الشيخ عبد المجيد الزنداني، والأحداث الراهنة في اليمن
بتاريخ 2011-10-22T14:14:10+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (10442) قراءة
اخبار الساعة - هاني كريم الصادق
الشيخ عبد المجيد الزنداني و(المنطقة الضبابية) (صدمة شعبية)مع(تحفظ الحاكم) و(تخوف المشترك منه) جعلته يقرر(اللجوء لأرحب)
السواد الأعظم من أبناء اليمن إن لم يكن جميعهم يكن الاحترام والتقدير للشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الايمان والقيادي البارز في الاصلاح وكبير علماء اليمن ,
تلك النظرة للشيخ من قبل أبناء اليمن جاءت نتيجة حتمية لطبيعة الشعب اليمني المحافظ ولما يمتاز به الشيخ الجليل من مكانة علمية كبيرة على مستوى المنطقة العربية والعالم الاسلامي خاصة في مجال الاعجاز القرآني وعلم التوحيد
يضاف إلى ذلك مواقف الشيخ الجليل من القضايا الوطنية والقومية التي كانت تأتي لتعبر عن قناعات وأفكار أبناء الشعب اليمني قاطبة .
كما أن مواقفه المتوازنة والعقلانية النابعة من علمه الشرعي وحسه الوطني في مختلف المراحل التي مربها اليمن جعلت الجميع ينظر إليه كمرجعية دينية ووطنية في أصعب الظروف التي يمر بها الوطن.
تلك المواقف المتزنة والعقلانية التي تحلى بها الشيخ الجليل جعلت منه شخصية دينية ووطنية تحظى بثقة وقناعة مختلف أطياف المجتمع اليمني (الاجتماعية والسياسية) بمختلف مشاربها وتوجهاتها.
وصار أبناء اليمن في الظروف الصعبة وفي الأزمات التي يمر بها الوطن يتجهون بأنظارهم وأفكارهم نحو فضيلة الشيخ الزنداني للخروج من تلك الأزمات والظروف .
وفي الفترة الأخيرة وبداية التأزيم على الساحة الوطنية عقب تداعيات الأوضاع في تونس ومصر وصولا إلى ليبيا وما شهدته الساحة اليمنية من حالة احتقان ومسيرات ومظاهرات أثارت مخاوف أبناء اليمن في الداخل والخارج جعلت كل أبناء اليمن يشعرون بمخاطر تتهدد وطنهم ومستقبل أجيالهم .
تلك التطورات وما شهدته الساحة من حالة تصعيد من قبل الأحزاب المعارضة (المشترك)والتي تسببت في حالة من القتل والفوضى وإثارة الفتن في مناطق مختلفة من اليمن جعلت قلوب وأفئدة وأنظار أبناء اليمن تتجه نحو الشيخ الجليل بعد كل ما قدمه الرئيس الصالح من تنازلات ومبادرات لحل الأزمات والاحتقانات والتي لم تلق أي تجاوب من قبل المشترك بل قوبلت بالرفض والتصعيد.
في تلك اللحظات الحرجة من تاريخ الوطن بدأت التساؤلات بين أبناء اليمن أين الشيخ الجليل الزنداني ؟؟لماذا لم نسمع منه أي موقف حتى اللحظة؟؟
وما أن شاهد أبناء اليمن الشيخ الزنداني على شاشة التلفاز مع جموع علماء اليمن بحضور رئيس الجمهورية في جامع الصالح في اجتماع لهيئة العلماء برئيس الجمهورية أستبشر أبناء اليمن وأحسوا بأن الغمة أوشكت على الانفراج وبأن الحكمة اليمانية قد بادرت لاخراج الوطن من محنته وشعر الجميع بالاطمئنان بعد ذلك الظهور للشيخ الجليل ومبادرة العلماء التي وافق عليها رئيس الجمهورية ونقلها العلماء للمعارضة للموافقة عليها.
لكن تلك الفرحة لم تكتمل وتلك البشارة قطعت بعد ساعات من الانفراج حين تفاجأ كل أبناء اليمن بما بثته قناة (سهيل) على لسان الشيخ الزنداني بأنه خاطب المعتصمين في الجامعة وطالبهم بمواصلة الاعتصام حتى تحقيق مطلبهم ومنحه للمعتصمين(براءة اختراع) لقيامهم بذلك الاعتصام.
تحولت الفرحة إلى فجيعة والاستبشار إلى صدمة ونكسة ولم يكد يصدق كل أبناء اليمن ما تناقلته (سهيل)وشكك الجميع بذلك من باب أن (سهيل)مشهورة بالزيف والتضليل والتحريف.وكان الجميع يتمنى أن تكون تلك الأنباء كاذبة .
لكن ظهور الشيخ الزنداني في اليوم الثاني في ساحة الاعتصام أمام الجامعة وخطابه للمعتصمين ووصفهم بـ(المجاهدين) كان بمثابة الصاعقة التي أصابت الجميع بحالة من الذهول والاستغراب .
ليصير حديث الجميع (ماذا تغير من الأمس حتى اليوم؟؟) وأخذ الجميع يتعجب ويتساءل (ماذا يجري وماذا نسمع؟؟)ولا يجدون أي جواب شافي لذلك أو مبرر له!!
