"حارتنا ضيقة وبنعرف بعض"
مثل شعبي فلسطيني قلّ من لايعرفه , ومعناه اننا " قردين وحارس" واصل وفصل وسيرة ومسار كل واحد فينا كتاب مفتوح لأي باحث عن الحق والحقيقة, وعندما نرى رؤوس للفساد تتشدق بالحديث عن الشرف والنزاهة , نضحك حدّ البكاء , واما المشاهد الكوميدية التي يستعصي على اي مخرج كوميديا ابداع مثلها , فحدث ولاحرج, بدءاً بخطابات الوعظ والارشاد الصادرة عن الغارقين في فراشهم الوثير, وملامحهم المكتسية بالزهد المزيف الواضح وضو ح الفضيحة, وهم يطالبون الشعب بالتقشف والتضحية بالمظاهر الفارغة خدمة لقضيتنا المركزية , وهي كنس الاحتلال واقامة الدولة التي باعوها قبل ان تتجلى حقيقة, وانتهاءاً بمن لاتحل حقائبهم حيث يغادرون ويعودون للوطن مرتين على الأقل اسبوعيا, من دم الناس,وعلى حساب قوت الشعب
...وياعيني ياعيني, على من يطلع علينا وقد نفرت عروق رقبته, وهو يطالب الشعب " الذي لايفكر الا في بطنه" بالارتقاء لمستوى المسئولية,وتقدير الوضع المالي الحرج للسلطة التي لاتستطيع الايفاء بكل طلبات "رحلات الصيف" للمتنفذين والوزراء وزبائنهم تحت مسميات لها اول وليس لها آخر..من جولات طلب التأييد لخيار ايلول /سبتمبر إلى تدعيم اواصر الصداقة مع جزر البحر الهليبي, إلى جولات جس النبض.., الى مؤتمرات النصب والتهليب المستمرة على مدار العام..ولانعرف لها معايير سوى ان هناك من اصحاب الحظوة الذين خلقهم الله وكسر القالب..لايصبرون على العيش في الأراضي الفلسطينية اسبوعان متواصلان,
قائمة طويلة من ممارسات الفساد وسرقة ونهب واهدار المال العام بدءاً من التصرف في المال العام وكانه ورثة اللي خلفوهم..ومرورا برحلات الترفيه للوزراء والمتنفذين ودفع ايجارات بل وشراء مساكن على حساب خزينة الدولة , وصولا إلى التصرف في الأراضي الحكومية على هوى بعض المتنفذين, الى صرف مبالغ مالية لكبار موظفي الدولة تحت بنود مساعدات, ....وياسيدي على اصحاب توكيلات المنتجات "الاسرائيلية" الذي طرح اسم احدهم كمرشح لمنصب رئيس وزراء السلطة بعد المصالحة الوهمية...
في ظل كل ذلك..ومع تعالي الأصوات لمحاسبة الفاسدين , ومع اعلان رئيس هيئة مكافحة الفساد عن رفع الحصانة عن بعض الوزراء المتورطين في قضايا فساد. ومع استرداد السلطة لبضعة ملايين من الدولارات, ومع نجاح هيئة مكافحة الفساد في استرداد بعض الأراضي الحكومية من ناهبيها..وفيما نحن في انتظار الكشف عن المزيد من قضايا الفساد واسماء ومحاسبة المتورطين فيها..
إذا بالاخبار تتواتر عن حملة اعتقالات في صفوف الشباب الغزيين في الضفة الغربية على يد احد الأجهزة الأمنية الذي نتحفظ عن ذكر اسمه لحين التأكد من المعلومات, إذ تم القاء القبض على عدد من ابناء غزة , اضافة الى سحب الهويات من البعض الاخر, وكلنا يعلم معنى سحب الهوية في الضفة الغربية التي تزخر بالحواجز الصهيونية, مما يعني بكل وضوح, فرض الاقامة الجبرية على ابناء غزة في اراضي الضفة الغربية
وإننا اذ نسلط الضوء على هذه الحملة الظالمة ضد ابناء قطاع غزة من جانب أحد الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية فإننا ندعو المعنيين في قيادة السلطة الفلسطينية إلى محاصرة هذه الحملة : القذرة" ونصر على انها قذرة ..واهدافها غير خافية على أحد, ونؤكد من غزة اننا على ثقة تامة , بان اهلنا في الضفة الغربية خارج تلك الحسبة الشيطانية وأن هناك في قيادة السلطة من يمارس حملة ابادة بحق تيار بعينه داخل صفوف حركة فتح تحديداً, وان تلك الابادة تتخذ شكلاً اقصائياً بحق الشريحة العليا من القيادات الفتحاوية الغزية, في حين تتخذ في صفوف الفئات الحركية في مستوى العناصر شكل الضغط المادي بهدف مساومة الناس على مصدر رزقها وقوتها, واننا اذ نؤكد على لا اخلاقية الأساليب المستخدمة ضد تلك الفئة من ابناء شعبنا المناضلين,
نؤكد في ذات الوقت على ان للصبر حدود , وان كل من يمس الناس في كرامتهم وارزاقهم سوف يكون ملاحقا من كل الشرفاء من ابناء شعبنا طال الزمان ام قصر,
اما على الصعيد القانوني
, فاننا لن ندخر جهدا في الوصول الى الجهات الحقوقية المعنية لتقديم قائمة بالشباب المعتقلين فور تاكدنا من صحة المعلومات الواردة الينا , اضافة الى اولئك المسحوبة هوياتهم بغرض خنقهم والتضييق عليهم, ونحث كل من له صلة بالموضوع ان يسارع بتبرئة ساحته من تلك التهمة المشينة..
وللمرة المليون نقول لمن لازال لديه بعض الحكمة في قيادة سلطتنا الفلسطينية..ان من نهبوا الأموال التي رصدت لشراء أراضي في القدس للحد من تهويدها بما هو مستطاع ..ومن نهبوا المال العام..ويحرصون على تنظيف خزينة السلطة أولاً بأول..وقد كشفتهم ازمة الرواتب..نقول ان هؤلاء أولى بالملاحقة ممن عضوا على الجراح وعاشوا غرباء في وطنهم...
ياسلطتنا الفلسطينية..داري سفهاءَكِ
