وجدت فتيات سعوديات في تطبيق "snap chat" فرصةً للتخفيف قليلاً من قيود الخصوصيَّة التي تُحاصرهُنّ. قامت كلّ فتاة بالتقاط صورة لنفسها، إن كان عبر صور أو مقاطع فيديو، وهي تُمارس أبسط نشاطات حياتها اليومية المعتادة، في المنزل من دون حجاب أو تحفّظ يذكر. كذلك، خلال الأعياد والحفلات والمناسبات الاجتماعيّة، وأرسلتها إلى الأقارب والأصدقاء.
يقوم التطبيق على توثيق اللحظات بالصور والفيديو، مع تعليق صغير على الحدث. ويهدف إلى تعزيز ثقة المستخدمين به وبنظام الخصوصيّة الذي يستخدمه، وخصوصاً مع اختفاء الرسائل تلقائياً بعد فترة قصيرة. وقد وجد المستخدمون، الذين يجري التضييق عليهم لسبب أو لآخر في بعض البلدان، في هذا التطبيق مخرجاً.
وتشعر الفتيات خصوصاً، بالثقة لاستخدام التطبيق، إذ إنّ تعريفه على "بلاي ستور" يقول إن الرسالة تختفي من جهاز المستقبل ما إن يراها، إلا إذا حاول الاحتفاظ بها. ويُنذر التطبيق المرسل الأساسيّ بأنّ المُتلقي احتفظ بالصورة أو الفيديو على جهازه.
وتُعلّل بعض الفتيات استخدام التطبيق بأنه يحوي خصوصية قوية تجعلها لا تقلق كثيراً بشأن تسرّب الصور. وتصفه فتيات أخريات بأنه برنامج بسيط وممتع للتواصل مع الأهل والأصدقاء لمعرفة الأخبار، بالإضافة إلى التواصل أثناء السفر ومشاركة اللحظات الجميلة من خلال متابعة اليوميات التي تحذف كل يوم في "حكايتي". وتعتبر مستخدمات التطبيق أنّ عدم وجود أرشيف يجعل البرنامج أكثر عفوية.
حظي التطبيق بأربع توصيات من أصل خمس على الـ"بلاي ستور"، مع أكثر من مليون توصية من مستخدمين، وقام أكثر من 900 ألف مستخدم بالتوصية به كتطبيق من الدرجة الأولى. كما قام بتحميله أكثر من 50 مليون مستخدم على الهاتف.
ويرى البعض بأن الاقبال على البرنامج آني وسيتراجع، وهو ما جرت عليه العادة، وذلك بعد بروز تطبيق آخر أحدث للتواصل.
من جهته، يرى المتخصّص في تقنية الكمبيوتر والأجهزة والهواتف الذكية، محمد حسن، أنّ "الخصوصيّة وهم". وحذّر حسن "الفتيات والنساء من الانجراف وراء هذا الوهم، وخصوصاً في هذا البرنامج، ممّا قد يؤدي إلى نشر أي معلومات أو صور دون تحفّظ، وذلك خشية تسرّب صورهن إلى يد من يمكن أن يستغلّها في الابتزاز، وبالتالي تعريضهنّ إلى ما لا تُحمد عقباه".
وأكّد حسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن خصوصية برامج التواصل لا تعدو كونها وهمية يمكن اختراقها بسهولة، لافتاً إلى عدد من التحذيرات الصادرة عن عدد من اللجان العالمية لحماية المستهلك، ومنها لجنة التجارة الاتحادية الأميركية التي أكدت ذلك.
وأشار إلى وجود تطبيقات لحفظ الصور والفيديو، كـ"snap spy"، موضحاً أن مثل هذا التطبيق يحفظ الملفات الرقمية المختلفة في مكان خفي في جهاز الهاتف الذكي، وهو بذلك لا يحمي خصوصية المستخدم، إذ يمكن لأي تطبيق أن يخترق خدمة "سناب شات" ويقوم بحفظ الملفات، حيث ميزة الحذف الفوري التي تبدو ظاهرياً تتوفر فقط في التطبيق الرسمي ويمكن لمتلقي الرسائل والصور والفيديو من خلال تطبيقات متوفرة في متاجر "آبل ستور" و"غوغل بلاي" حفظ كل تلك الملفات بعد مشاهدتها.