أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

يهوى المغامرات وتسجيل الأرقام الجديدة: ولي عهد دبي.. رجل المستقبل القوي فى الإمارة

- محمود العوضي
أكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولى عهد دبى على أهمية تواصل الحكام مع شعوبهم والاستماع الى شكواهم والسعي لتحقيق مطالبهم من أجل رفعة شأن المجتمعات. جاء ذلك خلال لقائه بجمع غفير من الإماراتيين فى بريطانيا، إضافة إلى عدد من مواطني دول مجلس التعاون الخليجى، في إطار زيارة ولي عهد دبي السنوية للندن، حيث يحرص الشيخ حمدان دائما على لقاء أبناء جاليته في بريطانيا وكذلك المواطنين الذين يقضون أجازاتهم الصيفية في المملكة المتحدة، وذلك فى محاولة منه لتعزيز التقارب والتواصل بين الحكام وأبناء الشعب الإماراتي والاستماع لهموم الناس وحل قضاياهم سعيا للمساهمة في تحقيق تقدم أفضل والعمل على ازدهار المجتمع وتحقيق الصالح العام للدولة.  فهذه الزيارة عبارة عن نشاط لعلاقات ولي عهد دبي العامة مع أبناء دولة الإمارات بشكل خاص وأبناء الخليج العربي بشكل عام، كما يعد هذا اللقاء حدثا مميزا للشيخ الشاب لأنه يتقرب من خلاله من أبناء وطنه ويستمع لقضاياهم عن قرب وبكل حرية وشفافية، وهذا أمر يعتبره الكثيرون  مطلوبا بين ولي العهد وشعبه.

 وتشير كل المؤشرات على أن الشيخ حمدان ولى عهد دبى سيكون رجل المستقبل القوي في الإمارة لأنه يسير على نفس نهج والده الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي من حيث أنه يتمتع بحنكه وذكاء كبيرين، فضلا عن الكثير من الصفات الحميدة التي يتطلب توفرها في القائد، علاوة على أنه منفتح على العالم ولديه الكثير من الأفكار الاقتصادية المتطورة والعديد من العلاقات الجيدة على المستويين الداخلي والخارجي.

 

يهوى القفز بالمظلات

هواياته وانعكاسها على تشكيل شخصيته
 الشيخ حمدان بن محمد لديه عدة هوايات تلعب دورا هاما فى تشكيل وصقل شخصيته القيادية وذلك لأن تلك الهوايات التي يمارسها ولي عهد دبي هى هوايات قيادية بالأساس، فعلى سبيل المثال فإن هواية القفز بالمظلة من الطائرات تعلمه الشجاعة والإقدام والثقة بالنفس،  كما أن هواية ركوب الخيل تعلمه القيادة والتركيز بشكل كبير، هذا فضلا عن رياضة الغطس التي تعلمه الصبر والبحث عن الأسرار، فكل هذه الهوايات تمنح حمدان بن محمد دورا كبيرا في صياغة النظرة المستقبلية لإمارة دبي ودفع خطط التنمية في الإمارة نحو الأمام دائما.
 حمدان يتحدث عن نفسه
قال ولي عهد دبي عن نفسه عندما روى جانبا عن حياته "تخرجت من مدرسة محمد بن راشد, وتعلمت ومازلت أتعلم منه في كل يوم, كما أحرص على الاستنارة بآرائه وتوجيهاته في كثير من الأمور الإستراتجية" وأضاف " أرى أن كل مجتمع لا يعطي للأم مكانتها وتقديرها وحقوقها هو مجتمع لا يستحق الاحترام, والشيخة هند هي مثال للأم الحنون التي رعتني صغيرًا وساندتني كبيراً وسأظل أذكر لها هذا ما حييت".
وعن فترة طفولته قال "لقد عشت طفولة هانئة إلى جانب والدي ووالدتي وإخوتي وترعرعت في بيئة أتاحت لي أن أتعرف على المعنى الحقيقي للحياة, وأن أتأمل في عظمة الخالق و الجمال الطبيعي للصحراء, التي تمنح شعوراً بالانسجام  والتماشي مع الطبيعة, كل ذلك ساهم في بناء شخصيتي الشعرية منذ الصغر, ومن جهة أخرى علمني والدي الشيخ محمد بن راشد ومنذ الصغر أن العمل الجاد كفيل بقهر المستحيل وأن الحياة لا تؤخذ إلا غلابا".
وحول حياته الدراسية أشار إلى أنها "كانت من أجمل الأوقات التي أستذكرها الآن بمزيد من الحنين و الشوق لزملائي و أصدقائي في المدرسة.. و ما يتعلمه المرء في الكليات العسكرية العريقة مثل (سانت هيرست) يتمحور حول قيم الانظباط و المسؤولية و الالتزام وهي قيم حيوية يحتاجها الإنسان في حياته العملية و الخاصة إذا كانت تترتب عليه مسؤوليات كبيرة".
وعن ارتباطه بالرياضة والسباقات المختلفة أوضح أنه نشأ في عائلة تعشق الفروسية, ولهذا فإن "هناك ارتباطا روحياً قوياً يجمعني بهذه الرياضة العريقة, بحيث باتت تشكل جزءاً اساسياً من حياتي اليومية, إذ أحرص على ركوب الخيل كلما اتيحت لي الفرصة فهي توحي بالانطلاق و الانتعاش و الحرية المطلقة .. أيضاً هناك هواية الغوص التي استمتع بها كثيراً حيث أقوم بالغوص في مياه الخليج العربي و بالتحديد في إمارة الفجيرة و كذلك في سلطنة عمان".  وأضاف "أحرص على ممارسة السباحة و المشي بشكل منتظم خاصة أنني أحرص على أدائهما في أي وقت تقريبا، كما كنت أمارس رياضة كرة القدم بين الحين و الآخر غير أن انشغالي المتزايد حولني من لاعب متحمس إلى متابع لها".
وعن تجربته الشعرية أشار حمدان بن محمد إلى أنه تأثر بعشق والده للشعر, فإلى جانب نظمه للشعر فإن مجلسه عامر بالشعراء من داخل وخارج الإمارات، مبينا أن الفرصة قد أتيحت له للتعرف إلى تجارب العديد من الشعراء و الاستفادة منها في صياغة نمط خاص به, وأن محاولاته الأولى قد حظيت بتشجيع من والده الذي كان يستمع إلى أشعاره ويوجهه، كما كان يطلب من  الشعراء الآخرين تقديم النصح والإرشاد له.
وحول اطلاق اسم "فزاع" على شخصيته الشعرية لفت ولي عهد دبي إلى أن  "فزاع " يمثل هويته وشخصيته الشعرية, وإن الكلمة تعني باللهجة الإماراتية الشخص الذي يبادر بمساعدة الآخرين و مساندتهم.. لقد كانت الصدفة وحدها وراء اختياري لقب (فزاع) فقد شاءت الأقدار أن التقي ذات يوم بـرجل مسن في الصحراء وقد غرزت سيارته في الرمال، و كنت أضع طيراًً في سيارتي اسمه (خفاق) بمعنى كثير الخفق بجناحيه، أحاول تعويده التهدئة من خلال السير بين "الطعوس والعراقيب"، وعندما رأيت هذا المسن، وقفت بدافع الواجب وساعدته في إخراج سيارته من الرمال، وعندما ركبت سيارتي دون أن انتظر كلمة شكر، سمعت صوتا ً قادماً وبقوة  موجهاً نحوي يقول (أنــت فزاع) فأثر الموقف بي وبطريقة قول المسن لكلمة (فــزاع) فتعلق الاسم بذهني وتعلقت به، و للعلم هذا (الشايب) إلى الآن لا يعرف من أنا وأنا لا أعرفه ولا أذكر سوى ملامحه ". 
وأضاف (فزاع): "لعلي أستطيع من خلال أشعاري وقصائدي أن أدخل الفرح إلى قلوب الناس, وأن أساهم ولو بشكل بسيط في التخفيف من معاناتهم, من خلال التعبير عن طموحاتهم وآمالهم وإبراز القيم و المبادئ الأصيلة للشعب الإماراتي".
وأكد ولي عهد دبي أن كونه ابن الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي لا يعفيه من مسؤولياته بل على العكس فإنه يشعر أحياناً أن الشيخ محمد يحاسبه وإخوته بشكل أكبر من سواهم تأكيدا لالتزامه المطلق بضرورة أداء أي عمل على الوجه الأمثل
وعلى المستوى العائلي يشير الشيخ حمدان إلى أن الشيخ محمد بن راشد هو رب عائلة مثالي يحرص دوما على الرغم من ضخامة مسؤولياته أن يعطي وقتا كافيا لعائلته ومتابعة أحوالهم وشؤونهم، مضيفا  "لا أخفي أنه في الوقت نفسه عودنا على أن العلاقة بين العاملين جميعا يجب أن تكون أسرية ولها طابعها الاجتماعي".
 أعماله الإنسانية والخيرية

