أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، اليوم الجمعة 13-5-2011، أنه سيواجه التحدي بالتحدي، محذراً أحزاب اللقاء المشترك مما سمّاه "اللعب بالنار"، وداعياً إياهم في نفس الوقت للحوار.
وقال صالح خلال كلمته لجموع مؤيديه في ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء إن من يُرد السلطة عليه أن يتوجه إلى صناديق الاقتراع.
جاء ذلك بعد سلسلة من "الجُمع" التي امتزجت فيها التظاهرات بآمال عريضة بأن تنجح المبادرة الخليجية في فكّ شفرة الأزمة وترسيم حل ناجع تضع بموجبه الأزمة أوزارها..
وشهدت اليمن التحضيرات لـ"جمعة الوحدة" في معسكر الرئيس صالح, و"جمعة الحسم" في معسكر مناوئيه, وسط مخاوف من انزلاق الوضع الى مواجهات بين الطرفين في ظل حالة التصعيد للفعاليات الاحتجاجية والتي دشنت الأربعاء مرحلة جديدة بالزحف نحو المؤسسات الحكومية ما أسفر عنه سقوط 17 متظاهراً في صنعاء وتعز والحديدة.
التصعيد الذي تضمن أيضاً تفعيل خيار العصيان المدني يرى فيه المراقبون والمحللون الدخول في دوامة عنف خصوصاً أن حزب المؤتمر الشعبي العام بحسب قيادي بارز فيه تحدث لـ"العربية.نت" قد حشد أكثر من 180 ألفاً من أبناء خمس محافظات مجاورة لصنعاء وصلوا للعاصمة ليكونوا دروعاً بشرية تحمي المؤسسات والمرافق الحكومية ومقار الرئاسة ورئاسة الوزراء.
وفي غضون ذلك أكد الناطق الرسمي لتحضيرية الحوار الوطني، أبرز شركاء أحزاب اللقاء المشترك، محمد الصبري، أن ثورة الشعب اليمني التي حافظت على سلميتها حتى اليوم ستحافظ على هذا الطابع ولن تنجر إلى أي مواجهات أو أعمال عنف أرادها علي صالح وأركان حكمه منذ بدايتها، مشيراً إلى أن رفع سقف الاحتجاج والتظاهر الثوري السلمي الذي تشهده كل محافظات الجمهورية اليمنية ويشارك فيها الملايين من أبناء اليمن، لا يعبر عن وجود أزمة بين السلطة والمعارضة، كما يجري التسويق لذلك من قبل أجهزة إعلام نظام صالح.
وانتقد الصبري في تصريح لـ"العربية.نت" تصوير ما يحصل في اليمن بالأزمة السياسية بين السلطة والمعارضة، وقال: من المعيب أن تقوم بعض أروقة الدبلوماسية العربية بتسويق ما يجري في اليمن وكأنه أزمة بين أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام وليس ثورة شعب أراد استعادة السلطة المغتصبة من قبل نظام سياسي بائس فقد كل كفاءته ومؤهلاته السياسية والدستورية لأن يدير الدولة في اليمن.
وفي المقابل تحدث لـ"العربية.نت" الكاتب والصحافي المعروف بانتمائه للحزب الحاكم أحمد غيلان قائلاً: للأسف الشديد يبدو أن قيادات أحزاب اللقاء المشترك قد فقدت أعصابها، وربما ضاقت ذرعاً بالشباب الذين تسلقت ولاتزال هذه القيادات تتسلق على رؤوسهم وتستميت في إعلان حضورها الهلامي على حساب اعتصاماتهم.. ولذلك تحاول هذه القيادات أن تستفز الشباب وتدفع بهم إلى المهالك.. ليتسنى لها بعد ذلك المتاجرة بدمائهم التي تسفكها برصاصات قناصة ومليشيات مسلحة تسيرها خلف المسيرات أو تجهزها في الشوارع المستهدفة كما حدث في زحف الأربعاء.. هذه الأساليب التصعيدية الخطيرة والتحريض العدواني المدمر لا يخدم الشباب ويعكس عنهم صورة إجرامية ويفقد اعتصاماتهم عنصر السلمية، فضلاً عن كونه يتيح فرصاً لميليشيات المشترك لسفك دماء المعتصمين في محاولة مكشوفة لإدانة النظام.
وأضاف: أعتقد أن كثيرين من العقلاء في ساحات الاعتصامات قد اكتشفوا هذه الحقيقة وسارعوا لإدانتها عبر وسائل الإعلام مساء الأربعاء.
وأشار كثيرون منهم بصراحة متناهية إلى أحزاب المشترك وتحديداً تجمع الإصلاح وقياداته التي تزج بالشباب في أعمال تخريبية، كل المؤشرات توحي بأن أحزاب المشترك قد اختارت العنف وأعلنت كفرها بكل المبادرات والجهود الرامية حل الأزمة سلمياً.. لكن الأمل يظل معقوداً على العقلاء المتواجدين في الساحات بأن يتصدوا لدعوات الزحف والعنف الذي لن يكون في مصلحة أحد.