كشف أحمد العيسي رئيس الاتحاد اليمني عن تفكير جدي داخل اتحاد الكرة في بلاده بنقل مباريات منتخب بلاده إلى السعودية في تصفيات كأس العالم أو التصفيات الأولمبية أو غيرها بعد أن يتم الحصول على موافقة من المسؤولين السعوديين على طلب يمني رسمي بهذا الشأن.
وقال العيسي في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» إن الجمهور اليمني في السعودية كان ملح بطولة «خليجي22» المقامة حاليا بالرياض، حيث نافس في عدد الحضور الجماهيري بحسب الإحصائيات حتى الجماهير السعودية التي أحجمت عن الحضور منذ افتتاح البطولة في الـ13 من الشهر الحالي. وشدد على أن المنتخب اليمني الذي شارك في بطولة «خليجي22» أثقل كاهلهم كثيرا من حيث الصرف المالي، حيث إنه بات على الاتحاد بشكل خاص والحكومة اليمنية ورجال الأعمال أن يدعموا هذا المنتخب لتحقيق إنجاز للكرة اليمنية لبعث السعادة للشعب اليمني الذي عاني كثيرا جراء ظروفه الاجتماعية والسياسية الصعبة.
أحمد العيسي أكد أن المنتخب اليمني سيبدأ المنافسة الحقيقية للفوز بكأس الخليج حين تكون مشاركته رقم 10 في تاريخ البطولة، حيث إن النسخ السابقة هي بمثابة الاحتكاك والتعلم والاستفادة ثم بدء المنافسة تدريجيا.
رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم قال الكثير، فكان الحوار التالي:
* بداية، كيف ترى مشاركة منتخب اليمن في بطولة «خليجي22»؟ وهل أدى منتخبكم المطلوب منه في هذه البطولة؟
- أعتقد أن منتخبنا اليمني قدم مستوى فنيا مميزا في هذه البطولة وبهر جميع المتابعين، حيث كانت حظوظه متاحة للعبور للدور نصف النهائي حتى الجولة الأخيرة، حاله كحال جميع المنتخبات في المجموعتين، وهذا يعني أنه لم يكن أقل منهم رغم أنه تاريخيا أقل بكثير من غالبية المنتخبات الخليجية من حيث الإمكانيات الفنية والناتجة بكل تأكيد عن ضعف الإمكانيات المادية وعدم وجود احتراف حقيقي في اليمن يضاهي الاحتراف مثلا في السعودية أو قطر أو الإمارات، أو حتى الدول الخليجية الأخرى التي تملك منشآت رياضية جيدة وتلقى دعما مناسبا من رجال الأعمال وكبار المسؤولين في فترات متفاوتة، عدا شركات الرعاية وغيرها، ولذا أعتقد أن المشاركة كانت موفقة جدا، وجميع اليمنيين مرتاحون جدا من هذه المشاركة، التي كاد فيها المنتخب أن يحقق إنجازا تاريخيا بالعبور إلى الدور نصف النهائي لو أنه فقط تعادل مع المنتخب السعودي، وذلك بالاستفادة من تعادل البحرين وقطر، وحينها كان اليمن سيتأهل برفقة السعودية من خلال عدد الإنذارات الملونة التي تقل عن المنتخب القطري، ولكن بشكل عام نحن راضون عما تحقق في هذه المشاركة.
* هناك إشادة كبيرة بالمدرب التشيكي ميروسلاف سكوب، الذي جعل منتخبكم صعب الهزيمة. هل علاقتكم بالمدرب انتهت بنهاية هذا البطولة بالنسبة لليمنيين؟
- لا أبدا، بالعكس، الجميع يشعر بارتياح مع المدرب والعمل الكبير الذي عمله، ولذا اتفقنا معه على تمديد عقده بعد نهايته خلال 6 أشهر، وقد تقرر أن يبقى معنا في تصفيات كأس العالم المقبلة في روسيا 2018، وأيضا تصفيات الأولمبياد القادمة، وكذلك بطولة «خليجي23».
* متى سيكون اليمن قادرا على المنافسة الحقيقية في بطولات الخليج؟
- أعتقد أنه يمكننا المنافسة الحقيقية في المشاركة العاشرة، حيث إنه سبق لنا المشاركة في 7 بطولات، وهناك كما ذكرت تطور تدريجي، وفي البطولة العاشرة سيكون المنتخب اليمني قد بلغ من الخبرة والتطور الفني ما يجعله قادرا على المنافسة، في حين كانت النسخ السبع الماضية فرصة بالنسبة لنا للتعلم والتجربة والاستفادة والاحتكاك بنجوم محترفين، بينما الآن سنبدأ رفع درجة الطموح قليلا حتى نصل إلى الرغبة الكاملة في المنافسة عندما تحين المشاركة العاشرة لنا.
* هناك الكثير من المدربين يرفضون الإقامة في الدول التي تعيش حالة من الاضطراب الأمني والسياسي خوفا على أرواحهم بكونهم أجانب، هل سكوب موافق على الإقامة في اليمن؟
- نعم، لم يمانع، وهو يقيم في اليمن، ثم إنني أود أن أوضح جانبا هاما في الموضوع الأمني في اليمن، فهناك تهويل غير مقبول من وسائل الإعلام بشأن الأوضاع في اليمن، فالخلافات السياسية لم تقتحم الرياضة يوما ولا يوجد أي صراعات على أسس عرقية أو قبلية أو غير ذلك، هناك صراعات موجودة ولكنّ الرياضيين تحديدا في منأى عنها، ولذا الدوري مستمر فيها والملاعب تطورت كثيرا ولكن بشكل عام اليمن دولة فقيرة ماديا مما يجعلها معرضة عادة للمشكلات على الصعيد الاجتماعي والسياسي وغير ذلك.
