في الثالث من أيار من كل عام يحتفل الصحفيون حول العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، باعتباره يوماً للتأكيد على الحقوق الأساسية للصحفيين التي كفلتها المواثيق والقوانين الدولية والمحلية لا سيما المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وباعتباره يوماً لتأكيد التزام الصحفيين بمبادئ وأسس العمل الصحفي والتقيد بالصحافة الأخلاقية لاسيما التزام الحياد والنزاهة والبحث عن الحقيقة لتقديمها للجمهور.
في هذا العام حيث تتكثف حركة الشعوب العربية بحثاً عن الحرية والعدالة الاجتماعية، ورفضاً للظلم والاستبداد، عبر حركة وقودها الشباب وعيونها الصحفيون، الذين تعرضوا كما الشباب للقتل والبطش ليكون شعار احتفالنا كصحفيين في كل العالم " متضامنون مع صحفيي الخط الأمامي لربيع العرب "، صحفيو الخط الأمامي الذين سقط منهم عدد كبير بين شهيد وجريح.
ولم يسلم صحفيو فلسطين من هذا القمع إذ طالت أيادي الظلاميين الصحفي والمتضامن الايطالي الشهيد فيتوريو اريغوني، فيما سجل خلال الماضي 280 انتهاك لحقوق الصحفيين منها 179 اعتداء على يد قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه، والباقي على يد الأجهزة الأمنية في الضفة والقطاع. ناهيك عن استمرار سلطات الاحتلال في انتهاك حق الصحفيين المتواصل بمنعهم من حرية الحركة في الأراضي الفلسطينية لا سيما الوصول للقدس والداخل وبين غزة والضفة.
إننا ونحن نفتقد هذا العام أحد مؤسسي رابطة الصحفيين العرب ( النقابة سابقاً ) الصحفي والكاتب محمد البطرواي، ونفتقد أيضا المصور الصحفي فرات فخر الدين، فإننا نتطلع بأمل لقادم الأيام مستبشرين بانجاز المصالحة وإنهاء حالة الانقسام الكارثي التي عكست نفسها سلباً على واقع العمل الصحفي، آملين ان يرفع ذلك سقف الحريات الصحفية ويمنحنا مزيداً من الفسحات لعكس الواقع والسعي للحقيقة في إطار التزامنا التام بأسس ومبادئ الصحافة الأخلاقية.
إن الأمانة العامة لنقابة الصحفيين، وبعد قليل من انتهاء عامها الأول قد حقتت ما وعدت به جمهور الصحفيين من إعادة بناء للجسم التمثيلي، فعملت على إعادة تصويب العضوية وفق أسس مهنية وآليات شفافة، كما انتهت النقابة من صياغة نظام داخلي عصري يستجيب لواقع العمل الصحفي والتطورات الحاصلة، وحققت فوق ذلك العديد من الانجازات النقابية التي لا مجال لسردها هنا، كما حققت انجازات هامة على صعيد وضعها ومكانتها في اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين. وفي هذه المناسبة فإننا نجدد التزامنا باعتبار الأمانة العامة الحالية هيئة قيادية مؤقتة، انتخبت لمهام محددة أنجزت، ونؤكد على قرارنا بالتوجه لعقد المؤتمر العام وإجراء انتخابات جديدة وفق النظام الداخلي الجديد قبل انتهاء الفترة المحددة أوائل آب المقبل.
وفي هذا السياق فإننا نرى في أجواء الوفاق الحالية والمصالحة القادمة، وأمام التحديات الماثلة أمام شعبنا وقضيتنا الوطنية فرصة للتأكيد مجدداً على أهمية وحدة الجسم الصحفي في إطار نقابته باعتبارها البيت الجامع لكل الصحفيين، ومن شأن تمتينها والتفاف الكل الصحفي حولها رفع شأن ومكانة الصحفيين وتعزيز ثقة الجمهور الفلسطيني بما تصنعه وتقدمه الصحافة الفلسطينية كصوت أصدق وأكثر نزاهة وموضوعية.
عاش اليوم العالمي لحرية الصحافة
الخزي لمنتهكي حقوق الصحفيين
المجد لشهداء الصحافة الفلسطينيين والعرب.
نقابة الصحفيين الفلسطينيين _ القدس.
3 أيار 2011