أكد سماحة العلامة المرجع السيد محمد علي الحسيني أن منهج الاعتدال السعودي على الصعيدين الداخلي والخارجي ، حقق نجاحات هامة لفتت الانظار ، ونالت اعجاب وتقدير الاوساط العربية والدولية .ولفت السيد الحسيني في حديث الى برنامج " المشهد السياسية ، على فضائية "الدانة" ، الى نجاح التجربة السعودية وفقا لمختلف الموازين والمعايير الاقليمية و الدولية ، في م?افحة التطرف والارهاب والغلو في المواقف الدينية او المذهبية وغيرها .
وقد شكلت تجربة نموذجية بالمعنى الحرفي لل?لمة، من حيث نجاح الجهات الامنية المختصة في القضاء على او?ار و مصادر ومنابع شب?ات الارهاب،و تطويق دور الارهابيين والمتطرفين الى أبعد حد في صعيد الممل?ة. أضاف : وتأتي نموذجية النجاح من أن السلطات السعودية لم تعتمد على القوة فقط في محاربة الارهاب ومتعلقاته، وانما اعتمدت أيضا على مبادئ و قيم و مشروع التناصح والارشاد والتوجيه المستنبطة اساسا من المصادر الشرعية ، فتمكنت من إعادة الوعي والانتباه الى ال?ثير من المغرر بهم ، فسلموا أنفسهم للسلطات طوعا، بعد ان تيقنوا من صدق الارشادات وزيف و?ذب تلك الاف?ار التي يحملونها.
وترافق ذلك على الصعيد بدعوات خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز على الصعيد الدولي ، بخصوص الحوار بين الاديان وإيلائه إياها أهمية قصوى، ما عزز مصداقية و منهجية و علمية النهج السعودي في م?افحة التطرف ، ناهيك عن النجاح العملي في اجتثاثه .
وتابع السيد الحسيني : ان الاشادة الدولية بالنجاح السعودي ال?بير في السيطرة على منابع تمويل الارهاب، بالاضافة الى نجاح المملكة الا?بر في السيطرة على العديد من الخيوط والشب?ات التي تربط الداخل السعودي بالجهات الخارجية، هي تعبير عن ثقة ?بيرة و تامة بالنهج السعودي في مجال الاعتدال و م?افحة الارهاب و التطرف .
وهنا لابد من الاشارة الى ان تعزيز مناخ الإعتدال يستوجب اولا القضاء المبرم على المناخات المساعدة لنمو وتواجد التطرف والارهاب .
وقد حققت الممل?ة العربية السعودية في هذا المجال أيضا نجاحا منقطع النظير ، فجعلت من تجربتها نموذجا يقتدى بها من الدول العربية و الاسلامية بش?ل خاص، والدول الاخرى بش?ل عام.
أضاف العلامة الحسيني : ان دور خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في توجيه وصقل وإنجاح التجربة السعودية في مجال الاعتدال وإيصالها الى بر الامان، هو دور حري على الباحثين دراسته والتمعن والتدقيق والمطالعة فيه بجدية ، والسعي لإستشفاف واستخلاص المعاني و العبر الرشيدة منه، ان من ناحية الحرص على سلامة شعبه في الحاضر ، أو من ناحية شعوره بالمسؤولية التاريخية عن مستقبل الاجيال القادمة ، عبر ردم الهوات التي فصلت او قد تفصل بينه و بين هذا الجيل بش?ل خاص.
وتابع : لقد نجح العاهل السعودي بمعاونة ?بار مسؤولي الممل?ة ، وعلى رأسهم سمو الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ،في إنجاز برنامج خاص وطموح و فريد من نوعه في العالم لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية، وهو برنامج ينقسم الى فرعين؛ الاول مناصحة الموقوفين تحت التحقيق قبل ان يحا?موا، والثاني يعنى برعاية الموقوفين بعد قضاء المح?ومية في مسا?ن خاصة، إذ تتاح فرص الزيارة و قضاء يوم ?امل مع الموقوف، و يشمل البرنامج التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع.
لقد أشاد مجلس الامن الدولي عام ٢٠٠٧، بهذا البرنامج ، مثمنا جهود الممل?ة العربية السعودية في تأهيل و مناصحة الموقوفين و دعا الى تعميمه عالميا للإستفادة منه، مما ثمنت المنظمات العالمية دوره الايجابي في إعادة إرشاد وتوجيه المغرر بهم .
وعلى الرغم من سوء الاستغلال الذي تعرض له من جانب بعض من الموقوفين، عندما فجر العسيري نفسه في منزل الامير محمد بن نايف ، الا انه أثبت فعاليته وجديته في معالجة مش?لة التطرف والارهاب و الغلو والسوفان الف?ري او العقائدي .
ولم تتمكن بعض الحالات الاستثنائية الشاذة من وقف المسيرة الاسلامية ـ الانسانية الضخمة ال?برى للمل?ة بإتجاه إجتثاث اسباب وجذور التطرف والغلو في مختلف المسائل وإعادة المغرر بهم الى جادة الواقع و الصواب.
اضاف العلامة الحسيني : ان برنامج التناصح بالصورة التي تم إعدادها من جانب سمو الامير نايف بن عبدالعزيز، تعبير عن فهم ثاقب وحصيف لسمو الامير نايف ، مستنبط و مستوحى من القرآن ال?ريم والشريعة الاسلامية الغراء، ذلك ان حالات التطرف او الغلو تنبع اساسا من فهم خاطئ او تقصيري لبعض المباني او الأصول الشرعية او الفقهية ، وبالتالي فان علاجها لن يتم أبدا خارج ذات المبنى او النص الذي تعرض لقصور في الفهم او التفسير او الاستيعاب او التطبيق و التفعيل على أرض الواقع. ومن هنا ?ان أساس وجوهر ف?رة المعالجة المثالية للتجربة السعودية الناجحة التي قام بها سمو الامير نايف بالعودة الى تلك المنطلقات والمباني والنصوص الشرعية بهدف اعادة تفسيرها وشرحها مجددا بالصيغة التي أرادها وأمر بها الله سبحانه و تعالى ورسوله ال?ريم(ص) ، وعمل بها السلف الصالح و آباؤنا وأجدادنا من قبل .
وقد كان لهذا الاسلوب وقعا وتأثيرا خاصا في عقول ونفوس المغرر بهم من الذين تعرضوا الى مايم?ن تشبيهه بعملية غسيل دماغ فإنساقوا وراء الاف?ار الضالة بنيات صافية .
وختم العلامة السيد محمد علي الحسيني حديثه الى فضائية الدانة بالقول : اننا ?مجلس عربي اسلامي، و?مرجعية اسلامية للشيعة العرب، نرى في التجربة الرشيدة للممل?ة العربية السعودية في مجال م?افحة الارهاب وتبني منهج الاعتدال والتناصح، النموذج الامثل والقدوة والاسوة الحسنة التي يجب على الدول العربية و الاسلامية التي تعاني من هذه الحالة السلبية، أن تأخذ بها و تسعى لتطبيقها ، او لإعادة صياغتها على ارض واقعها بما يتلائم وظروفها وخصوصية اوضاعها .
واننا نعتقد ان التواصل والتشاور المستمر مع الممل?ة العربية السعودية من جانب الدول العربية و الاسلامية، سوف ي?ون له أبلغ الاثر في تقويض و تحجيم الارهاب والتطرف وصولا الى القضاء المبرم عليها بعون الله ومشيئته.
الحسيني لفضائية “ الدانة “ نهج الاعتدال والتناصح السعودي نجح
اخبار الساعة - الرياض - خاص