هذا من ناحية الشعب اليمني أما من ناحية المعتصمين فقد كان الموقف متباين بين جموع المعتصمين فهناك من رأى في تأييد الشيخ عبد المجيد لاعتصامهم وحضوره شخصياً لدعمهم وفتواه لهم بالجهاد حتى تحقيق مطالبهم وأغلبية من رحب بذلك هم من أنصار الإصلاح وعناصره والعامة من المعتصمين .
وعلى الجانب الأخر من ساحة الاعتصام تفاجأ آخرون(الاشتراكي –الناصري- الحوثيين- العلمانيين-الشباب المستقل) بحضور الشيخ الزنداني ورأوا في حضوره ودعمه للمعتصمين وإضفاء الطابع (الجهادي) على اعتصامهم خطر كبير وتهديد حقيقي لاعتصامهم من الناحية الداخلية والخارجية لما يمثل ذلك الموقف من وجهة نظرهم انحراف في مسار الاعتصام وإعطاء صورة قاتمة للخارج عن حقيقة الاعتصام خاصة من جانب الغرب وفي مقدمته أمريكا التي تضع (الشيخ الزنداني) في رأس قائمة الإرهاب .
ومن الناحية الداخلية يمثل دخول الشيخ الزنداني بالنسبة للمعترضين عليه تهديد حقيقي للبنية الداخلية للمعتصمين والتي تحوي أطياف مختلف من اليمين واليسار والسنة والشيعة والحراك.حيث وأن دخول الشيخ الزنداني من وجهة نظرهم سيتسبب في تشقق صف المعتصمين وخلق اختلافات كبيرة بين جموعهم .
كل تلك المخاوف دفعت المعارضين لدخول الشيخ الزنداني للتعبير صراحة عن قلقهم ومخاوفهم من ركوبه لموجة المعتصمين لصالح جهة معينة وهي(الإصلاح) على حساب بقية الأطياف المشاركة والفاعلة في الاعتصام وأعلن بعضهم بوضوح بأنهم لن يقبلوا بحرف مسار الاعتصام ووأده في مهده بحسب ما قاله قيادي كبير في الاشتراكي .وعبر عن نفس التوجه مشاركين من عناصر التمرد الحوثي والناصريين
وما أن زادت تلك المخاوف ووصلت إلى قمة هرم أحزاب المشترك بدأت الأمور تتضح وتنحوا منحى آخر كاد يعصف بتحالف المشترك لولا أن تدخلت قيادات في الإصلاح من المحسوبة على التيار الليبرالي لرأب الصدع والبحث عن مخرج .
وطرحت تلك القيادات وجهات نظر قريبة من المعترضين تقوم على أساس النظر للأحداث والتطورات الحالية من منظور سياسي (لاديني)والأخذ في الحسبان العامل الخارجي في دعم موقفهم .
وذكرت تلك القيادات أن ظهور الشيخ الزنداني في هذا التوقيت سيجهض الثورة ويدعم السلطة خارجيا ويقوض المشروع الحالي بسبب الموقف الأمريكي من الشيخ الزنداني .
وكان من بين من طرحوا هذا الرأي (محمد قحطان وحميد الأحمر) لتلافي الموقف الداخلي والخارجي
وتسبب ذلك الموقف في حالة من الخلاف داخل تجمع الإصلاح .لكنه سرعان ما تم احتواء الموقف بطريقة غير واضحة للعيان لكنها واضحة للمراقبين تمثلت تلك الطريقة بالخروج على الجميع ببيانات متوالية للعلماء والمشائخ برئاسة الشيخ صادق الأحمر.
ومثلت المقابلة الأخيرة للشيخ عبد المجيد الزنداني على قناة سهيل حالة من عدم الرضى وتراجع في المواقف من خلال مخالفته للدعوات المطالبة بالرحيل للصالح والعديد من الأمور المتعلقة بالاعتصام على عكس مواقفه السابقة وهو ما لم يعجب قناة (سهيل ) والقائمين عليها.
رغم أن الشيخ عبد المجيد الزنداني لم يكن مطلعاً على حقيقة ما جرى خلف الكواليس بين فرفاء المشترك وبين قيادات الإصلاح لكنه بدأ يحس بحالة من اللارضى عنه وبأن هناك من بات يراه عبأ عليهم من إخوان الأمس
إضافة إلى الشارع اليمني الذي لا يزال حتى اللحظة في دهشة واستغراب من موقف الشيخ من الأزمة الحالية .
كل تلك الأحداث والمواقف والتطورات جعلت الشيخ في حيرة من أمره وجعلته في موقف لا يحسد عليه فالجميع بات ينظر إليه بريبة أوغرابة أو تخوف.
فكان أن قرر الخروج إلى منطقته وقبيلته (أرحب) ليتحصن بها بحسب البعض وليبتعد عن الضغوط والخلافات السياسية بحسب البعض الآخر.فيما يرى طرف ثالث أن خروج الشيخ الزنداني إلى أرحب قد ربما يكون مؤشر على نية الشيخ الزنداني لتبني مواقف أكثر تشدد ضد السلطة والمعارضة موقف يكون موجها نحو الشارع يقوم على الأساس العقائدي .وهو ما يرجحه الكثيرون من المتابعين .