في ساعة حرجة تعيشها اليمن مع دخول الثورة الشبابية والشعبية السلمية شهرها الرابع منذ مطلع فبراير 2011م ، ولتطور الصراع السياسي لصراع حربي وشخصي بعد تردد الرئيس اليمني في توقيع المبادرة الخليجية مساء يوم الوحدة 22 مايو ، أعقبت حصار أنصاره للسفارة الإماراتية التي كانت تضم حينها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي مع عدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب ، والذي نتج إلى فشل الوساطة الخليجية وعدم قدرتها على خلخلة أزمات السلطة والمعارضة ، ولما يجري منذ 23 – 26 مايو من مواجهات عسكرية في قلب العاصمة صنعاء والذي أسفر عنه مقتل العديد من المواطنين الأبرياء وإحتلال العديد من الوزارات وفشل المصالحة الداخلية بعد الإعتداء الناري على لجان الوساطة صبيحة 24 مايو ، كل ذلك بسبب صراع القوتين السياستين الواسعتي الثراء لتصفية حسابات شخصية رغم معاناة الشعب حتى هذه اللحظة من إنعدام وسائل العيش من كهرباء وغاز وماء وبترول في قلب العاصمة وأنحاء اليمن ، ولأن كل هذا يودي إلى حرب أهلية مفتعلة ، وبعد فشل كل الدعوات المحلية والإقليمية والدولية الموجهة إلى طرفي النزاع السياسي لتحكيم العقل ، فإننا لكل ما سبق ولما تعلمون من تداعيات لهذه الأزمات منذ سنين والتي تحولت إلى ثورة شعبية تستنكر أفعال السلطة وتحالفها والمعارضة وحلفائها الذين أوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه من بؤس وضياع وعوز رغم خيرات البلد المعروفة لديكم وعبر التاريخ ، لكل ذلك فإننا الشباب الحر نتقدم بهذه الرسائل العاجلة ..
وأولها رسالة حرة إلى القطبين السياسين السالبين نسألهما ما غركم بربكم الكريم؟ فبعد أن سقط أبناء اليمن شهداء وجرحى ضحية مهزلاتكم وبعد فشل المبادرة الخليجية الدولية وفشل محاولة المصالحة الداخلية وفشل دعوات العالم إليكم للتحلي بالعقل ، مع أن تجربة تونس ومصر وليبيا وغيرها من الدول الشقيقة ليست ببعيدة عن العظة والإعتبار ، والأن بعد الخوف والهلع الذي أصاب سكان صنعاء تحديداً ومع صدور أوامر بالقبض على شيوخ الأحمر وإعلان صادق الأحمر بأن الرئيس سيخرج حافي القدمين ، بعد كل ذلك ليس أقل من ندعوكم أن تعتزلوا الحياة السياسية اليمنية فوراً إذا ما أرد أن يحظى منكم أحد بالإلتحاق مرفوع الرأس بنادي مدريد حيث المعاملة الراقية!!!
أما إذا إفترضنا بعد ما آلت إليه الظروف حتى يومنا بإمكانية توقيع القطبين على المبادرة الخليجية فوراً وعلى أبسط وأسرع الآليات وسواء ذهبت المعارضة للقصر أو ذهب الرئيس إليهم أو كل وقع في موقعه ، فبعدما تحولت الأوضاع إلى مواجهة حربية هستيرية فإن القبول بالحد الأدنى من الأليات يوافق تغير الشروط بتغير الظروف ، بعد أن تكشف ما كان مخباً من تهور وطيش سياسي وحربي بل وشخصي ، ضحيته المواطن لمصلحة أنانية القطبين ، لكن هذا الإفتراض بتوقيع المبادرة الخليجية إستهلاكي بعدما خبرته الأيام الماضية على مسمع ومرآى من العالم ، ومع ثقتنا كما هي ثقة الجميع بأن توقيع المبادرة الخليجية لن يتوفر بعد الأن ، لذا فإننا مع الرأي بإقصاء القطبين عن الملعب السياسي اليمني ونطالبهم بالإعتزال الفوري للبدء في كتابة مذكراتهم!
وإنه من المعروف جلياً الأن من إدارة القطبين لشؤون البلاد أبان سلطتهم ، أن لا أحد من الطرفين يستطيع السيطرة على نفسه ، وهو ما سيؤدي إلى فقدان تحكم بالأمور وإلى كارثة عقيمة يستفيد منها الغير وليسوا هم ، إلا أن يكون هنالك موقف شعبي ودولي تضامني في إقصاء القطبين لدواعي العقل والمنطق ، وليس من العقل أو النقل في شئ أبداً أن تغلب حياة فرد أو عشرة أفراد أو خمسمائة فرد على حياة خمسة وعشرين مليون مواطناً!!
