اخبار الساعة - صباح الذيباني
وبصوتها الرخيم، غنت شاكيرا مطلع أغنية فيروز "أعطني الناي وغنِ"، وأشعلت الجمهور حين غنت "لوكا".
وأمام أكثر من 18 ألف شخص من كل الأعمار، جاءوا من لبنان وخارجه، غنت شاكيرا 17 أغنية من جديدها والقديم على مدى ساعة ونصف الساعة، في مسرح أقيم خصيصا عند الواجهة البحرية لبيروت، حملت في ختامها العلم اللبناني وسط الدخان الأبيض والقصاصات الورقية الملونة والألعاب النارية.
ودخلت شاكيرا من ممر وسط الجمهور، مغطاة بمشلح زهري، منشدة "واي ويت؟" (لم الانتظار؟) التي أطلقتها في العام 2009م، وهي تصافح الأيادي الممتدة وسط صراخ الجمهور.
وسرعان ما نزعت مشلحها الوردي على طريقتها ليصبح أداة تستخدمه للرقص، وتفلت العنان لإحساسها وحركاتها الراقصة مقدمة بالإسبانية "تي داهومدريد".
ورددت شاكيرا أكثر من مرة، بالعربية، عبارتي "مرحبا لبنان" و"شكرا"، وتوجهت إلى الجمهور قائلة: "أنا سعيدة جدا جدا، أن أكون هنا.. منذ أعوام وأنا أرغب في أن آتي إلى لبنان، وأخيرا تحققت أمنيتي الليلة.. هذا رائع.. أعدكم أننا سنمضي وقتا ممتعا".
وأضافت "أريد أن أهدي هذه الحفلة إلى والدي وليام مبارك.. هذه الحفلة لك، ولأرضك، وتذكري بيروت الليلة أنني كلني لك".
وتعالت الهتافات عندما أنشدت شاكيرا "ونيفر"؛ التي كتبتها بنفسها ولحنتها بالتعاون مع تيم ميتشل، وصدرت في العام 2001م، وهي التي كرست شهرتها العالمية، واستدعت أربع فتيات من الجمهور للرقص معها ودعتهن مازحة إلى أن يرافقنها في جولاتها الغنائية.
وتوالت أغنيات مغنية الـ"بوب" العالمية التي تنقلت على الخشبة من يمين المسرح إلى يساره، تحمل الميكروفون مع قاعدته حينا، وترفعه عاليا حينا آخر، وتبدل ثيابها بشكل استعراضي.. كل جزء من أجزاء جسمها يتحرك ويهز ويرقص، من شعرها إلى قدميها الحافيتين.
وقبل أن تقدم أغنية "سولي ال سول" التي أطلقتها الصيف الماضي، قالت: "صحيح أننا نمر جميعا في حياتنا بأوقات صعبة ومظلمة، ولكن أنا مقتنعة بأن في داخل كل واحد منا شمسا لا تنطفئ مهما كانت الظروف"، وأضافت: "أريد أن أهدي هذه الأغنية إلى كل من يشعرون أنهم يمرون بأوقات صعبة".
وحملت شاكيرا الورود الصفراء ووزعتها، ورقصت الفلامنكو، ونافست ألمع نجمات الرقص الشرقي حين قدمت "إيوز أزي" و"هيبز دون لاي"، وختمت حفلتها البيروتية بأغنية "واكا واكا".
محبو شاكيرا
وكان محبو شاكيرا افترشوا الساحات والمدرجات قبل بداية الحفلة بأكثر من ثلاث ساعات، وقالت يمنى البالغة من العمر 11 عاما، قبل أن تبدأ الحفلة قرابة التاسعة والنصف مساء: "أنا هنا أنتظر شاكيرا منذ الخامسة والنصف، وهي تستحق الانتظار، وأن نأتي باكرا لمشاهدتها.. إنها شاكيرا".
ولم يتوان غسان، الخمسيني الآتي من السعودية خصيصا لحضور حفلة شاكيرا في بيروت مع ولديه المراهقين، في أن يعبر عن مدى حب العائلة لهذه المغنية اللبنانية الأصل؛ التي يعتبرها "ناجحة وقريبة من القلب"، والسبب "أنها لبنانية".
وأيدته في ذلك يولا؛ التي جاءت قبل مغيب الشمس لتختار مكانها مع ابنتيها سارة ولاتيسيا، وقالت: "منذ أن فتحت أبواب المدرجات كنا ننتظر، غير آبهين بالتعب".
أما فيليب -15 عاما- فوصف حضوره حفلة شاكيرا بأنه كان بمثابة "حلم انتهى بسرعة"، وتمنى "لو كان وقتها أطول".
وسبق لشاكيرا أن زارت لبنان للمرة الأولى في العام 2003م مع عائلتها.