القصر الجمهوري وهي اجتماعات اشبه ما تكون بمجالس ( التَفرُطة ) وهي مجالس نسائية تسهب النساء فيها الحديث وتداول الاخبار والخروج في آخر الجلسة على أمل اللقاء في تفرطه قادمة لإكمال الحديث نفسه ، وإلى اليوم واللجنة الحوثية تجتمع وتأخذ بأطراف الحديث الذي لم ولن يتغير أبدا ( محاربة الفساد ، التهديد والوعيد ، التكفيريين الدواعش ، التبعية الخارجية ، السيد قال ، قرارات ثورية ، ......) وبالنظر إلى الواقع لن ترى أي تغير لمسه المواطن من هذه الاجتماعات والتي تنعقد بدون أي مسوغ دستوري وقانوني سوى انقلاب كسيح لم يكتمل وثورة فاشلة لن تنجح .
يتخبط الحوثيون اليوم كتخبط ضعيف النظر الذي وقعت منه نظارته فيضيف إلى أخطائه أخطاءً أكبر ويدعي الصمود وهو في أوهن مراحله لا يبالي بالمتغيرات الخارجية ولا الداخلية ينظر إلى كل ذلك من علٍ وكأنه مخلوقٌ ذوق قدرات خارقة يستطيع أن يعيش دون سفارات خارجية ودون محافظات ودون أحزاب ودون منضمات إنسانية ودون نقابات ودون أحزاب سياسية ..إنه يوهم نفسه أنه بديل للجميع ومكمل ومتمم للجميع .
لم يكن تهريب هادي من صنعاء إلا تأديبا خارجيا للحوثي والذي رأى فيه الخارج أنه بدأ يلعب ( بذيله ) ويخرج عن النص المتفق معه ومتى ما رأى الخارج أن الحوثي عاد إلى صوابه فإن الأمور سيتم تسويتها وتطبيعها معه وتعود المياه إلى مجاريها ويمضي بقية المخطط إلى حيز التنفيذ إلا أن الحوثي قد وجد نفسه في الحَلبة وحيدا وأخذته العزة وبدأ يظهر من ضعفه قوة ومن حماقته حنكة وأنه على قدر المسؤولية والتحديات فها هو يتهم هادي بالفار من وجه العدالة ، ويتوعد الحكومة المستقيلة ويحاصرها ويحاول ارغامها على العودة لتصريف المهام ، ويدخل مع صالح في مواجهات عسكرية سواء كانت حقيقية أو تمثيلية إلا أن الصراع بينهما سيكون آجلا أو عاجلا ، يقوم بالتقطع لقادة الأحزاب ورموزها واختطافهم ووضعهم تحت الإقامة الجبرية ، يحاول المغالطة بإخفاء معالم ميلشياته في المدن عبر وضع مساحيق وديكور الدولة عليهم ، يظهر نفسه بالمظهر الحاكم الذي يرى الأمور اعتيادية وطبيعية وما على قنواته الإعلامية إلا نقل اخباره وعدالته ونزاهته وتسامحه واقامته لدولة العدل والقانون ومحاربة الفساد ... ]غير أن الحقيقة التي تقتله وتجعله يتآكل هو يدركها غير أنه يبحث عن مخرج من محنته لكن كيف السبيل لذلك ؟
صحيح قد يكون هادي هو أخف ضررا من الحوثي وأن الالتفاف حول شرعيته الدستورية خير من شرعية الحوثي غير أن الأصح من ذلك كله أن الخارج يلعب لعبته القذرة وتنساق خلفه المكونات السياسية والتي بدورها تُجرجِر تلك الجماهير في مسيراتها لتأييد هادي ليس حبا في الوطن والخروج به من محنته وإنما نكاية بالحوثي وعفاش وهم أي الأحزاب السياسية تدرك أن هادي ضره أكبر من نفعه وأنه صاحب سوابقٍ أضرت بالبلاد والعباد ودمرت الكثير والكثير من قدراته ومؤسساته وأبرزها - العسكرية -.
إن المحنة التي ادخل هادي البلاد فيها وأبرزها توطينه للحوثي في كل مؤسسات الدولة لن يخرج منها الوطن بهادي وإنما بترفع تلك المكونات السياسية عن خلافاتها وتوحدها وتقديم تنازلات جمه والالتفاف حول اتفاق جامع مبني على الثقة المتبادلة والمصالح الوطنية الكبرى آخذين بالحسبان أنهم مسؤولون أمام الله وأمام هذا الشعب الذي هم بخلافاتهم ومماحكاتهم سبب في معانته وهم السبب أيضا في رفع هذه المعاناة.
آية عبدالرحمن الهادي
ماجستير علم نفس