وقال مسؤول كبير بحكومة الخرطوم السبيل الوحيد لتسوية النزاع هو المفاوضات بين الشمال والجنوب وليس الضغوط من مجلس الامن.
وقال ربيع عبد العاطي المسؤول بوزارة الاعلام والعضو البارز في الحزب الحاكم "هذا الترتيب من جانب القوات الحكومية هو ترتيب مؤقت وان الحل الوحيد للجانبين هو ايجاد حل مختلف عن الاستفتاء أو اجراء الاستفتاء."
وقال انه لا يرى أي مبرر لتدخل من مجلس الامن الدولي.
ومن المقرر ان ينفصل جنوب السودان ويصبح دولة مستقلة في غضون خمسة أسابيع ولم يتم التوصل الى اتفاق بشان الجانب الذي سيسيطر على منطقة أبيي الخصبة والمنتجة للنفط الواقعة على الحدود بينهما التي لم يتم ترسيمها بشكل محدد.
وكان من المقرر تنظيم استفتاء منفصل في منطقة أبيي لتحديد وضعها لكن خلافات على من يحق له المشاركة في الاستفتاء حالت دون اجرائه.
وتستخدم قبيلة الدنكا نجوق المرتبطة بالجنوب منطقة أبيي طوال العام في حين أن قبيلة المسيرية العربية الشمالية تستخدم المنطقة جزءا من العام.
وأدان مجلس الامن استمرار السيطرة العسكرية للقوات الحكومية على أبيي في بيان صدر بالاجماع ووصف الوضع بأنه "خرق خطير" لاتفاقات السلام بين الشمال والجنوب.
وأبدى المجلس قلقه من التدفق المفاجيء لقبائل المسيرية من الشمال الى بلدة ابيي "الذي يمكن ان يفرض تغييرات كبيرة في التشكيلة العرقية للمنطقة".
ولم يصدر على الفور رد فعل من مسؤولي الجنوب على البيان وان كان زعماء جنوبيون دعوا دوما الخرطوم الى سحب قواتها.
وأبدى الرئيس السوداني عمر حسن البشير لهجة تصالحية مع الجنوب في كلمة ألقاها في وقت متأخر أمس الجمعة قال بعض المحللين انها ربما تشير الى انه مستعد للتفاوض مع الجنوب بعد استعراض القوة في البداية.
وقال البشير لاعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال انهم استطاعوا التوصل لاتفاق لانهاء الحرب التي بدأت في 1955 مشيرا الى انه ينبغي ألا يكون هناك قضية صعبة لدرجة لا يمكن حلها من خلال المفاوضات.
واضاف البشير ان من الافضل الجلوس والمناقشة والتشاور. وقال انه يريد "علاقات اخوية" بين الشمال والجنوب.
وحذرت منظمات دولية من ازمة انسانية في منطقة ابيي بعد نزوح عشرات الالاف هربا من القتال واعمال النهب.
وقال مشروع للمراقبة بالاقمار الصناعية الاسبوع الماضي ان لديه أدلة موثقة على ان قوات الشمال ربما ارتكبت "جرائم حرب" في المنطقة وهو اتهام تنفيه الخرطوم.
وقال عبد العاطي ان القوات الحكومية موجودة هناك للمحافظة على الامن والسلام في المنطقة الى أن يتم ايجاد حل.