اخبار الساعة - صنعاء
نقلت صحيفة "رأي اليوم" اللندنية، عن مصدر مقرب جداً من خالد بحاح أنه "تفاجأ بقرار عبدربه منصور هادي، بإعفائه من منصبيه كنائب ورئيس للحكومة"، مؤكداً أن السعوديين والإماراتيين أبلغوه بعدم علمهم بالقرار.
وكان هادي أصدر قراراً بإعفاء نائبه ورئيس الحكومة، وتعيين الجنرال السابق في الجيش علي محسن الأحمر، نائباً. وأحمد عبيد بن دغر رئيساً للوزراء.
وحكومة بحاح هي آخر حكومة شرعية يمنية، حصلت على موافقة البرلمان وثقته، ولذلك فإن إبعاده عن رئاستها يعني سقوط شرعيتها، وعدم الاعتراف برئيس الوزراء الجديد، واي وزراء يعينهم، او برنامج حكومي يضعه - حسب الصحيفة.
ووفق مصدر الصحيفة، فإن بحاح وصف القرارات بانها "انتحارية وان اليمنيين سيدفعون ثمنا باهظا في الايام والاسابيع المقبلة من جرائها". وقال: "ان هادي تصرف انطلاقا من دوافع شخصية وانانية صرفة، وانه فقد الاهلية السياسية والعقلية لاتخاذ قرارات مصيرية من هذا النوع".
وأكد المصدر ذاته، أن "بحاح نفى نفيا مطلقا ان يكون قرار اقالته جزءا من اي صفقة او تسوية تضمن له دورا سياسيا في المستقبل المنظور"، واشار الى انه، أي بحاح، كان يشعر بالاحباط في الاشهر الاخيرة نتيجة العقبات التي كان يضعها الرئيس هادي لعرقلة عمله وحكومته.
وقال انه "حاول مرارا ملء الحقائب الوزارية الشاغرة في حكومته ولكنه لم يتمكن من اقناع اي احد بالقبول بالانضمام الا الحكومة."- حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرارات تلك سببت حالة من "الصدمة" كون الرجلين، محسن، وبن دغر، من اكثر الشخصيات اليمنية اثارة للجدل، ولا يحظيان بشعبية كبيرة في اوساط الغالبية من الشعب بسبب تاريخهما الاشكالي على الصعيدين السياسي والشخصي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر يمني وصفته بـ"الموثوق" القول، ان "هذا التعيين ما كان يتم لولا مباركة السعودية، التي عارضت، لأشهر، رغبة هادي بعزل بحاح الذي لم يكن له ود على الاطلاق، وكان يعتبره منافسا له على الرئاسة، ويتساءل هذا المصدر بقوله: لماذا غيرت السلطات السعودية موقفها وقبلت بهذا التعيين لاحقا؟".
وأوردت الصحيفة أربعة تفسيرات للقرارت الصادرة عن هادي، يتصدرها، الهدف السعودي، بالانسحاب من شمال اليمن كلياً، والتركيز على الجنوب الشافعي المذهب، بعد أن تكبدت خسائر مادية وبشرية، كبيرة، وإدراكها بعد عام من "عاصفة الحزم" انها عجزت عن تحقيق اهدافها في هزيمة التحالف "الحوثي الصالحي"، واعادة هادي الى صنعاء.
وأوردت توقعاتها بأن يشهد شمال اليمن حربا اهلية شرسة تخوضها عدة اطراف، يتولى الفريق الاحمر، بدعم من حزب الاصلاح الاسلامي، شن حرب بالوكالة (بدعم السعودية) ضد الحوثيين والرئيس السابق علي صالح وانصاره.
وتشير نقلاً عن مصادر يمنية، ان "السعودية باتت تحاول تثبيت التفاهمات التي توصلت اليها مع التيار الحوثي، ولم تعد تهتم كثيرا بالرئيس هادي وشرعيته، او عودته الى السلطة، لان كل ما يهمها هو تأمين حدودها مع اليمن، ووقف اي صدامات مع الحوثيين."
وقالت الصحيفة، إن السعوديين سيعملون، بكل جهد ممكن من اجل التوصل الى اتفاق في لقاء الكويت يؤمن لهم الخروج من المأزق اليمني بما يحفظ ماء وجههم، وهدد الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي بأن عدم الاتفاق يعني التصعيد العسكري، ولكن هذا التهديد لم يؤخذ بمحمل الجد من خصومهم."
وتدعم الصحيفة تفسيرات الآنفة النقاط بما نقلته عن "قيادي حوثي كبير" كان قريبا من مفاوضات الرياض مع الحكومة السعودية، "ان اكثر ما يريده السعوديون هو ان يذّكر قادة التيار الحوثي انهم انتصروا، وان السعودية تعرضت لهزيمة في اليمن".
وتردف "رأي اليوم": إن المشهد اليمني بات مفتوحاً على كل الاحتمالات، مثلما اكد وزير يمني سابق، ولم يستبعد هذا الوزير حروباً اهلية في مختلف انحاء اليمن، واعترف ان "الصوملة" او "اللبننة" ستكون توصيفات متواضعة جدا بالنسبة لما يمكن ان يشهده اليمن في المستقبل القريب.
وقال الوزير، في رده على تساؤل للصحيفة، عما اذا كانت الحدود السعودية اليمنية ستنعم بالهدوء في الفترة المقبلة: "اذا كان اليمن سيتحول الى ساحة مفتوحة للحرب فهل ستكون السعودية محصنة من طوفان ألسنة نيران الحرب الى اراضيها؟".