والرسالة الأخرى ندعو فيها الشباب اليمني والشعب اليمني الأصيل بكل طوائفه في الداخل والخارج إلى عدم الإنجرار خلف هذا العمى السياسي والحربي الذي يدفع ثمنه المواطن البسيط بعضهم عابر سبيل وبعضهم موظف مغلوب على أمره لدى القطبين السالبين ليهدموا مكتسبات الوطن والشعب ، ويسعى من ذلك هؤلاء – القطبين السالبين - إلى الإجهاض على الثورة السلمية ونسف أي حضور ووزن للأغلبية الصامتة التي هي صاحبة القرار الأول في الثورات والعيش الكريم.. فلا نخشى مكرهم ولنستذكر فينا البطل بو عزيزي الذي أشعل لهيب الثورات العربية! فهذه دعوة للشباب والشرفاء والمخلصين والأحرار من أبناء الوطن لتحديد موقف رسمي واحد وشحذ الجهود للإلتحام صفاً وطنياً واحداً لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
رسالة أخرى ، نناشد قيادات العالم وشعوب وأحرار العالم ليضموا صوتهم للشعب اليمني وهم أصحاب المصلحة الحقيقة في السلام والتعايش الإجتماعي وأهل المصلحة الذين بالأصل ترتبط علاقاتكم السياسية والإقتصادية والتجارية والإستثمارية والجغرافية معهم.
بهذه المناشدة العاجلة نتمنى عليكم أن تطرحوا رأيكم وتضغطوا بإتجاه إقصاء القطبين السياسيين السالبين – السلطة وتحالفها مع المعارضة وحلفائها – ليتم عزلهم فوراً من الحياة السياسية ، بعد أن عانى الشعب بسببهما ظلماً وفقراً وجهلاً يندى له الجبين الإنساني في العصر الحديث!
وما تعنت هذان القطبان وعزوفهما عن الوصول إلى حل مع سبق الإصرار والترصد إلا دليل إفلاسهما السياسي والإنساني والأخلاقي وتأكيد لعدم الحاجة لهما وعدم الإعتماد عليهما ، كما أن إحتدام الصراع السياسي لإذكاء الصراع الإجتماعي ما هو إلا إشارة بينة لنهاية أطراف النزاع السياسي كلية ونهاية مهمة كل طرف!
وأما ما تلوح به بعض الصحف عن أخبار مطلعة حول خطوات خارجية لتحجيم حجم المساعدات والمعونات التي تقدم لليمن وتحديداً لجيوب المتنفذين الذين بنوا لهم ترسانات وثكنات خاصة بحمايتهم رغم أن شحت الأموال كان بمسمى الدفاع عن الوطن ومحاربة تنظيم القاعدة ، فإن هذه الخطوة أو التلويح بفرض حصار إقتصادي للضغط على القوى السياسية الحالية فإنه لن يؤثر إلا على المواطن البريئ بذنب القطبين السالبيين..وإن ما أصابنا من فساد مستشري ومأسسي ومنظم ووصف اليمن بالدولة الفاشلة أودى بتعطيل المصالح الإقتصادية وإنسحاب الإستثمارات والتي لن تعود إلا بعد الثقة التامة بالإستقرار الوطني ، بالإضافة إلى وقوع البلد الان في أزمات إقتصادية قد تؤدي إلى إعلان إفلاس البلاد ، كل هذه تؤكد مصلحة الشعب في إقصاء القوى السياسية فوراً للساحة السياسية لتبقى اليمن وأمن اليمن و وحدة اليمن وكرامة المواطن هي المصلحة الحقيقية!
إن ثورة الشباب والشعب السلمية ستبقى سلمية ، ولسنا في ساحل العاج ولن نخضع إلى أي إرهاب فكري يوجهنا في مربع أي من القطبين المذكورين – السلطة والمعارضة – ولن تتكرر تجربة لبيبا في اليمن مع إعزازنا لموقف الأحرار في المجلس الإنتقالي ، لكن واقعنا آخر وثورتنا سلمية حتى النصر ، وهي سلمية لأنها تعني بمصلحة المواطن ومصلحة الوطن والمنطقة والعالم ، واليمن لا تصدر إلى ما ينفع الناس.
والله من وراء القصد.