أكد الدبلوماسي الأمريكي السابق «جيمس جيفري» أن العلاقات السعودية الأمريكية هامة للغاية، مشيرا إلى أن اجتماع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» أظهر أن «ترامب» يحترم المملكة، ويحتاج التعاون معها فيما يتعلق بسوريا واليمن والعراق.
ورأى أنه يجب تقديم الدعم العسكري للسعودية ودول التحالف في حرب اليمن، وإيجاد طريق لفرض وقف إطلاق النار، والتأكد من عدم وجود أي سبيل لإطلاق صواريخ على الحدود السعودية.
وقال «جيفري» الذي يعمل حاليا في «معهد واشنطن لدارسات الشرق الأدنى»، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، إن الضربة الأمريكية ضد النظام السوري أرسلت رسالة بها قدر من المخاطرة، مشددا على أن إيران تعد أكبر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأضاف أن كوريا الشمالية ليست مصدر التهديد للاستقرار في منطقة شرق آسيا، رغم الدوافع الشريرة لديها، موضحا أن الهدف في بكين وموسكو هو إسقاط القوى العالمية لأنها تقف في طريق توسعهما، وتجبرهما على العمل بموجب القانون الدولي.
وتابع: «المشكلة أن هدف روسيا والصين هو استخدام كوريا الشمالية وسوريا وإيران لتعقيد الأمور أمام الولايات المتحدة والنظام العالمي، ومن الصعب إقناعهما بالتراجع، وهما تضعان مزيدا من الضغوط الدبلوماسية والعسكرية على بلدان أخرى في المنطقة، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، وعلى الدول المحيطة بسوريا مثل العراق والأردن ولبنان».
وأوضح أن الاتفاق النووي مع إيران تم إبرامه بسبب فرض عقوبات دولية قوية جدا ضد طهران، وأن المجتمع الدولي لن يوافق على تمزيق الاتفاق وسيوجه اللوم إلى الولايات المتحدة، وليس إلى إيران، ولن يدعم فكرة الدخول في مفاوضات جديدة.
ورأى أن إدارة «ترامب» تريد إثارة الذعر لدى روسيا وإيران لدفعهما إلى اتخاذ سلوك أفضل، لكنها لن تقدم على تمزيق الاتفاق والانسحاب منه.
وأشار إلى أن الروس يتخوفون من أن إزاحة رئيس النظام السوري «بشار الأسد» تعني أن تسيطر أمريكا على دمشق، لافتا أن «الأسد» لا يستطيع السيطرة على سوريا بأكملها، وأنه يجب العمل لوقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية سلمية تتضمن الأغلبية العربية السنية.
وعلى صعيد داخلي، قال «جيفري»: «إن ترامب يعيدنا إلى السياسة الأمريكية التقليدية التي تتمثل في العمل مع حلفائنا التقليديين في منطقة الشرق الأوسط في ظل نظام أمني عالمي، وهؤلاء الحلفاء هم بالطبع الدول العربية وتركيا وإسرائيل، وكذلك أفغانستان وباكستان».
إلا أنه أوضح أن «ترامب» لا يملك خبرة سابقة بالشؤون الخارجية، لكنه سريع في اتخاذ القرارات، لافتا إلى قراراه بإطلاق صواريخ «توماهوك» ضد النظام السوري.
وقال إن «ترامب» نجح في إطلاق سراح «آية حجازي» (الناشطة المصرية الأمريكية التي كانت تحاكم في بلدها الأم) وإعادتها من مصر إلى الولايات المتحدة.
وبحسب «جيفري»، فإن تنظيم «الدولة الإسلامية» يعدا تنظيما فريدا لأنه يمتلك جيشا ويخضع لسيطرته ما بين 4 إلى 5 ملايين شخص ولديه اقتصاد بمليارات الدولارات، ولا بد من القضاء على ذلك كله.
وشدد على ضرورة العمل مع دول المنطقة للقضاء على الأسباب التي أدت إلى ظهور «الدولة الإسلامية»، مثل سوء الحكم في المناطق السنية ومشكلات الأراضي الخارجة عن سيطرة الدولة (مثل سيناء في مصر)، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لمنع ظهور تنظيم جديد هي عدم السماح بقمع السنة مرة أخرى.
وبين أن بقاء «الدولة الإسلامية» سيعطي الروس والنظام السوري عذرا للادعاء بأنهم يحاربون الإرهابيين، مشيرا إلى أن على واشنطن الإبقاء على وجود عسكري على المدى الطويل في العراق لمواجهة النفوذ الإيراني.
وأكد ضرورة العمل مع تركيا وتهدئة مخاوفها إزاء «حزب العمال الكردستاني»، والتعاون لإنشاء منطقة آمنة، ثم إعادة العلاقات مع جماعات المعارضة السورية وتسليحها، وتوجيه رسالة إلى الروس بأن «الأسد» ليس جادا في التفاوض.
يشار إلى أن «جيفري» تقلد عدة مناصب هامة في واشنطن وفي عواصم إقليمية مثل أنقرة وبغداد، إضافة إلى إدارته عددا من الملفات المتعلقة بالمنطقة، وأبرزها الملف الإيراني، خلال عمله في إدارة الرئيس السابق «جورج بوش الابن»، مساعدا للرئيس ونائبا لمستشار الأمن القومي.