اخبار الساعة - العراق
يقول العقيد أركان فاضل، من القوة العراقية المتخصصة بإبطال مفعول المتفجرات، إن وظيفتهم واحدة من أسوأ الوظائف في العالم، حيث فقد فريقه اثنين من خبراء المتفجرات أثناء عملية تفكيك العبوات الناسفة، وقد تلقت تلك الفرقة تدريباً عالي المستوى على يد القوات الأمريكية.
وتقدمت القوات العراقية في محيط المدينة، إلا أنها عادت وتوقفت بسبب شبكة الأنفاق المفخخة وحقول الألغام التي عملها التنظيم كمتاريس للدفاع عن المدينة، ومع أن القوات العراقية لا تبعد أكثر من ميلين عن وسط الفلوجة، فإن حجم التفخيخ وطريقته جعلت من الصعوبة جداً على هذه القوات أن تتقدم.
معركة تحرير الفلوجة تعتبر خياراً مصيرياً لرئيس الحكومة حيدر العبادي، وأيضاً للكتل السياسية في العراق التي رأت فيها فرصة للتخلص من ضغوط الشارع المطالب بالإصلاح، وأيضاً لقرب الفلوجة من بغداد إذ لا تبعد أكثر من 50 كيلومتراً غرباً، وهو ما يجعلها تشكل هاجساً أمنياً.
الجنرال عبد الوهاب الساعدي، قائد عملية تحرير الفلوجة، قال للصحيفة الأمريكية: لا أحد يتوقع أن تكون معركة الفلوجة سهلة، فالمدينة كانت أول مدينة حاربت القوات الأمريكية، ومن ثم فإن لها رمزية كبيرة.
نحو 100 جندي من مشاة البحرية قتلوا في الفلوجة عام 2004 في معركة استمرت قرابة ستة أسابيع، في أكثر المعارك دموية شهدها العراق عقب الغزو الأمريكي عام 2003.
ويرصد مراسل صحيفة الواشنطن بوست على جبهة المعارك في الفلوجة، طبيعة التعاون بين القوات العراقية المهاجمة والطيران الأمريكي الذي يقدم الدعم لتلك القوات، فبواسطة جهاز اللاسلكي يتلقى العقيد أركان فاضل اتصالاً تبين أنه من طرف غرفة عمليات قيادة التحالف، سأله أحدهم إن كان عناصر التنظيم موجودين على المبنى الثالث إلى الشرق، إلا أن فاضل أجابهم بأنهم على المبنى الرابع إلى الشرق وبعد بضع دقائق شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المبنى الذي عينه فاضل لقوات التحالف، بحسب ترجمة موقع الخليج أونلاين
وتعد الأنفاق التي بناها تنظيم الدولة حول الفلوجة أفضل مكان للاختباء من ضربات قوات التحالف، كما أنها في الوقت ذاته قادرة على أن تحقق عامل المفاجأة للقوات المهاجمة.
يقول الجنرال علي جميل من قوات مكافحة الإرهاب، إن عناصر التنظيم يستخدمون الأنفاق لنقل الأسلحة والأعتدة بعيداً عن ضربات التحالف الدولي، كما أنهم ينصبون الكمائن من خلال هذه الأنفاق.
ويشرح جميل ما تم العثور عليه من أنفاق، من بينها نفق بلغ طوله قرابة نصف ميل، وقامت القوات العراقية بتفجير مداخله لغرض إنهاء عمله.
وبعض الأنفاق كانت مفخخة أصلاً، ففي الأسبوع الماضي تم تدمير دبابة من نوع أبرامز بعد أن تعرضت لانفجار بسبب عبوة ناسفة كانت مزروعة في نفق كانت تقف عليه الدبابة، وهو ما أدى إلى تناثرها إلى ثلاث قطع، وقتل جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 4 أفراد، بحسب العقيد أركان فاضل.
ولا يتوقع أحد أن تسقط الفلوجة بسهولة، فوجود عشرات الآلاف من المدنيين يشكل عامل إعاقة آخر لتقدم القوات المهاجمة، حيث يعتقد أن هناك قرابة 90 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة.