أكدت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) أن نسبة الإشعاع في المياه الجوفية الواقعة أسفل محطة فوكوشيما داييتشي النووية، تجاوزت المستوى المسموح به بعشرة آلاف ضعف.
جاء ذلك متزامنا مع تأكيد مسؤول بوزارة الدفاع اليابانية أن حوالي 140 خبيرا عسكريا أميركيا في الإشعاع النووي، سيزورون اليابان لتقديم مساعدة في احتواء الأزمة.
وتحدثت تقارير إخبارية اليوم الجمعة عن أن مستوى الإشعاع تجاوز المياه ليصل إلى مواد غذائية منها لحوم البقر، حيث قالت وزارة الصحة اليابانية إنها عثرت لأول مرة على مادة مشعة باللحوم في منطقة محيطة بمحطة فوكوشيما.
وأعلنت سنغافورة من جهتها أنها اتخذت قرارا بتوسيع لائحة حظر وارداتها من الفواكه والخضراوات لتشمل ثماني مدن يابانية بينها العاصمة طوكيو، وذلك بعد رصد مستويات إشعاعية غير عادية في عينات من تلك المواد.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قد دعت السلطات اليابانية، يوم الأربعاء، الماضي إلى النظر في قرار إخلاء
قرية إيتات التي تبعد بحوالي 40 كيلومترا عن محطة فوكوشيما، وذلك بعدما
تأكد وجود كمية من اليود المشع بها، بضعف المستوى المحدد لدى الوكالة
لإجلاء المناطق المهددة.
غير
أن كبير أمناء مجلس الوزراء يوكيو إيدانو أكد من جهته أمس أنه ليس لدى
الحكومة أي خطط وشيكة لتوسيع نطاق منطقة إجلاء تبلغ مساحتها 20 كيلومترا
حول محطة فوكوشيما، وقال إن طوكيو ستعزز مراقبتها لمستويات الإشعاعات في
التربة عوضا عن ذلك.
انتشال جثث
وأعلنت
الحكومة، بالمقابل، عن إطلاق حملة شاملة لانتشال جثث القتلى على طول سواحل
شمال شرق البلاد، الأكثر تضررا من زلزال 11 مارس/ آذار الماضي وموجات المد
البحري تسونامي التي تلته.
ونقل عن صحيفة يوميوري اليابانية اليوم أن حوالي 17 ألف جندي ياباني يشارك في العملية بجانب 7 آلاف جندي أميركي، موضحة أن مجال البحث لا يشمل المنطقة المحيطة بمحطة فوكوشيما بشعاع 30 كيلومترا، وذلك بسبب مستويات الإشعاع المرتفعة بها.
وحذرت الحكومة من انتشال جثث القتلى دون احترام الشروط الصحية المطلوبة، مؤكدة أنه تم العثور على مستويات إشعاع خطيرة ببعضها مما يشكل خطرا على الصحة العامة.
ويبلغ عدد القوات الأميركية المتمركزة داخل اليابان حوالي 47 ألف جندي في إطار معاهدة أمنية موقعة بين البلدين.
وتحدثت الأنباء عن أن عمليات البحث تتم بواسطة 120 طائرة ومروحية بالإضافة إلى 65 سفينة بحرية، ونقل عن مسؤول في قوات الدفاع الذاتي اليابانية قوله إن "الجثث التي جرفت تغرق في مرحلة أولى، لكنها سرعان ما تعود لتطفو على السطح بعد بضعة أسابيع".
معضلة تيبكو
الحكومة اليابانية تخطط للسيطرة على نسبة مستحوذة بشركة تيبكو المشرفة على تسيير فوكوشيما، وهي الشركة التي وجهت لها انتقادات لاذعة
وعلى
صعيد متصل، نقلت رويترز عن صحيفة ماينيتشي اليوم تأكيدها أن الحكومة
اليابانية تخطط للسيطرة على نسبة مستحوذة بشركة تيبكو المشرفة على تسيير
فوكوشيما، عن طريق ضخ أموال عمومية في رأسمالها.
وأكدت الصحيفة، نقلا عن مسؤولي حكومي قوله إن القضية لا تتعلق "بتأميم"، بقدر ما هي محاولة لضمان "مستوى معين من المشاركة في الإدارة وتدبير الملفات".
وقد تعرضت الشركة لانتقادات لاذعة بسبب أسلوب إدارتها للأزمة الحالية التي تعيشها اليابان بعد ارتكابها أخطاء قالت الحكومة اليابانية إنها "غير مغتفرة"، ومنها الخطأ في قراءة مستويات الإشعاع.
وتحدثت بعض التقديرات عن احتمال أن تضطر شركة تيبكو لدفع ما يناهز 130 مليار دولار كتعويضات للمتضررين إذا ما استمرت الأزمة لفترة.