تفاصيل جديدة تظهر في ملابسات اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن
بتاريخ 2012-03-29T02:18:50+0300 منذ: 13 سنوات مضت
القراءات : (3454) قراءة
نائب القنصل السعودي بعدن عبدالله الخالدي
اخبار الساعة - متابعات
باغتت مجموعة مسلحة صباح أمس نائب القنصل العام السعودي في عدن عبد الله الخالدي من أمام مقر سكنه في حي المنصورة، واقتادته إلى مكان غير معلوم.
وأوضح السفير السعودي لدى اليمن علي الحمدان لصحيفة ـ«الشرق الأوسط» اللندنية أن جار المخطوف سمع أصوات عراك أشخاص عند الساعة 8:30 من صباح أمس الأربعاء، فاستطلع الأمر ليتبين له أن سيارة الخالدي مشرعة الأبواب ونظارته الطبية ملقاة على الأرض، فبادر الجار اليمني بالاتصال بالقنصلية وإخبارهم بالواقعة. وذكر الحمدان أن السفارة السعودية في صنعاء بادرت على الفور بإبلاغ السلطان اليمنية، وشكلت داخل مقر السفارة غرفة عمليات للمتابعة مع السلطات المحلية.
وأكد السفير السعودي لدى اليمن علي الحمدان أن المعلومات الأولية تشير إلى تورط جماعة إرهابية مسلحة في عملية الاختطاف، مشددا على أن السفارة لم تتوصل إلى مكان وجود نائب القنصل عبد الله الخالدي، ولا إلى دوافع المختطفين.
ولفت الحمدان إلى أن المختطفين لم يتواصلوا مع السفارة، قائلا: «لم نتلقَّ اتصالا من الجماعة الإرهابية المسلحة ولم نتفاوض من جانبنا مع أحد». وأفاد السفير السعودي في صنعاء بأن عملية الاختطاف لم يسبقها تحركات تثير الريبة، مبينا أن السفارة حذرت منسوبيها والرعايا السعوديين من تردي الأوضاع الأمنية في المدن اليمنية.
وتعد عملية اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن عبد الله الخالدي ثاني حالة من نوعها تطال الدبلوماسيين السعوديين في ظرف عام واحد، إذ اختطف شخص العام الماضي الدبلوماسي سعيد المالكي وأطلق سراحه بعد مفاوضات. وتعرض طبيب سعودي يدعى ظافر الشهري، يعمل مديرا لمستشفى «السلام» في صعدة اليمنية، لاختطاف في العام قبل الماضي، قيل في وقتها إن الخاطفين عناصر قبلية.
وظهرت حالات الاختطاف بداية في اليمن في عام 1992م وبلغت ذروتها في عام 1999 عندما اختطفت مجموعة مسلحة 16 سائحا في محافظة أبين، وشكلت الحكومة إثر ذلك «محكمة قضايا الاختطاف».
وكان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قد أكد أنه جرى صباح أمس الأربعاء اختطاف نائب قنصل عام المملكة العربية السعودية في عدن عبد الله بن محمد الخالدي من قبل مجموعة مسلحة من أمام مقر سكنه في عدن. وأوضح المصدر أن السفارة قامت على الفور بالاتصال بالجهات الأمنية اليمنية على أعلى المستويات، واستنفرت الجهات كل جهودها لتتبع الخاطفين والتحقيقات في هذه الجريمة الشنيعة.
وأكدت وزارة الخارجية على أنه أيا كانت الجهة التي اختطفته، ومهما كانت دوافعها، فإنها تتحمل المسؤولية كاملة للحفاظ عليه وإطلاق سراحه في أسرع وقت، محذرة الجهة التي اختطفت الدبلوماسي السعودي أنها «لن تجد أو تجني من هذا العمل أية نتائج»، مشددة على أن المملكة من جانبها لن تتهاون في اتخاذ كل الإجراءات لحماية كل دبلوماسييها وموظفيها.
إلى ذلك، استبعد مدير أمن عدن اللواء صادق حيد ارتباط تنظيم القاعدة بحادثة اختطاف نائب القنصل السعودي لدى اليمن عبد الله الخالدي، مرجحا ارتباط عملية اختطافه بحادثة سرقة سيارته قبل نحو 4 أشهر، قائلا: «نرجح ارتباط القضية بأمور مماثلة حصلت لذات الشخص بغرض ابتزاز مالي». وأفاد اللواء حيد لـ«الشرق الأوسط» بأن البلاغ وصل إلى أمن عدن من قِبل القنصلية السعودية بعد ساعتين من اختفاء الدبلوماسي السعودي، مشيرا إلى أنه وعلى ضوء ذلك تحركت الجهات الأمنية لمتابعة القضية التي يقوم عليها حاليا البحث الجنائي.
وبيّن مدير أمن عدن أنه وبناء على متابعة موقع الحادث تم ملاحظة وجود بصمات متعددة، إلى جانب جزء من نظارة الخالدي الزجاجية، ما يعزز فرضية وقوع عراك ومقاومة من قبل نائب القنصل لمختطفيه.
إلى ذلك، حذر أمين عام تحالف قبائل مأرب والجوف الشيخ علوي الباشا بن زبع في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» من عملية اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن، وحذر من مؤشرات لعمليات قادمة ستستهدف دبلوماسيين سعوديين وخليجيين وأميركيين. وقال الباشا إن الهدف من العملية هو «تعكير أجواء الأخوة والعلاقات الودية بين الشعبين والحكومتين في اليمن والسعودية»، داعيا الحكومة اليمنية إلى سرعة اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين حياة الدبلوماسي السعودي والإفراج عنه.