انطلاق موسم الهجرة اليمنية إلى إيران وشباب ساحة التغيير أول المتهافتين!
اخبار الساعة - صنعاء - علي سالم بتاريخ: 17-07-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (3717) قراءة
«رعى الله زمان الشبيبة الأممية التقدمية» يقول الشاب اليساري خالد حسن متحسراً على الماضي ومتهكماً من بعض رفاقه ممن سافروا إلى إيران ضمن رحلات تنظمها مؤسسات يمنية موالية لطهران ولـ «حزب الله» اللبناني. آخر تلك الرحلات انطلقت الأسبوع الماضي وضمت نحو مئة ناشطة يمنية معظمهن من ناشطات ساحات الحرية والتغيير.
انحدار كثير من الشباب اليمني ممن ينتمون إلى أحزاب يسارية وقومية وليبرالية ومن يقدمون أنفسهم كمستقلين أوعلمانيين، وتهافتهم على التمترس وراء الجماعات الدينية (السنية والشيعية) تمثل واحدة من المشاكل والسلبيات التي أفرزتها أو «أظهرتها على السطح» الثورة الشبابية اليمنية كما يرى الناشط في ساحة التغيير هاني عبد الرحمن بدر.
وكانت ثورة الشباب اليمني التي سعت إلى محاكاة تجربة الانتفاضات الشبابية التي انطلقت من تونس ثم مصر في ما بات يعرف بـ «ثورات الربيع العربي» جاءت محمولة بشعارات اللحظة الثورية المطالبة بالتغيير. بيد أن هذا كان على مستوى الظاهر، أما في العمق فظلت «الهشاشة السياسية والثقافية» كامنة ثم ما لبثت أن تحولت نسخة من الماضي «وربما أسوأ ما فيه» كما يقول بدر.
ويضيف: «لم يكن مضى على ثورة الشباب في الساحات سوى بضعة شهور حتى طفت على الطاولة نزعة التوزع ما بين الإصلاحيين والحوثيين» وهما القوتان المذهبيتان الرئيستان الأكثر حضوراً وتنظيماً علاوة على امتلاكهما المال السلاح.
ويأخذ البعض على اليساريين والمستقلين الذين لطالما قدموا أنفسهم باعتبارهم الطليعة الجديدة «عدم الانسجام مع ذواتهم ومع ما يدعون إليه».
وتقول طالبة الدراسات العليا في جامعة صنعاء مها مسعد: «لا يتعلق الأمر بانتماء هذا الشاب أو تلك الشابة إلى حزب معين أو جماعة مذهبية فهذا حق نقر به للجميع لكن المشكلة تكمن في نكوص الشباب عن وعي اللحظة الثورية وإخفاقهم في تقديم نموذج ينتمي إلى المستقبل وليس إلى القرون الوسطى».
ونجحت إيران من خلال الجماعات السياسية والمذهبية الموالية لها في استدراج كثير من شباب الأحزاب اليسارية وغير الدينية إلى صفها ودفعهم إلى المشاركة في نشاطات ترعاها مستفيدة من حال الإحباط والانكسار التي آلت إليها ثورتهم فيما يرفض كثيرون منهم المبادرة الخليجية التي يعتقدون أنها فرضت عليهم فرضاً.
بيد أن هذا لا يعني أن لا خيار أمام هؤلاء إلا الانحدار والسير وراء الجماعات المذهبية السنية أو الشيعية. تقول مسعد: «جميعنا يرفض الهيمنة الأميركية والإيرانية وغيرهما من الهيمنات غير أن هذا لا يعني أن نفقد النظر إلى الأمام والانسجام مع انفسنا ومع ما نؤمن به من أفكار». وترى في انسياق الشباب الديموقراطيين «أو من كنا نظنهم كذلك» وتأييدهم للقوى المتخلفة يمثل «رافعة للتخلف» وهو فعل «محبط لقوى التغيير»، مؤكدة أن من شأن هذا السلوك إعاقة التجديد داخل الأحزاب الدينية والمذهبية نفسها ويعزز مواقع التيارات التقليدية على حساب النزعات التجديدية الشابة التي ستفتقد النموذج والقدوة.
وكان بعض الشبان في الأحزاب اليمينية واليسارية التي انضوت في إطار «تحالف أحزاب اللقاء المشترك» المعارض لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تمكنوا خلال سنوات قليلة من خلق قناة تواصل وحوار في ما بينهم بعد عقود من العداء والرفض للآخر.
وتعد الحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان واحدة من النماذج الشابة التي أثمرتها التجربة. غير أن هذا لم يدم طويلاً، فما أن تنحى الرئيس السابق حتى»عادت حليمة إلى عادتها القديمة» فعاد كثير من الشباب إلى التمترس خلف مواقعهم العتيقة، والأسوأ تبعثر شباب الأحزاب اللادينية ما بين الجماعات المذهبية.
والمفارقة أن تجد شباناً يساريين يتبادلون الاتهامات بالرجعية والتخلف من موقع الانحياز للحوثيين أو الإصلاحيين.
ويرى كثيرون في صنعاء إن طهران التي تخوض حرباً باردة مع الولايات تحاول تأليب الرأي العام العربي ضد واشنطن مستفيدة من الجماعات الشيعية العربية الموالية لها ومن الناقمين على أميركا وسياساتها. ويقول خالد حسن: «خرجنا من الحرب الباردة التي ظلت ناشبة لعقود بين البيت الأبيض والكرملين لا لنتحرر ونستعيد عقلنا بل لنهوي ثانية في حرب أوسخ من الأولى».
المصدر : الحياة اللندنية
اقرأ ايضا: