بدت الشوارع المحيطة بجامع الصالح وميدان السبعين خالية من المارة حين حاصرت قوات من الحماية الرئاسية ظهر أمس السبت محيط المسجد الذي يمتد على مساحة واسعة بالقرب من دار الرئاسة جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وانتشرت على مداخل الشوارع المحيطة بالجامع عربات ومصفحات عسكرية، واستعد عدد كبير من الجنود على العربات وعلى محيط واسع من الأراضي المسورة على ما يبدو لاشتباكات قد تدور خلال الساعات القادمة بين القوات العسكرية المحاصرة للجامع مع المتحصنين.
وقال ضابط في نقطة تفتيش والذي حرص على عدم ذكر اسمه لـ«المصدر أونلاين» إن توجيهات رئاسية أمرت بمهاجمة المسجد بعد معلومات أفادت بأن كميات من الأسلحة مخزنة في الطابق الأرضي للجامع.
واستدرك أن وساطة تدور بين الطرفين على أن يسلم المتحصنون انفسهم، بمقابل ان لا تقتحم القوات الجامع، وذكر ان الوضع متوتر بشكل كبير.
وأضاف إن الجنود المتحصنين تأهبوا للمواجهات حين اعتلوا منارات وقباب الجامع في إشارة على انهم لن يسلموا انفسهم، واتهم الضابط الجنود المتحصنين بالولاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبرفضهم لتسليم الجامع لوزارة الأوقاف والإرشاد.
وتابع إن القوات المحاصرة للجامع ستخوض معركة لاقتحام الجامع إذا ما جوبهت بإطلاق نار من الجنود المتحصنين، بينما كان ضابط كبير يشير على جنوده بالتمركز الجيد في محيط الجامع الذي يشكل وجوده تحصينات أمامية امنية لمحيط دار الرئاسة.
لكن ضابطا آخراً كان مرابطاً في النقطة رفض الحديث معنا وأشار علينا بالتوجه بالأسئلة لدائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة.
وروى ضابط آخر في نقطة تفتيش كانت تسيطر على المدخل الشرقي لمحيط الجامع إن معلومات من الاستخبارات العسكرية أكدت لهم بأن مجاميع مسلحة توافدت إلى الأحياء القريبة من محيط الجامع.
وأكد على تلك الرواية سكان محليون في المنطقة بأن مجاميع مسلحة شوهدت تحتشد في منزل احد القيادات الموالية للرئيس السابق في وقت مبكر من مساء أمس السبت.
وأضاف سكان إن المسلحين غادروا الحي بعد صلاة المغرب، لكنهم لم يحددوا وجهتم بالضبط.
وقال أحد السكان إن قائدا عسكريا يقطن في الحي نفسه وجه بمغادرة المسلحين، لما يبدو ان الوساطة أفضت إلى تجنب المواجهات العسكرية.
ويدير الجامع الذي بني على نفقة الدولة في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح مؤسسة الصالح، ولا يتبع وزارة الأوقاف والإرشاد على غرار المساجد في البلاد.
وكانت قوات من حرس الرئاسة أغلقت ميدان السبعين والشوارع المحيطة بجامع «الصالح»، ونشرت المدرعات والجنود منذ ظهيرة أمس السبت.
وقال شهود عيان لـ«المصدر أونلاين» إن قوات من الحرس الرئاسي أغلقت ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة، ونشرت عشرات المدرعات والجنود في محيط الجامع، كما منعت السيارات والمارة من المرور إلى تلك المناطق.
وأوضح الشهود ان جامع «الصالح»، أغلق بالكامل ومنع الناس من الدخول إليه، كما انتشرت قوات من الجيش داخل حديقتي السبعين وفان سيتي المقابلة لميدان السبعين.
ويقع جامع «الصالح»، وكان المسجد منطلقاً لحشد مناصري الرئيس السابق إبان الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكمه كما بث منه محاضرات وخطب الجمعة للنيل من معارضيه.