أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الحكومة في الواجهة

- زكريا السادة

كل شيء بات في الجرف المنهار ،  أختلت الموازين وظهر الفشل بعد الفشل وتكبد الوطن ويلات هذه السياسة الضعيفة القائمة على الفشل والارتهان إلى الفساد ، كل شيء بات في بلادي سقيم عقيم لا يبشر في ظل وجوه كهذه ، يقول المثل (الطعن في الميت حرام) لكن الميت بات يتعفن ويؤذي الجميع ، كان لنا تفاؤل بهذه الوجوه رغم علمنا باتساخ جلها في الماضي لكننا رفضنا التشاؤم ورضينا بيوم التغيير ، وكانت النتيجة أن خلقوا الأزمات وعبثوا بكل مقومات الوطن ورضوا أن يكونوا تجار فاشلين يبيعون بالدين كما يبيعون للسرق وقطاع الطرق وما نحسبهم جاهلين عما يحدث ، فهم بين أمرين إما ضعفاء وهذا يلزمهم التنحي وتقديم استقالاتهم إن كانوا شرفاء يدعون الوطنية ويؤمنون بالقسم الجمهوري الذي قطعوه على أنفسهم ، وإما أنهم شركاء في فساد الماضي والحاضر ونحسبهم كذلك ولا نزكيهم فقد زكمت أنوفهم بهذا الواقع المزري .
الكثير كان ضد المحاصصة الوطنية وضد التقاسم الوطني ، وجاءت نتيجة ذلك بناء دولة شللية استغلالية تعمل لصالح سيدها الحزب أو الجماعة دون الالتفات لمصلحة الوطن عدا بعض الشرفاء ، وبقى الشعب في الشوارع خائفاً جائعاً لا يؤمن بالتغيير ولا بالثورة التي أنشدناها ، بل كنا لعنة التغيير إن تكلمنا أمام العامة وهذا ما يريده النظام السابق من الترحم عليه والسلام على رحيله في استلاب عقول الجهلاء عبر وسائله المتاحة ، وإن كان لا يزال كما يدعي البعض شريكاً أساسياً في السلطة ، لكن من يرأس الوزراء محسوب على الثورة ، ومن يرأس الجمهورية يحسب على الجميع ، وكل ما جاءت عاصفة أزمة بقى الجميع في دفة الحكم يتقاذفها بمكايدة سياسية قذرة ، على قصد فنون السياسة في تعرية الخصوم والكيل ضد بعضهم البعض وتدمير ما بقى من أناشيدنا الوطنية.
كل ما يدور ليس خيال ننسجه أو كلمة نعارض بها ، ولا أعتقد أن هناك معارضة باقية تتربص بالدولة لتشن عليها أخطاء جمة ، فالواقع تغير تماماً وبات الجميع أمام شبكة منظمة من العصابات الفاسدة التي تلقي بدلوها في الأزمات المتكررة ضد أبناء الشعب بأكمله ، ولا غرابة أن يظهر السارق معارضاً بثوب شريف فيندب الحكومة ويخطب بلغة متشنجة تهز رؤوس زملاءه في البرلمان ، بعد أن كان يخطب باسم مولاه وولي نعمته ولا يتفوه بكلمة ضده بل أوصله إلى مرحلة الصادق الأمين ، هذا ليس دفاعاً إن كانت حكومة الشعب واهنة ضعيفة أمام سلطة السارق العفيف الذي يدعي النزاهة والقوة في آن واحد ، وإن اعتبر الجميع أن وزارات (المشكل) وما تحويه من غالبية الوزراء الفاشلين تقوم بواجبها على أكمل وجه فلماذا الفشل إذاً ..!! هذا هو السؤال الذي سيقرع به الأستاذ باسندوه ، وإن كان ثمة أبناء شوارع يخلقون الأزمات ويسرقون المال العام فمن الواجب أن تشهر الحكومة بهم في مؤتمرات صحفية عدة بعيداً عن الإيماءات والأوراق المتبادلة ومن منطلق بناء الدولة القوية القادرة على محاربة الفساد والمفسدين.
نعم تبقى الحكومة الحالية في الواجهة وأمام مرمى الجميع ، ومهما دخلت تلك الأحزاب في صراعات معها فلن يزيد ذلك غير سلبية على الوضع الراهن ، وإدراك الجميع بخطورة وضعنا الحالي يستدعي يقضه من أبناء الوطن الشرفاء لمواجهة الصراعات السياسية المتراكمة قبل أن نجد أنفسنا بين ذئاب لا يهمها سوى الفريسة وملئ جوفها تحت قوة الفوضى وخارج إطار القانون ، وأقصد بالمواجهة السلمية عبر الوسائل المتاحة للتغيير المجتمعي وأخص مواجهة العقل بإظهار الحقائق وتعرية الفساد وتوعية الجمهور العريض القابع تحت استغلال السياسات الحالية .
وإن أتت التغييرات الوزارية مؤخراً على عجالة تبقى الدائرة المغلقة التي يثق بها الرئيس محل تلك الحركة الجزئية من التغييرات ، ومن خلال قراءة بسيطة فقد كانت تلك القرارات سريعة وشخصية تطفئ غضب الرئيس في وضع المواجهة التي يقودها (صالح) وأعوانه وفي ظل مرحلة متأزمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي ، تصل لجنة العقوبات الدولية صنعاء والتي ستتلقى مكايدات سياسية بالجملة ويظهر تجار الأزمات أمامها بانضباط نفسي عالي ، وهذا ما كان بالفعل أمام الشتائم التي يتلقاها أرباب الصراع في العاصمة صنعاء كل صباح عبر مانشيتات الصحف أو وسائل التواصل الاجتماعي ، وما نتوقعه كتجربة طويلة في التقارير الدولية ، فقد تصل لجنة العقوبات إلى أمر مفرغ في إصدار تقرير واضح يشمل معرقلي هذه المرحلة أسماً وجرماً في طريق إصدار العقوبة المتبعة بحق هؤلاء .       
 

Total time: 0.0438