أخبار الساعة » الدين والحياة » احداث واخبار

السلطات الإسبانية تغلق مسجدًا بالشمع الأحمر

- عبد الكريم الحزمي
أوقفت السلطات الإسبانية إمام مسجد مغربي الأصل بتهمة الاعتداء بالضرب والمعاملة السيئة لـ12 طالبًا من مدرسة الثقافة العربية، وقامت بإغلاق المسجد الذي يعمل به، بحجة أن هذا العمل يتنافى مع القوانين المنصوص عليها في إسبانيا.
القرار الذي أثار حالة من الصدمة بين المسلمين في إسبانيا، يتعلق بمسجد "أنيسة" في قرية سانت أنتوني بمدينة ابيزا، والذي قامت السلطات الأمنية بإغلاقه بالشمع الأحمر، ومنعت المصلين من الاقتراب منه، لحين الانتهاء من التحقيقات والبت في مصيره.
تكتم على الحادث
وذكرت صحيفة "دياريو دى ابيزا" التي تصدر باللغة الإسبانية أن الشرطة الإسبانية طلبت من الجالية الإسلامية عدم التحدث للصحافة بهذا الشأن إلى أن ينتهي التحقيق خشية أن يشاع الخبر وتؤلب المواقف ضد إسبانيا التي تحترم الحرية الشخصية والأديان.
ويوجد هناك 1540 مسلمًا في سانت أنتوني، منهم 1490 من المغرب، والباقي من السعودية والعراق والجزائر وأفغانستان والإمارات العربية المتحدة، بحسب ما أورد تقرير لموقع "العربية نت" نقلاً عن الصحيفة.
وترجع بداية المشكلة إلى تلقي الشرطة المحلية العديد من شكاوى الآباء والأمهات بشأن تعرض أبنائهم للضرب بالعصا في الرأس والذراعين والظهر، دون أن تفصح الشرطة عن أي معلومات بشأن تلك الشكوى وبعد أن قامت بالإبقاء على المسجد مغلقًا.
حالة ذهول
وأصاب القرار بإغلاق المسجد المسلمين في المنطقة بحالة من الذهول، خاصة وأن الأمر يمثل سابقة، فلم يسبق اتخاذ قرار مماثل بإغلاق أحد المساجد.
وقالت فاطمة بنت مرجي- إحدى المترددات على مسجد أنيسة- وهي مغربية الأصل (39 عامًا) ترتدي الحجاب: "فوجئت بنبأ القبض على الإمام، وأنا حزينة جدًا بعدما أُغلق المسجد الذي كنت أصلي وأتعلم به، وأرسل ابنتي ماريان (4 سنوات) إلى مدرسة الثقافة العربية لتعليمها القرآن الكريم للحفاظ على الثقافة العربية والإسلامية ولتحب ابنتي دينها وتعرف عقيدتها عندما تكبر".
ولم تكن للحادثة وقعها فقط على المسلمين بل أيضًا على غيرهم، وقال سيزر تامبو (70 عامًا) يسكن بجوار المسجد الذي تم إغلاقه "إن هذا المسجد لا يسبب أي إزعاج، والمسلمون يأتون للصلاة دون أي مشاكل، وبصفة عامة ليست لدينا مشاكل مع الجالية المسلمة ونحن أيضًا تفاجئنا مما حدث".
وتقول هيلدا كورنتير (44 عامًا)، مديرة مدرسة "سينيال" الابتدائية في المدينة: "الطلبة الذين يدرسون في هذه المدرسة من المسلمين أيضاً ولم يتقدم احد منهم بشكوى الضرب أو الاعتداء لإدارة المدرسة لأنهم يدرسون اللغة العربية في المسجد ويتعلمون بالإسبانية هنا، الغريب أن الطلبة بدوا منزعجين من إغلاق المسجد وأنا لا أجد تبريراً لهذا العمل فلو أخطئت أنا كمديرة مدرسة هل ستغلق الشرطة أبواب المدرسة أم يكتفون بالتحقيق معي, حقيقة استغرب مما حدث".
أما هارمر كاسيريز (51 عامًا)، صاحب متجر، فقال: لقد تضررت أنا أيضًا من إغلاق المسجد وأنا مؤمن بالمسيحية لكن زبائني أكثرهم من العرب ولم ألحظ يومًا عليهم سوءًا في التعامل أو أفكاراً مريبة, حتى إن كبير المسجد الذي اعتقلته الشرطة دعاني إلى حضور احتفال ديني لأن علاقتنا بالمسلمين هنا لا تحمل أحقادًا".
ولم تصرح أي جهة حكومية أو أمنية بشأن الإغلاق أو الفترة التي سيستمر وضع الشمع الأحمر، فيما يأمل أغلب العرب والمسلمين من الجالية يأملون فتح أبواب المسجد لاسيما أن شهر رمضان سيطرق الأبواب قريبًا.
المصدر : وكالات

Total time: 0.6069