أصيب الشاب ناصر محمد فدعق بطلقة نارية في قدمه يوم " جمعة الكرامة " في الثامن عشر من مارس الماضي، لكن تلك الإصابة لم تثنه عن مواصلة الكفاح مع شباب الثورة المطالبين بإسقاط النظام، بل زادته حماسا واصررا على المشاركة في المسيرات فضلا عن المرابطة في ساحة التغيير بشكل مستمر لم يقطعها ولو بزيارة قصيرة إلى أهله، وظل همه الوحيد هو إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس.
قدم من (موديه) من محافظة أبين ليدرس اللغة الإنجليزية ليلتحق بجامعة صنعاء، حصل على المركزالأول كأفضل قاص في جامعة صنعاء لعام 2010م وإلى ذلك كان لديه قدرا كبير من اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية وكان عضوا في النادي الأهلي لكرة القدم للناشئين لسنتين.
كان دائما ما يقول : سيرحل، سيرحل، أما حلمه فهو - كما كان يقول- أن يرى اليمن دولة مدنية يتعايش فيها الجميع دون عصبية دينية أو مذهبية أو قبلية أو فكرية.
كان من المتابعين للثورة المصرية بحماس، وتجاوز الأمر حد المتابعة ليقرر مشاركة الشعب المصري عبر الموقع الإجتماعي على شبكة الإنترنت "فيس بوك" فأنشأ مجموعات " مصر استمري" و "من أجل دعم الثورة المصرية".
في يوم الديمقراطية (الأربعاء 27 ابريل) خرج مشاركا في المسيرة التي انطلقت من ساحة التغيير عبر الستين مرورا بشارع التلفزيون (الذي يمر من أمام مدينة الثورة الرياضية) حيث تتمركز أعداد من المؤيدين للرئيس وبينهم أعداد من الميليشيات المسلحة " البلاطجة".
ليشهد هناك اعتداء جديدا نفذه هؤلاء البلاطجة مع عناصر من قوات الأمن لكن الإصابة هذه المرة لم تفلته، وكانت أبشع من رصاص هؤلاء..
لقد تعرض لعملية دهس بسيارة أحد هؤلاء البلاطجة عاودت المرور من على جسده عدة مرات تاركة عليه إصابات بليغة لم تمهله إلا إلى صباح اليوم التالي ليفارق الحياة ملتحقا بركب الشهداء الذين بذلوا أرواحهم من أجل هذه الثورة.
استقبل العميد محمد ناصر فدعق خبر استشهاد نجله ذي الـ(23) ربيعاً في صنعاء بعبارة جميلة تحمل روح الوالد الحنون على ولده والابن البار بوطنه: "لو كان الأمر بيدي لعملت له مسيرة من حضرموت إلى أبين .. إنها ثورة لابد ان تقدم فيها التضحيات".