اخبار الساعة
كشفت القدس العربي بان اليمن يتجه تدريجيا نحو الانزلاق الى حرب أهلية مع اتساع دائرة الحروب الطائفية التي تقودها جماعة الحوثي المسلحة في الشمال وفي ظل اتساع النشاط المسلح لعناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وجاء في تقريرلها بانه في الوقت الذي تقود فيه جماعة الحوثي مواجهات مسلحة عنيفة مع القوات الحكومية المسنودة من رجال القبائل في محافظة الجوف شمالي اليمن، على الحدودد مع السعودية، نشطت عناصر القاعدة في تنفيذ العديد من العمليات الكبيرة في مدن محافظة حضرموت، جنوبي شرق اليمن، بشكل شبه يومي والتي دفعت بوزراة الدفاع الى المواجهة المباشرة معها وضخ قوات عسكرية ضخمة الى حضرموت لشن حرب شاملة ضدعناصر القاعدة.
واضاف التقرير بان هذه التطورات مع زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، جمال بنعمر، الذي التقى أمس الرئيس عبدربه منصور هادي والأمين العام لحزب الإصلاح، للاطلاع على آخر المستجدات السياسية في اليمن على ضوء المستجدات الميدانية والتي تتجه نحو الانقضاض على مخرجات الحوار الوطني الذي أجمعت عليه كافة القوى بما فيها جماعة الحوثي المسلحة، في حين أن هذه الجماعة لا زالت ترفض قطعيا تسليم الأسلحة الثقيلة للدولة.
وتقود جماعة الحوثي حروبا مستمرة ذو نزعة طائفية في مناطق الشمال، والتي استولت بموجبها على كافة مناطق صعده وعمران في الشمال، وتسعى حاليا الى الانقضاض على محافظة الجوف، التي يعقتد أنها واعدة بالنفط والغاز وتختزن في باطنها أكبر مخزون للنفط في اليمن.
وأوضح هادي خلال لقائه بنعمر أمس الخطوات التي قطعها اليمن في إطار تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتشكيل لجنة صياغة الدستور وبدء عملها، إضافة إلى اجتماعات الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، في حين أكد بنعمر أن زيارته هذه لليمن تأتي لمتابعة كافة المستجدات المحلية ليتم على ضوئها تقديم إحاطته لمجلس الأمن الدولي الذي سيجتمع في 25 آب (أغسطس) الحالي للوقوف على الوضع في اليمن.
وعلمت (القدس العربي) من مصادر محلية أن محافظة الجوف تشهد مواجهات عسكرية يومية بين مسلحي جماعة الحوثي وقوات الجيش المرابطة هناك، والتي تم إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة لها من المحافظات المجاورة، والمدعومة برجال القبائل من أبناء محافظتي الجوف ومأرب.
ويبدو أن قضية الحرب الحوثية الجارية في الجوف والتدهور العسكري في محافظة حضرموت ستكون على رأس قائمة المباحثات التي يجريها بنعمر الحالية والتي في ظل ظروف صعبة عسكريا وأمنيا، تراجعت فيه المخاطر من قبل النظام السابق لتتصدر جماعة الحوثي المسلحة الواجهة وتطغى بتحركاتها العسكرية على كل القضايا السياسية الأخرى، والتي أصبحت تهدد الدولة علانية وأعلنت قبل يومين تدشينها (الخيارات الأخرى) التي هددت بها الدولة مؤخرا للجوء إليها في حال لم تستجب لمطالبها الغامضة.
ودعا الحوثيون أمس الى مظاهرة عارمة في العاصمة، ضمن الخطوات الحوثية لتنفيذ (الخيارات الأخرى) التي فهمها الكثير من السياسيين بأنها الخيارات العسكرية، خاصة وأن هذا الخيار هو الأكثر استخداما من قبل الحوثيين طوال صراعاتهم السابقة.
وكشف سياسي رفيع لـ(القدس العربي) ان «مخرجات الحوار الوطني وعملية التسوية السياسية في البلاد تواجه مخاطر حوثية كبيرة قد تضربها ، في ظل التوسع العسكري لها في العديد من مناطق الشمال وعدم اتخاذ تدابير حكومية صارمة لمجابهة ذلك، ربما تفاديا لخوض حرب شاملة معها، في الوقت الذي تعيش فيه القوات الحكومية حالة انقسام كبير في الولاءات بين مختلف الأطراف السياسية القائمة، أبرزها بين النظام القديم والجديد وبين الحوثيين والاصلاحيين وغيرهم، وهو ما جعل الجيش في أضعف حالاته.
المصدر : القدس العربي