أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

يمني مسلح فوق سطح القمر !!

- محمد مصطفى العمراني

قبل أيام أعتقدت بأن الحرب قد أشتعلت في صنعاء فالطائرات الحربية تحوم على علو منخفض بلا توقف إضافة لكثرة الأعراس وما يصاحبها من إطلاق النار وإذا كان البعض لا يطلق النار فإطلاق المفرقعات والقريحات والألعاب النارية يبدو أنه قد أصبح شرط من شروط الزفاف وللأسف أصحابنا الذين يستوردون من الصين كل شي بأقل جودة باستثناء القريحات والمفرقعات فيبدو أنها ليست صينية وإنما يابانية الصنع ما شاء الله عليها وقوة صوتها بحيث توحي للسامع بأنها قنابل ومتفجرات حقيقية وأن الحرب لم تضع أزارها بعد .!!

·      بعد الجرعة ازدادت الأعراس

والغريب والعجيب أن هذا الشعب عرز فبعد الجرعة ازدادت الأعراس بشكل ملفت ، وخلال إجازة العيد كانت رائحة البارود المنبعث من الطماش والقريحات التي يطلقها الأطفال تعبق بالأجواء ثم غطت على رائحة البارود رائحة الإطارات التي أحرقها المحتجون على الجرعة ولكن الله رحمنا فأنزل المطر فغسل مخلفات الإطارات ونظف الأفق ولطف الأجواء .

مشكلتنا أن الرصاص صار جزء من حياتنا وضرورة لازمة في الأفراح والأعراس صحيح أن بعض المعازيم الذين يطلقون الرصاص قد يقتلون العريس وأقاربه وقد يقتلون العريس وعروسته ولكن الأمور تمضي وكأن شيء لم يكن فالرصاص بالسلم والرصاص بالحرب وحتى أن في بعض المناطق إذا دخل العريس على عروسته يخرج منتشيا يطلق الرصاص ليعلم الناس أنه قد فتح عكا وحرر الأراضي المحتلة .!!

·      حادثة طريفة لها دلالات

ومثلما هي الرصاص في الحرب كذلك هي في السلم ففي أواخر شهر رمضان المبارك وبعد صلاة الفجر شهدت حارتنا حادثة معبرة فقد كنا بدأنا في النوم لكننا استيقظنا على أصوات الرصاص من الرشاشات والمعدلات وعندما ذهبنا لمعرفة الحقيقة أخبرنا أحدهم بأنه أطلق كل تلك الرصاصات التي أيقظت النيام وأثارت الذعر في الحارة فرحا بوصول أولاده من السعودية فأطلق البعض عليه وابلا من الشتائم وبدا الرجل مستغربا من استنكارنا لفعله وكأنه كان يوزع الصدقات وعدنا لبيوتنا ونحن نحمد الله على نعمة العقل .!!

·      يمني مسلح فوق سطح القمر

ويورد البعض نكتة بريئة مفادها أن رواد فضاء أمريكان صعدوا إلى سطح القمر فوجدوا رجل يمني مسلح فوق سطح القمر .!!

الرصاص في هذه البلاد صار يطلق بمناسبة وبدون مناسبة حتى أن البعض صار يطلق الرصاص لطلب الإسعاف والنجدة ناهيك عن استقبال الوفود والضيوف ولتهنئة العريس وللوصلة والهجر في بعض المناطق وهو وسيلة للتفاهم نختلف في السياسة فنحمل السلاح ضد بعضنا ونختلف في التوجهات والقناعات فنهجم على بعضنا بالمدافع والبوازيك والرشاشات والمعدلات .!!

·      في رداع المزاح بالسلاح 

وفي منطقة رداع إذا كان لك صاحب فإن المزاح معه بإطلاق النار عليه هو دليل حبك الكبير ومودتك العميقة له وقد شهدت بنفسي قصة حزينة لأحد الأطباء الذين عادوا من الدراسة بالخارج وذهب لزيارة صديقه الحميم فلما قيل له فلان صاحبك بالباب شحط الآلي " الكلاشينكوف " وهرع نحوه فما رآه صديقه الطبيب والسلاح بيده هرب منه والآخر يلاحقه ويطلق الرصاص على إثره حتى أصابه في رجليه وارتمى على الأرض مضرجا بالدم وحينها لحق به وأسعفه للمستشفى وهو يموت من الضحك وكأنه كان يدغدغ صاحبه فقط لا غير ولم يكن يطلق عليه النار ويكاد يقتله والآن هذا الطبيب الذي عاد لعلاج المرضى وتضميد جراحاتهم قعيد لا يتحرك إلا على كرسي متحرك بعد أن صار مشلولا للأسف .!!

·      هل سيتوقف إطلاق النار في اليمن ؟!!

توقف إطلاق النار في غزة ولكن يبدو انه لن يتوقف في اليمن حروب داحس والغبراء تتكرر في بلادنا بصور مختلفة والقتل شغال على أعلى مستوى ومن الشمال إلى الجنوب معارك حامية الوطيس والكل يدعي العداء للأمريكان الكفرة ويقتلون أبناء اليمن المسلمين .!!

أي قبائل عربية متناحرة ومتحاربة أصلها من اليمن هذه قاعدة ولا يوجد داعي لفحص الـ dna فالأفعال خير دليل وحتى بكر وتغلب وكليب والبسوس وجساس الذين تحاربوا قديما في معارك داحس والغبراء بسبب الناقة البسوس عقودا من الزمان أصلهم من اليمن والقبائل الليبية التي تتناحر الآن أصلها يمنية وإذا كانت داحس والغبراء قد توقفت وحتى الحرب في ليبيا مرشحة للتوقف فغن أبناء اليمن الأقحاح لن تسكت بنادقهم وسيظلون يقتل بعضهم بعضا إلى أن يشاء الله .!!

·      مجرد تساؤل :

أحد أبناء القبائل المجاورة للعاصمة قال في الأعراس عندنا أصغر عرس يشتري صاحبه أقل شي بمليون ريال رصاص وهذا أصغر عرس تخيلوا لو أن أبناء اليمن يتبرعون بقيمة الرصاص الذين يطلقونها في الهواء في مناسبات مختلفة تبرعوا بها لمشروع تزويج الشباب العزاب أو لمشروع علاج المرضى الفقراء أو لإعالة الأسر الفقيرة ؟!!

Total time: 0.0446