اخبار الساعة - عباس المساوى
لم يكن الشاعر اليمني الكبير ابراهيم الحضراني مبالغاً عندما قال” واتعسُ الناس في الدنيا وانكدهم… من يركب الليث او من يحكم اليمنا.
كان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي حكم اليمن لثلاثة وثلاثين عاماً يردد في كل مناسبة بأن حكمه لليمن اشبه بالرقص على رؤس الثعابيين.
اذاًفماذا سيقول الرئيس عبد ربه منصور هادي وكل الثعابين السامة تحيط به من كل اتجاه؟تترصده وتعرقل كل مساعيه الاصلاحية والانقاذيه لليمن ككل.
لاشك انها مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة امام همة الرجل الاستثنائية وصبره الاسطوري على هذه الرؤوس حتى اللحظة، وعندما اقول حتى اللحظة لأن للصبرحدود، من يدري ربما هدوء هادي يتحول الى بركان مزلزل يبتلع كل هذه الرؤوس الظاهرة ويكون حتفها، انقاذا لليمن كله من اقصاه الى اقصاه.
هناك تيارات اصولية واحزاب سياسية وشخصيات انتهازية لا هم لها الا مصالحها الخاصة وهو الامر الذي يرفضه هادي ولا يقبل به، ولذلك تجير كل امكاناتها الاعلامية والمالية والارهابية لعرقلته وعرقلة مشروعه.
ماكان لتنظيم القاعدة ان ينتشر بهذه الكثافة مع القدرة على اختراق الاجهزة الامنية والعسكرية لولا تواطؤ متعمد من بعض الجهات التي فقدت مصالحها في ظل حكم هادي.
هل يعقل ان يغزو تنظيم القاعدة العاصمة اليمنية صنعاء بعشرات السيارات المحملة بالافراد المدججيين بالسلاح ليصلوا الى السجن المركزي القابع في وسط العاصمة ويفجروا بوابته في وضح النهار ويخرجوا العشرات من مسجونيهم لولا تواطؤ جهات رسمية وامنية على وجه الخصوص في العملية، أو ربما تهاون وتساهل في افضل الأحوال؟
وقبل ذلك تمكن التنظيم من اقتحام وزارة الدفاع والمستشفى العسكري التابع له واحدثوامجزرة مروعة في حق المدنيين نقلتها كمرات المراقبة على الهواء في وحشية قل مثيلها.
هل يعقل ان تغرق العاصمة صنعاء بالظلام وكل اليمنبطوله وعرضه بفعل التفجيرات الارهابية لمحطات الكهرباء والخطوط المغذية لها وتعجز القوى الامنية عن ايقاف منفذيها وكف ايديهم وهي تعلم اسماءهم وعناوين منازلهم؟ لولا تواطؤ واضح وجلي لا يحتمل الشك لهذه الاطراف المعرقلة للبلاد والعباد.
كل الاغتيالات التي تنفذ في حق الكوادر الامنية والسياسية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، تتم في عز الضهيرة، وامام الناس، ولم يتم الكشف عن الاسماء والخلايا التي تقوم بذلك ولا من يقف خلفها.لا اعتقد ان المرء بحاجة الى مزيد من الادلة التي تثبت بالدليل القاطع بأن هناك اطرافاً داخلية وخارجية تؤمن وتنفذ وتمول وتحمي وتخطط.
لا يستبعد ابداً بأن اغلب هذه القوى المعرقلةوالانتهازيةوالمتواطئة والارهابية تشارك في السلطة وهي من اوساط الجناحين المؤتمر الشعبي العام وشركائه، وتكتل المشترك وشركائه، بالاضافة الى القوى الارهابية الاخرى التي تنتهج العنف سبيلاً لتحقيق المكاسب السياسية والاقتصادية.
مايستفزني هو بجاحة هؤلاء في شن حملاتهم الاعلامية بقصد ابتزاز الرئيس هادي وتطويعه وتركيعه، في انانية مفرطة وسلوك لا اخلاقي يعكس الهستيريا التي وصل اليها هؤلاء من اصرار هادي على تفويت الفرصة عليهم وعزمه انهاء جبروتهم وتحكمهم بالبلاد والانطلاق نحو بناء اليمن الجديد.
لا شك انها مهمة صعبة تتطلب صبراً قل مثيله، واحسب ان الرئيس عبد ربه منصور هادي بهدوئه وقوة ارادته عازم مهما كانت التحديات التي تقف امامه في انجاز مهمته.
مايحتاجه هادي في هذه اللحظة هو وقوف الاقلام الشريفة معه، وكذلك كل القوى الخيرة في البلد لدعمه في مساعيه وجهوده لانقاذ ما يمكن انقاذه من البلد الذي اوشك على السقوط في مربع العنف الذي لن يستثي الذين ظلموا، ولو كانوا في بروج مشيدة، ستصل اليهم حتما ايدي الجياع ومن حطمت احلامهم ببلد مستقر وامن يتشارك فيه كل ابنائه.
ولا ننسى حاجة اليمن لاشقائه الخليجيين على وجه الخصوص في اخراجه من محنته، فهم قادرون على فعل ذلك لو خلصت النوايا. يبقى الامل معقود على اليمنيين انفسهم وعلى اخوانهم العرب ايضاً… فهل من مجيب؟
كاتب واعلامي يمني- مقيم في واشنطن