أخبار الساعة » حقوق وحريات » اخرى

تأكيدات الحكومة السوريه سيطرتها على الوضع لم تعد تقنع سكان العاصمة السورية

- صباح الذيباني

لا تزال دمشق، نسبيا، بمنأى عن الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، الا ان القلق حول تطور الاوضاع في بقية ارجاء البلاد بدأ يشق طريقه الى قلوب سكان العاصمة السورية.

وفي شوارع العاصمة وطرقاتها العامة لا تزال الاختناقات المرورية والارصفة المزدحمة على عادتها، الا ان العديد من المناسبات الثقافية الغيت او قدم موعدها لكي لا يضطر مرتادوها للعودة إلى بيوتهم في وقت متأخر.

وقال أحد السكان الذي يعتبر نفسه مواليا للنظام "قبل اسبوعين كنا ما نزال نصدق تأكيدات الحكومة بأن الوضع تحت السيطرة، وان الأزمة قد انتهت".

واضاف مفضلا عدم الكشف عن هويته كما العديد من السوريين خوفا من الملاحقة "لكن المستقبل يبدو أكثر سوداوية واني لأتسائل الى اين تأخذنا الحكومة".

وتؤمن دمشق، التي يقطنها اربعة ملايين نسمة، ركيزة صلبة لنظام بشار الاسد. وتسكن في العاصمة ايضا أقلية مسيحية هامة بالاضافة الى ابناء الطبقة الوسطى السنية الميسورة.

وقال احد رجال الاعمال "بدأ الناس يدركون أن الوضع سيستمر على هذه الحال وأن البلاد تجتاز تغيرات عميقة".

وتشهد سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف آذار/مارس اسفرت عن مقتل نحو 900 شخص واعتقال الالاف، بحسب منظمات لحقوق الانسان.

وتفاقمت الاحتجاجات بعد اعتقال تلامذة في درعا (جنوب) بعد ان كتبوا شعارات معادية للنظام على الجدران.

وقال رجل آخر من سكان العاصمة "اعتقد ان الفتيل اشتعل لدى السكان الذين كانوا يعانون اصلا من الفساد عندما ألقي القبض على هؤلاء المراهقين وتعرضوا للتعذيب".

واضاف "لقد انفجر الصمام".

وتحسر مالك احد اصحاب الفنادق على ضياع الموسم السياحي، وقال "الناس ادركوا الان ان ذلك قد يستغرق شهورا ويتطلعون الى الحكومة لتجيبهم على اسئلتهم لكن لا اجابات لغاية الان".

واضاف "لقد خفضنا اسعارنا بشكل كبير كما اضطررنا الى تسريح عدد من الموظفين الا ان بعضنا عمد الى الاغلاق للحد من الخسائر".

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بعد أسابيع من التردد عقوبات ضد الرئيس بشار الأسد وكبار مساعديه مما تسبب بعزلة اكبر للبلاد.

وقدم النظام بعض التنازلات لاحتواء موجة الاحتجاجات الاانه شن في نفس الوقت حملة قمع شديدة وندد بالعقوبات الدولية التي فرضت عليه معتبرا اياها تدخلا في شؤون البلاد الداخلية.

وبالنسبة لاحد التجار فان "الوضع كبقعة زيت تتفشى، أعتقد أن مزيدا من القتلى سيسقطون والنظام قد ينهار".

وركز رجل اعمال آخر على دور الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعية في الابقاء على زخم الاحتجاجات.

وقال "عندما سحق (الرئيس الراحل) حافظ الاسد التمرد في مدينة حماة (وسط) في عام 1982 مما أسفر عن مقتل الآلاف الاشخاص، لم تثر هذه المجزرة أي ضجة خارج سوريا".

واضاف "ولكن هذه المرة لا يستطيعون وضع حد للاحتجاجات".

ولم يعد عامل الخوف يثني السوريين عن التظاهر كما كان الحال سابقا.

وقال أحد سكان العاصمة "ان معظم الثورات في العالم وقعت عندما سقط جدار الخوف"، واضاف "وهذا ما يحدث في سوريا".

وتؤمن شريحة من السوريين بان الرئيس الاسد يريد بحق اجراء اصلاحات وانه يجب اعطاؤه الوقت اللازم لتنفيذها.

ويتهم هؤلاء عملاء من الخارج اتوا بشكل خاص من لبنان والسعودية، على ما يقولون، بالوقوف وراء الحركة الاحتجاجية.

ويؤكد احدهم ان "الجميع يؤيد مكافحة الفساد ولكن لا يمكننا التخلص منه بين عشية وضحاها".

ويضيف محذرا "إذا تم اقتلاع هذه الشجرة العفنة بشكل متهور قد يؤدي ذلك الى تدمير نصف البلاد".

المصدر : ميدل ايست

Total time: 0.0391