أسس هيئة للأعمال الخيرية والانسانية

للشيخ حمدان بن محمد العديد من الأعمال الإنسانية والخيرية حيث أنه لا يبخل على أي من أبناء وطنه أو المقيمين في دولة الإمارات أو خارجها من الفقراء والمحتاجين أو المرضى وذوى الاحتياجات الخاصة بأي شئ كان، ومن أبرز الأعمال الإنسانية والخيرية لولى عهد دبي ما قام به عندما التقى شاباً فلسطينياً وفد إلى دبي لتلقي العلاج، برعاية مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية، وذلك إثر فقدان الشاب لقدميه في قصف استهدف الحي الذي يقع فيه بيت ذويه، حيث أعرب له الشيخ حمدان عن دعمه الكامل واستعداده التام لتقديم كل أشكال العون والمساعدة التي قد يحتاج إليها لتخطي محنته. وحرصاً منه على المساهمة في رفع المعاناة، وتخفيف العبء النفسي عن كاهل الشاب المصاب "خليل الجديلي" ومؤازرته ودعمه معنوياً في مواجهة محنته، استضاف حمدان بن محمد الشاب في رحلة بحرية لممارسة إحدى الرياضات المحببة إلى نفسه، والتي اختارها الجديلي لتكون عنواناً لرحلة تحديه للإعاقة وهي رياضة الغوص.
ولم تتوقف أعمال الشيخ حمدان بن محمد عند ذلك الحد بل امتدت لتشمل تأسيس هيئه للأعمال الخيرية والإنسانية  حيث  بدأت "هيئة آل مكتوم الخيرية" مشوارها الخيري، ورحلتها في ميادين العمل الإنساني في عام 1997م ، من خلال المركز الثقافي في دبلن بايرلندا ، والذي كان بمثابة النواة لمسيرة الخير والعطاء التي بدأها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم ، وامتدت الهيئة في انطلاقتها لتشمل أكثر من 60 بلدا من بلدان العالم العربي والإسلامي والغربي.. وبعد ذلك بعامين تقرر افتتاح المكتب الرئيسي للهيئة في إمارة دبي مع نهاية عام 1999، كما تقرر تكوين جهازها الإداري والمالي.   
وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ حمدان بن محمد من مواليد الرابع عشر من نوفمبر من العام 1982 و أصبح ولي عهد إمارة دبي في 1 فبراير 2008، وهو أيضا رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي الذي يعني بمتابعة شؤون الإمارة والدوائر الحكومية العاملة فيها.  كما يرأس رئيس مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب ورئيس مجلس دبي الرياضي  ورئيس مركز دبي للتوحد ورئيس النادي الأهلي.
إنجازات ولي عهد دبي

حقق العديد من الانتجازات التي أكسبته ثقته بنفسه

بفضل الحكمة والحنكة التى يرجع حمدان بن محمد تعلمها من والده تمكن المجلس التنفيذي لإمارة دبي الذي يرأسه "ولي العهد" بإشرافه ومتابعته من تحقيق مجموعة من  الانجازات المهمة من أبرزها خطة دبي الإستراتيجية التي تم إعلان ملامحها في فبراير 2007 لتضع أساسا عمليا دقيقا لنهج التطوير والتحديث في دبي حتى عام 2015.
وعلى المستوى الشخصي استطاع ولي عهد دبي تحقيق العديد من الانجازات التي أكسبته الثقة بالنفس ومنحته الروح القيادية و الصبر، فضمن فعاليات بطولة العالم السابعة للقدرة في ديسمبر 1998 تم تتويجه بطلا للموسم المحلي لسباقات القدرة (97/98) وذلك تقديرا لانجازاته المتميزة خلال الموسم والتي من أبرزها فوزه بسباق عمالقة الصحراء الثامن للقدرة لمسافة 120 كلم. وفي  7 اغسطس 1999 حل بالمركز الثاني في سباق لينزبيرج للقدرة بسويسرا، وفي التاسع من يوليو 2000 تمكن من انتزاع سباق تاترسالز للقدرة بنيوماركت لمسافة 140 كلم، وفي 26 يوليو 2000 تمكن من الفوز بالمركز الثاني في السباق لكأس آل مكتوم بأيرلندا لمسافة 200 كلم، كما تم تتويجه كأفضل فارس بعد أن تصدر التصنيف العالمي لفرسان القدرة لعام 2000، وفي 29 سبتمبر عام 2001 تمكن في بطولة أوروبا المفتوحة للقدرة لمسافة 160 كلم بمنطقة بروجيا الايطالية من انتزاع الميدالية الذهبية في مسابقة الفردي بعد أن احتل المركز الثاني، وفي 19 مايو 2002 حل بالمركز الثاني في بطولة بونشستاون للقدرة لمسافة 120 كلم، وفي 29 يونيو 2002 تمكن من انتزاع لقب بطولة فياكستين للقدرة بأسبانيا، وفي 14 أغسطس 2002 توج بطلا لبطولة كأس آل مكتوم للقدرة لمسافة 120 كلم.   
المصدر : ايلاف

Total time: 0.0726