يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم الثالث للبحث عن حل للأزمة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأحد، يسبقه لقاء مع وفد من المعارضة في اليمن. ويأتي هذا الاجتماع مع تواصل المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي رفعت المتظاهرات هناك دعوى قضائية ضده.
وذكرت مصادر مطلعة في الرياض أن اجتماع وزراء خارجية دول المجلس سيكون مغلقا وسيقتصر عليهم، قبل اللقاء بالوفد اليمني الذي يضم ثمانية أشخاص يمثلون مختلف الأحزاب والتجمعات المعارضة للرئيس اليمني لمناقشة بنود المبادرة الخليجية وسبل تنفيذها.
وأضافت المصادر أن وزراء خارجية مجلس التعاون "مصممون على ضرورة حل المشكلة اليمنية خلال اجتماعهم غدا لوقف نزيف الدم اليمني نتيجة المواجهات التي تحدث بين المعارضين والمؤيدين للرئيس صالح".
وتوقع مصدر مطلع أن يخرج الاجتماع بنتائج إيجابية من شأنها تحقيق تطلعات الشعب اليمني.
ياسين نعمان أكد مشاركة المعارضة في اجتماع الرياض (الجزيرة-أرشيف) |
من جهته أكد الرئيس الدوري لأحزاب المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك) الدكتور ياسين سعيد نعمان للجزيرة مساء السبت، مشاركة المعارضة في اجتماع الأحد بالرياض.
وقال نعمان "سيذهب وفد من المعارضة لحضور اجتماع في الرياض، وسيشرح حقيقة الوضع في اليمن والذي "يتعرض لانهيارات خطيرة في ظل ما يمارسه النظام".
وأشار إلى أن هناك تضليلا من قبل النظام مرة بإرسال وزير الخارجية إلى الرياض ومرة بإرسال رئيس جهاز الأمن القومي، ولذلك وجب شرح حقيقة الوضع خلال اجتماع الرياض".
وحول المبادرة التي تقدمت بها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة، قال نعمان إنها تتحدث عن جدولة لتنفيذ المبادرة الأولى التي أطلقتها دول مجلس التعاون، مشيرا إلى عدم اكتمال بناء هذه المبادرة حتى اللحظة الراهنة.
ويرفض شباب ثورة التغيير أي مبادرات لا تنص صراحة على تنحي الرئيس اليمني، وقالوا إنهم غير معنيين بأي مفاوضات بين السلطة والمعارضة.
مقاضاة صالح
من
جهة أخرى رفعت ناشطات يمنيات دعوى قضائية ضد الرئيس صالح وعدد من
المسؤولين الحكوميين والقنوات الرسمية، بتهمة الطعن والقدح في أعراض
اليمنيات المشاركات في المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام.
وكان الرئيس اليمني قد دعا في خطابه يوم الجمعة أمام مؤيديه من النساء والرجال، إلى ما أسماه "منع الاختلاط" الذي قال إنه يحدث بين المعتصمين والمعتصمات في شارع الجامعة بصنعاء، وأضاف أن ذلك "حرام ولا يقره الشرع" الإسلامي، وهو ما أثار استياء نساء اليمن وفُسر على أنه قدح في أعراضهن.
وقال مراسل الجزيرة نت عبده عايش إن مسيرة نسائية حاشدة انطلقت السبت من ساحة التغيير في صنعاء، وصولا إلى مكتب النائب العام اليمني عبد الله العلفي الذي استقبل وفدا عن المتظاهرات، وأعلن تعاطفه معهن وتجاوبه باستلام الدعوى القضائية وتوجيهه لوكيل النيابة بشمال العاصمة لبدء التحقيق في الشكوى.
وقالت الناشطة اليمنية أمة السلام عبد الله الحاج للجزيرة نت إن رفع الدعوى القضائية ضد الرئيس وأعوانه ووسائل إعلامه تعبيرعن الحق القانوني لليمنيات في مقاضاة من طعن في أعراضهن وأساء إليهن.
وأشارت إلى أن الشكوى كانت تفصيلية وتضمنت اتهام الرئيس ووزير الإعلام ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ورؤساء قنوات "اليمن" و"سبأ" و"عدن" و"الإيمان"، بالقدح والطعن في أعراض المتظاهرات في ساحات الحرية والتغيير.
ودعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية كافة اليمنيين إلى الخروج في مسيرات مليونية اليوم الأحد، للتنديد بخطاب الرئيس والمطالبة بتنحيه الفوري.
استياء
ولاقى خطاب الرئيس صالح بشأن
"الاختلاط" في ساحة التغيير بجامعة صنعاء استهجانا واسعا في الأوساط
الشعبية والقبلية والسياسية، وعبر عدد من مشايخ ووجهاء اليمن -وفي مقدمتهم
شيخ قبيلة حاشد صادق بن عبد الله الأحمر- عن تنديدهم بما ورد في الخطاب "من
إساءات في حق نساء وبنات اليمن".
واعتبر بيان المشايخ "ما تقوم به نساء وبنات اليمن من تجمعات غفيرة مطالبة بالحرية والتغيير أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر"، وقال البيان "معلوم للجميع أن هناك أماكن مخصصة للنساء في هذه الساحات والميادين وهي معزولة عن الرجال".
وطالب المشايخ والوجهاء الرئيس صالح "بالاعتذار العلني عما صدر منه من إساءات لا يقبلها الشرع ولا الأعراف القبلية"، معتبرين ذلك "دليلا على الإفلاس الذي وصلت إليه السلطة".