تسبب التفاقم المضطرد لأزمة شح الوقود في المدن اليمنية كافة إلى تصعيد ظاهرة القطاعات القبلية المسلحة وعمليات الاحتجاز القسري لناقلات النفط والسطو على حمولتها من الوقود، حيث احتجزت مجاميع قبلية مسلحة تابعة لمديرية “عنس” بذمار، جنوبي العاصمة صنعاء أمس الخميس عشرين ناقلة نفط يمتلكها عدد من اصحاب محطات “تعبئة الوقود” بمديرية “يريم المجاورة، أثناء مرورها على الخط الذي يربط بين مدينتي الحديدة وذمار قبيل أن يبادر المحتجزون إلى توزيع حمولة الناقلات من الوقود على المواطنين مجاناً .
كما شهد الأسبوع الجاري تصاعدا لافتا لعمليات استهداف ناقلات النفط على الخط الإسفلتي الذي يربط مديريات قعطبة بالضالع ومديريات لحج المجاورة، لتصل محصلة الاستهداف حتى يوم أمس إلى عشر ناقلات نفط تم تفجير إحداها بإطلاق النار على خزانها الممتلئ بالوقود . كما هاجم مسلحون في منطقة “الحسيني” بلحج ناقلة نفط كبيرة تحمل 50 ألف لتر من مادة الديزل مما تسبب في احتراق الشاحنة وانفجارها لاحقاً .
وقتل ما يقدر ب 20 شخصا وجرح 17 آخرون في عمليات استهداف مماثلة لناقلات وشاحنات نفط أثناء مرورها على الخط الإسفلتي الذي يربط العاصمة صنعاء بمدينة الحديدة الساحلية .
وكان نائب الرئيس عبدربه منصور هادي قد وجه في منتصف شهر يونيو المنصرم وزارتي الداخلية والدفاع بتخصيص حراسات أمنية وعسكرية مرافقة لناقلات النفط والمشتقات النفطية لتأمين وصولها إلى المدن وإفراغ حمولتها من الوقود، إلا أن هذه التوجيهات بحسب ما أفادت به مصادر أمنية مطلعة ل”الخليج” انحصر تنفيذها على عدد محدود من خطوط سير ناقلات النفط لاعتبارات تتعلق بتداعيات الأزمة السياسية القائمة في البلاد .