات المحافظة وذلك تمهيدا لاقتحام مركز المحافظة من ناحية الشمال، وذلك يأتي منسجما مع تهديدات القيادي المداني في جماعة الحوثي الذي وعد بإسقاط محافظة عمران في غضون اسبوع بالرغم من إدراكه بقوة الترسانة العسكرية للواء 310 والذي يقف حائلا دون اسقاط الجماعة لمحافظة عمران.

دوافع جماعة الحوثي لمعركة عمران

ويعلل مراقبون سبب استماتة جماعة الحوثي لإسقاط محافظة عمران الى أن مدينة عمران (مركز المحافظة ) هي ما تبقى من المناطق التي لم يسيطر عليها الحوثيين في الاقليم الذي ينتمون اليه بعد سيطرته على محافظة صعدة بشكل كلي ، وسيطرة شبة تامة لمحافظة حجة ، ومديريات من محافظة الجوف ،فضلا عن سيطرة غير مباشرة في محافظة صنعاء وامتلاكه قاعدة شعبية عريضة في كل مديريات ذمار

موضحا ان محافظة عمران هي الوحيدة الحائلة لإعلان جماعة الحوثي لإقليمها الخاص المكون من صعدة وعمران وصنعاء وذمار فضلا عن تواجده الكبير في اقليم سبا الامر الذي يجعلها تستميت وبقوة لإسقاط عمران بأي ثمن

ولم يستبعد المراقبون مساعي جماعة الحوثي لإعلان انفصال الاقاليم التي تسيطر عليها والخاضعة لسلطاتها في الوقت المناسب

طبيعة التحالف بين الزعيم والسيد

وبرز خلال العامين الماضيين تحالف كبير بين جناح صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام وبين جماعة الحوثي والذي مكن الاخير من التمدد والتوسع في عدد من المحافظات تحت غطاء هذا التحالف مستغلا العدد الكبير من القيادات المؤتمرية المدنية والعسكرية التي لازالت محتفظة بمناصبها والتي تشكل اكثر من 90% من اجمالي مناصب الدولة العليا والدنيا

وبموجب هذا التحالف حصلت جماعة الحوثي على كافة اشكال الدعم الذي تحتاجه لفرض مشاريعها الطائفية والامامية في عموم البلاد بحيث حصلت الجماعة على كافة اشكال الدعم السياسي والجماهيري المطلوب في كل الفعاليات والمهرجانات التي تحشد له الجماعة ابرزها مهرجان المولد النبوي ،بالإضافة الى دعم المواقف والرؤى السياسية للجماعة في مؤتمر الحوار وغيره

كما حصلت الجماعة من تحالفها مع جناح صالح في المؤتمر على الدعم العسكري واللوجستي اللازم لخوض الجماعة حروبها المتواصلة في مناطق عديدة في محافظة الجمهورية ابتداء من كشر وعاهم في حجة مرورا بدماج في صعدة ، فحوث وخمر في عمران ،مرورا بأرحب وهمدان في صنعاء ،وصولا الى عاصمة محافظة عمران 

وتمثل الدعم العسكري للجماعة من خلال قيام نجل الرئيس المخلوع بتسليم الجماعة ترسانة من الاسلحة الدولة الثقيلة التي كانت تحت سيطرته قبل اقالته من الحرس الجمهوري.

ويتمثل الشكل الثالث من اشكال الدعم التي حصدته جماعة الحوثي من تحالفها مع جناح صالح بالدعم الإعلامي التي توفره الترسانة الاعلامية التابعة للرئيس المخلوع علي صالح ونجله من خلال الغطاء التي توفره لجرائمه المرتكبة في كل المناطق التي شنت عليها الجماعة عدوانها في كل المحافظات

المصدر : العين أونلاين