* هناك حظر موجود في اليمن على استضافة المباريات الدولية نتيجة الأوضاع غير المستقرة في البلاد، هل سعيتم لرفع هذا الحظر كما يسعى العراقيون في هذا الجانب؟
- الجميع يعلم أن الحظر بدأ في عام 2011، وقد طلبنا مرارا وتكرارا، وجاءت لجان، ولكن للأسف لم يرفع الحظر.
وبعد التطورات السياسية الأخيرة أدركنا أننا نركض وراء سراب، فإذا كان الوضع السياسي الأكثر استقرارا لم يقنع «الفيفا» فكيف سيقنعه الآن؟ ولذا توقفنا عن المطالبة مع أننا موعودون بلجنة ستشكل من خلال اجتماع للاتحاد الدولي على هامش بطولة العالم المقبلة للأندية المقررة في المغرب ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ولكن لسنا متفائلين كثيرا برفع الحظر، كما أننا لا نتفاءل كثيرا برفع الحظر عن العراق في نفس الفترة المذكورة.
* على ذكر العراق، هل تتوقع أن تستضيف هذه الدولة بطولة «خليجي23» في البصرة؟
- أستبعد ذلك كثيرا، مع أمنياتي الكبيرة بأن يتحقق حلم العراقيين في هذا الجانب، ولكن من خلال تجاربنا لست متفائلا أبدا برفع الحظر الدولي عن العراق، وإذا لم يتحقق هذا الشرط فبكل تأكيد لن تقام البطولة في البصرة.
* هل صحيح أن اليمن تمت مجاملته بمنحه استضافة بطولة «خليجي20» بعدن مع أنه كان يعيش وضعا أمنيا صعبا قد لا يقل عن وضع العراق الآن؟
- لا، أبدا، لم تتم مجاملة اليمن لاستضافة بطولة «خليجي20»، فقد تم تطبيق الشروط اللازمة للاستضافة، إضافة إلى أن اليمن حينها لم يكن يمر بفترة حظر من الاتحاد الدولي، ولذا أعتقد أن كلاما مثل هذا يجافي الحقيقة، وأحب أن أؤكد أننا كاتحاد يمني لدينا تعليمات من جهات عليا لمساندة العراق في طلبه استضافة بطولة «خليجي23».
* لنعُد مجددا إلى المنتخب اليمني ومستقبله، هل تعتقد أن الجمهور اليمني في السعودية يعتبر الأكبر على مستوى الخليج، حيث إنكم لعبتم في عدة دول ولكن لم تحظوا بهذا الدعم في المدرجات؟ وهل تفكرون في أن تطلبوا من السعودية إقامة المباريات للمنتخب اليمني في المناسبات المقبلة على ملاعب المملكة؟
- مبارياتنا الدولية تقام فترة الحظر في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وغالبيتها في دبي، ونحن ممتنون للإماراتيين تلك الضيافة الكريمة، وهذا هو المطلوب بين الأشقاء. ولا أخفيك موضوع طلب نقل مباريات المنتخب اليمني إلى السعودية سواء في الرياض العاصمة أو أي من المدن الرئيسية تمثل فكرة تستحق بذل الجهود لتحقيقها، وهذا الأمر بالطبع يستلزم موافقة الحكومة السعودية، ونثق في أننا سنحصل على كل التسهيلات اللازمة في حال قدمنا الطلب الرسمي بهذا الشأن، والجمهور اليمني في السعودية بالطبع هو الأكبر على مستوى الخليج، وسيكون دافعا لمنتخبنا لتحقيق الانتصارات في المباريات التي تقام بدعم جماهيري مميز.
* هل تعتقد أن هناك تقصيرا منكم تجاه رجال الأعمال اليمنيين على مستوى الخليج، بل والعالم، لطلب تقديم دعم مالي للمنتخبات الكروية في اليمن، ولو كان ذلك من خلال عقود رعاية، خصوصا أنك رجل أعمال معروف في اليمن ولديك علاقات كبيرة، أم أن هناك محاولات باءت بالفشل؟
- لا أقول إنه لا يوجد تقصير من جانبنا تجاه رجال الأعمال اليمنيين، ليس على مستوى الخليج فحسب، بل على مستوى العالم، وسبق أن سعينا بشكل أقل من المطلوب بصراحة في هذا الجانب، ولكن أحيانا حينما تبدأ خطوة وتصطدم بعوائق وتجاهل من رجال الأعمال الذين يتم استهدافهم يكون هناك تراجع، ولكن بكل تأكيد يتوجب علينا بذل جهود أكبر للحصول على دعم وشراكات رعاية مع رجال الأعمال اليمنيين ومن بينهم تجار كبار على مستوى الخليج والعالم ويملكون إمكانيات مالية عالية تجعلهم قادرين على دعم المنتخب اليمني بعدة طرق وتكون الاستفادة مشتركة.
* هل اليمن مقبل على تطبيق الاحتراف أم أن تحقيق ذلك أشبه بالمستحيل؟
- بدأنا خطوات في هذا الشأن، وهناك أندية تدفع مبالغ جيدة للاعبين وتحصل انتقالات للاعبين، ولكن بكل تأكيد لا يمكن أن تصل درجة الاحتراف في اليمن إلى مصاف الدول المتقدمة خليجيا في هذا الجانب، ونسعى كاتحاد كرة القدم أن نجد سبلا كثيرة تتناسب مع ظروف البلاد لتطوير الكرة اليمنية وجعلها تنافس على تحقيق إنجاز خلال سنوات وجيزة، خصوصا أن المنتخب الحالي أثقل كاهلنا من حيث الطموحات والآمال نتيجة تألقه في البطولة الخليجية.