* الآخرون في هذا العالم ما هم إلا نحن، ولكن في صور مختلفة، وإن كان ثمّة اختلاف ففي الثقافات.
إن الصراع في الغرب هو ذاته الصراع في الشرق، وإن الصراع في الأزمنة الخالية هو الصراع في الحاضر، والصراع في المستقبل، ونعي بذلك أن الصراع ثابت لا يتحوّل، وأما المتحوّل فثقافة الإنسان التي تتحوّل بالضرورة لتتواءم مع متغيرات الزمن والعصر.
والصراع فكرة أزلية كانت بمثابة الدعامة التي ارتكزت عليها طبيعة تكوين هذا الذي نعيش فيه والمسمّى «كون».
لم تكن الفكرة عبثاً كلا، لا ولا كانت ولن تكون محض صدفة كما يسميها كسالى العقول ومتخلّفو الفكر نعم لم تكن كذلك فكل شيء بقدر وكل شيء ذو حكمة.
أول صراع منذ الأزل كان بشكل رفض إبليس للسجود لآدم، رغم ذلك فقد منح الله إبليس الفرصة ليعلل سبب رفضه فكانت تلك أول بذرة للحوار وهي الرحمة التي ستخفف من معالم الصراع وعواقبه على مرّ العصور في حالة وعي الأطراف المتصارعة بذلك.
قال فولتير: «إنني قد اختلف معك في الرأي، ولكنني أدفع حياتي ثمناً من أجل أن تعبر عن رأيك ».
إن اختلاف أصابع العازف على قيثارته يعطيك لحناً، وكذلك اختلاف أبناء المجتمع الواحد في أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم يؤلف وحدة المجتمع الذي يعاب إذا لم يكن فيه هذا الاختلاف.