قال مسؤولون مصريون واسرائيليون يوم الاربعاء ان اسرائيل تقوم بنقل محتويات سفارتها في القاهرة فيما يبرز تدهور العلاقات بين الدولتين منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي.

وقال مسؤولون اسرائيليون ان الدبلوماسيين سيبقون في مصر وان العلاقات لا تغيير فيها وان التأخير في إيجاد مقر جديد للسفارة بعد اقتحامها في احتجاج العام الماضي دعا للإسراع بنقل المحتويات من مصر أول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979.

وغادر السفير الاسرائيلي القاهرة في سبتمبر أيلول العام الماضي بعد أن اقتحم متظاهرون السفارة احتجاجا على حادث اطلاق رصاص على الحدود قتل فيه خمسة من قوات الامن المصرية في أغسطس اب.

وقال مسؤول اسرائيلي ان الدبلوماسيين الاسرائيليين يعملون في الغالب من مقر إقامة السفير في ضاحية المعادي بالقاهرة.

وفي علامة أخرى على العداء الشعبي لاسرائيل أصدرت لجنة برلمانية بيانا الاسبوع الماضي بعد غارات اسرائيلية على غزة طالبت فيه بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة ومراجعة العلاقات مع الدولة اليهودية.

وقال عوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي "نحن ننقل محتويات مبنى السفارة القديم وهذه خطوة منسقة ومرتبة مع السلطات المصرية."

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ايجال بالمور ان اسرائيل قررت ألا تعود الى المقر القديم للسفارة الذي يوجد في مبنى يطل على النيل بالقاهرة.

وقال "نحن نبحث عن مكان جديد وفي أثناء ذلك لا استخدام للمحتويات وسيستغرق العثور على مكان جديد فترة من الوقت."

وتابع "انه أمر معقد أن تجد مكانا للسفارة تتوافر فيه متطلبات كثيرة مثل سهولة الوصول اليه وأن يكون آمنا... ولذلك سيستغرق ذلك وقتا. لم يعد هذا ميسرا في القاهرة على النحو الذي كان عليه من قبل."

وعاد السفير اسحق ليفانون لفترة وجيزة في نوفمبر تشرين الثاني في مهام شكلية في ختام فترته. وتولى سفير اسرائيلي جديد هو ياكوف اميتاي عمله في فبراير شباط.

وقال ليئور بن دور وهو مسؤول اخر في وزارة الخارجية الاسرائيلية "ليس هناك تغيير في وضع أو حدود مهمة السفير. انه هناك (في القاهرة) منذ قدم أوراق اعتماده... ليس هناك تغيير أو تفكير جديد الآن."

ويشعر كثيرون في اسرائيل بالقلق من أن العلاقات مع مصر يمكن أن تتعرض للخطر بعد الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية وصعود الاسلاميين.

وكان لا يتم التعبير كثيرا عن المشاعر المناهضة لاسرائيل في مصر قبل الاطاحة بمبارك لكنها أصبحت أكثر علانية منذ ذلك الحين. وقال حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين وأحزاب أخرى انها ملتزمة بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر.

وفي وقت سابق قالت مصادر في مطار القاهرة ومسؤول في وزارة الخارجية المصرية ان السفارة الاسرائيلية طلبت الاذن لطائرتين بالهبوط في القاهرة لنقل محتويات السفارة التي وضعت في حاويتين وضعتا في المطار في انتظار وصول الطائرتين.

وجاء اقتحام السفارة الاسرائيلية في القاهرة في سبتمبر أيلول بعد قتل أفراد الامن المصريين برصاص جنود اسرائيليين كانوا يطاردون مسلحين نصبوا كمينا وقتلوا ثمانية اسرائيليين على الحدود الاسرائيلية المصرية.

وتوسطت مصر في هدنة بين اسرائيل ومنظمات في غزة هذا الشهر بعد أربعة أيام من العنف قتل فيها 25 فلسطينيا وأطلق خلالها 200 صاروخ على اسرائيل.