كشف الداعية الإسلامي المعروف الشيخ عبدالمجيد الزنداني عن تفاصيل المداولات التي جرت بين الرئيس علي عبدالله صالح وأعضاء هيئة علماء اليمن قبيل سقوط 52 قتيلاً في أعنف اعتداء تتعرض له ساحة التغيير بصنعاء فيما عرف ب “مجزرة جمعة الكرامة” في 18 مارس المنصرم .
وسرد الشيخ الزنداني في رسالة صوتية حديثة تفاصيل لقاء عاصف جمع عدداً من أعضاء هيئة علماء اليمن، وزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر وقائد المنطقة الشمالية والغربية اللواء علي محسن الأحمر، بالرئيس صالح في مكتبه الرئاسي بمجمع وزارة الدفاع بصنعاء، كرس لإطلاع الرئيس على مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية القائمة قدمتها أحزاب اللقاء المشترك المعارض ،وتضمنت تنحي الرئيس الفوري ونقل صلاحياته لنائبه وإنهاء مظاهر وتداعيات الأزمة السياسية عبر تشكيل حكومة انتقالية، إلى جانب إبلاغ الرئيس برفض المعارضة لمطلبه بفض الاعتصام بالساحات العامة كونها تمثل حقاً يكفله الدستور السائد في البلاد .
وقال الزنداني: “ذهبنا إلى الرئيس علي صالح وكان في مقر القيادة العامة، بعد تحديد موعد نحن والعلماء والمشايخ، كان علي محسن قائد فرقة اللواء الأول مدرع في ذلك الوقت إلى جانبه وآخرون وتناقشنا، ثم اتفق الجميع أن الذي يتكلم مع الرئيس هم العلماء، واتفق العلماء أنني أنا الذي أتكلم، فبدأت أتكلم مع الرئيس، وقلت له: حصل كذا وكذا وأتينا إليك بهذه النقاط الخمس، وكان الأخ محمد الحزمي حاضراً، ورأى أن الجو يريد بعض التلطيف فتدخل، فقال: أنا أريد أن أتكلم، والأمر في نظر البقية أنهم قد وكلوا أحدهم ولا داعي لآخر لأن يتكلم، فقال الرئيس: “خلوه يتكلم ، خلوه يتكلم، تكلم قل”، فقال: يا أخي الرئيس المشكلة أن الأمور وصلت بينك وبين المعارضة إلى عدم الثقة”، فسمع هذه الكلمة وفز (قفز) من مكانه، وقال: “ما هكذا يكون الخطاب مع الرئيس”، وذهب وتركنا، وقال لجنوده: أخرجوهم لكن أنا لم أسمعه والشيخ صادق الأحمر ما سمعه، لكن الشيخ صادق لما رأى هبة الرئيس شعر بالإهانة، وقال: “ما عاد جلستكم بعد هذا قوموا”، فأنا قمت وقلت لصادق يا صادق هذا مصير اليمن، اصبر، واصبروا سيرجع، بعد قليل اذهب أنت وراجعه، هي غضبة وسيرجع” .
واستطرد الزنداني قائلاً: “ثم عاد الرئيس وقرأ الورقة التي تضمنت النقاط الخمس المطروحة من المعارضة لتسوية الأزمة، قال إن النقاط الخمس هذه مرفوضة، “ستسيل الدماء إلى الركب” .
وأشار الزنداني إلى لقاء آخر توجه فيه بمعية زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر واللواء على محسن والشيخ أبو حورية وآخرين إلى مقر مجمع دار الرئاسة للالتقاء بالرئيس صالح لمراجعته في موقفه الرافض لمبادرة المعارضة لتسوية الأزمة، حيث بادر الرئيس وفور دخول وفد الوساطة إليه بمباغتتهم بالقول بلهجة غاضبة: “إذا كنتم جئتم من أجل النقاط الخمس، فهي مرفوضة، ما تعرفوا من أنا، أنا علي عبدالله صالح الحميري من نسل سيف بن ذي يزن، سيكون حمام دم” .
وجدد الزنداني في رسالته الصوتية التي كرست لتوضيح مواقفه المناهضة للرئيس صالح ونظامه الحاكم، الدعوة للرئيس اليمني بالتنحي الفوري عن السلطة، معتبراً أنه سواء بحالته الصحية الراهنة أو الثورة القائمة عليه في البلاد لم يعد يصلح للرئاسة، داعياً إلى النقل السريع للسلطة استناداً إلى الدستور القائم وليس عبر تشكيل مجلس انتقالي رئاسي .