اليمن: تبادل اتهامات حول الأدوار العسكرية بمواجهة القاعدة
شككت قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح، القوة الأكبر داخل تحالف "المشترك،" في الدور العسكري الذي تلعبه القوات التي تخضع لقيادة شخصيات مقربة من الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، أو من أفراد عائلته، خاصة في مواجهة تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن عمليات العرقلة السياسية مستمرة، وتوقعت وصول الخلافات إلى ذروتها بملفات إعادة هيكلة القيادات الأمنية.
وقال محمد ناجي علاو، رئيس الدائرة القانونية والحقوق والحريات في التجمع اليمني للإصلاح، والنائب السابق عن التجمع، إن السعي لعرقلة العملية السياسية "مستمر وقائم،" مضيفاً أن صالح "يحب دائماً اللعب على حافة الهاوية ويتراجع في اللحظة الأخيرة."
ولفت علاو إلى الضجة التي رافقت قضية اللواء الركن محمد صالح علي الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، الذي رفض قراراً بإقالته من قيادة القوات الجوية ودفاع الجوي، وتعيينه مساعداً لوزير الدفاع لهيئة التصنيع العسكري، قبل أن يعود لقبوله بتدخل دولي إثر تهديدات بإغلاق مطار صنعاء.
إلى جانب صخب مماثل رافق إبعاد العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، خارج صنعاء بنقله من قيادة قوات الحراسة الخاصة إلى اللواء 37 مدرع في حضرموت.
واتهم علاو، في حديث لـ CNN بالعربية، القيادات العسكرية المؤيدة لصالح بأنها "خزنت سلاحها في مخازن خاصة،" ورأى أن الملف الشائك المقبل هو "إعادة هيكلة الجيش وتغيير قيادة الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع،" مضيفاً: "البعض يتوقع تأجيل ذلك إلى ما بعد مؤتمر الحوار الوطني، وهذا قد يكون صعباً لأن هناك جهات تؤكد على ضرورة بت الموضوع قبل المؤتمر."
وأضاف: "هناك مشاكل تتعلق بأجهزة شرطة النجدة والأمن المركزي التي ما زالت بيد أقارب صالح، وكذلك الأمن القومي، وبالتالي فالملف الأمني هو الهم الأكبر، دون أن يستبعد حصول توتر بين صالح وبين خلفه، عبدربه منصور هادي، بسبب رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام، قائلاً إن صالح رسخ فيه عادة أن يتولى قيادته رئيس الجمهورية نفسه.
ولدى سؤاله عن الموقف حيال المعارك الدائرة مع تنظيم القاعدة قال علاو: "صار من المؤكد بالنسبة لنا أن القاعدة ملف مشترك يحركه صالح وتستفيد منه جهات إقليمية رمت بعناصر التنظيم على أراضينا، وهناك ما يشير إلى تدفق السلاح والرجال إلى هذا التنظيم."<
وأضاف:" علي عبدالله صالح غير بعيد عن هذا الأمر لأننا لاحظنا الترابط بين عمليات التنظيم والخطوات العسكرية التي تؤخذ في البلاد، فكلما كان هناك خطوات تغييره تحصل عملية تسقط بعدها قاعدة للجيش، بل إن بعض القواعد تتساقط بشكل طوعي أو بشكل سهل للغاية، كما جرى في محافظة البيضاء."
وتابع علاو قائلاً: "ليس هناك فرقة من تلك التي دربتها أمريكا وسلحتها تقوم بقتال تنظيم القاعدة، لا الحرس الجمهوري ولا القوات الخاصة ولا الأمن المركزي، والبعض يقول إن قرار عدم إشراكهم بالمعارك جاء حرصاً على حياة أفرادها، لكننا لم نر هذا الحرص عندما جرى الزج بهم لقتل المتظاهرين في الساحات والشوارع."
واعتبر علاو أن من يقوم بمواجهة تنظيم القاعدة حالياً هم "عناصر من قوات عسكرية موالية للثورة من الفرقة الأولى ومع معها مع الوحدات، إلى جانب عناصر ثورية مقربة من حزب التجمع اليمني للإصلاح،" محذراً من خطر "قلب الأوراق على الأرض،" مع تحول الأمور لتصبح في صالح الحوثيين والحراك الجنوبي والقوى المسلحة المتشددة التي قال إنها تحصل على مساعدات من دول إقليمية.
بالمقابل، تتهم المواقع الإعلامية الرسمية التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح حالياً، حزب التجمع اليمني للإصلاح، المقرب من فكر الإخوان المسلمين، بممارسة العنف في البلاد وتشجيع التطرف.
ونقل الموقع الرسمي للمؤتمر قبل أيام أن رجل الدين اليمني المعروف، عبدالمجيد الزنداني، أحد قادة حزب التجمع، "أعرب عن استعداده" لإجراء وساطات مع تنظيم القاعدة، مضيفا أن الزنداني وصف عناصر جماعة "أنصار الشريعة الإسلامية" التابعة للقاعدة بأنهم "إخوة."
من جانبها، نشرت صحيفة "الرأي العام" الكويتية مقابلة مع العميد يحيى محمد صالح، وهو بدوره نجل شقيق الرئيس السابق ويرأس حالياً قوات الأمن المركزي، قال فيها إنه "ينفذ توجيهات" الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ولدى سؤاله عن وحدة مكافحة الإرهاب التي قيل إنها لم تشارك في محافظة أبين لمحاربة القاعدة قال صالح إن وحدة مكافحة الإرهاب تتحرك وفقا لتوجيهات القيادات العليا في "وليست ملكا لأحد سوى لأمن اليمن ووحدته ، وتتدخل لتصفية مواقع محددة وتشارك حاليا في البيضاء وأبين، وهي قوات تستخدم وقت الضرورة لتصفية أوكار محددة،" على حد تعبيره.