اخبار الساعة - أشرف أبو جلالة من القاهرة
القاهرة: رغم الاحترام المتبادل بينهما إلا أن الشقيقين اليمنيين، هاشم وغازي، ينظران إلى الأزمة التي تشهدها البلاد حالياً، كلٌ حسب رؤيته الشخصية ومن منظوره الخاص. فهاشم، الناشط المناهض للحكومة والكاتب المولع بالنقل عن الفلاسفة المسلمين، يرى أن نضال اليمن السلمي من أجل الديمقراطية هو قضاء إلهي. في حين ينظر شقيقه، غازي، وهو عضو في الحرس الجمهوري اليمني، إلى الوضع بصورة مختلفة.
يرى غازي ان انتفاضة اليمن لم تندلع نتيجة للتطلعات الديمقراطية، بل نتيجة اللصوص الذين يحاولون التحريض على الفوضى. ونقلت عنه صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في هذا الصدد، قوله " لقد هاجموا محطات توليد الكهرباء، وقطعوا خطوط الإمداد إلى المدن الكبرى". ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن هاشم يحب ويحترم شقيقه، وإن كان يرفض ولاءه للحرس الجمهوري، الذي يعتبر جزءًا من جهاز الرئيس علي عبد الله صالح العسكري، الذي تعامل بممارسات قمعية عنيفة مع المتظاهرين منها أن أطلق الجنود النار على المتظاهرين في شباط/ فبراير الماضي.
وفي جلسة جمعتهما في منزل غازي المتواضع في صنعاء، سأل هاشم شقيقه "إن تلقيت أوامر بأن تطلق النار على المتظاهرين، هل ستقوم بذلك ؟ - وكانت الإجابة من جانب غازي – والكلام على لسان هاشم – "نعم". وأتمم غازي حديثه بالقول "بالطبع، كنت سأطلق عليهم النار. فهم مجرمون وخونة لقائدنا. وكنت سأتبع الأوامر".
وأوضح هاشم وغازي، اللذان رفضا الكشف عن أسمائهما الحقيقية خشية التعرض لعمليات انتقامية، الشقوق العميقة بداخل المجتمع اليمني التي تهدد بتمزيق البلاد. وقالت الصحيفة إن الحال قد ينتهي برجال القبائل والفصائل العسكرية المتنافسة والمتظاهرين السلميين وحتى الأشقاء بالوقوف على جانبين متقابلين لحرب أهلية طويلة، إذا أصر الرئيس علي عبد الله صالح أو أقرباؤه على البقاء في السلطة والتشبث بالحكم.
ومضت الصحيفة تقول إن الصراع يقتصر بصورة كبيرة حتى الآن على اتحاد عشائري قوي يتصارع مع الموالين للرئيس في العاصمة صنعاء. وبينما يقضي صالح فترة نقاهة في السعودية إثر الهجوم الذي تعرض له في الثالث من شهر يونيو/ حزيران الماضي، يسترخي نجله أحمد في القصر الرئاسي وتحرس قوات الأمن الشوارع.
ثم تحدثت الصحيفة عن الكلمة التي ألقاها صالح مؤخراً، والتي عرض خلالها، ليس للمرة الأولى، أن يتقاسم السلطة بموجب إطار دستوري يوافق عليه الشعب، وإن أكد في السياق عينه أيضاً أنه سيواجه التحدي بالتحدي. ومع تزايد حالة الغموض التي تحيط بوضعية صالح والاستقرار الاقتصادي لليمن، قد يتسع نطاق الصراع. ويرى البعض، وفقاً للصحيفة، أن أحمد لا يمتلك المصداقية أو الاتصالات التي تمكنه من توحيد صفوف الأمة الممزقة مثلما فعل والده، مع أنه وابن عمه يحيي، الذي يشغل منصب قائد قوات الأمن، قد يحاولان القيام بذلك خلال الفترة المقبلة.
ونقلت ساينس مونيتور هنا عن عبد الغني الإيرياني، المحلل السياسي اليمني، قوله " ليس لأبناء صالح فرصة في حكم اليمن. فرغم اتصالات ومهارات صالح، إلا أنه يفقد السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد. ومع هذا، ... فإن شعر أحمد أو ابن عمه يحيي أن خروج صالح سيكون مخزياً، فإنهما قد يضطران إلى حمل السلاح ضد كل من يعارض سلطانهما". وأوضحت الصحيفة كذلك أنه وعلى مدار تاريخ اليمن الحديث، لم يكن هناك إمام أو رئيس قادر على فرض سيطرته على القبائل. وبينما يرى هاشم أن التعليم هو الطريق الأمثل نحو حياة أفضل، يؤكد غازي أن الخدمة في إحدى وحدات اليمن العسكرية هي الوسيلة التي تحقق له إحساسه بالمغامرة.
المصدر : ايلاف