متطوعون يحاولون إغاثة فقراء المدينة رغم شح الإمكانات، الطيران يقصف مركزي شرطة سيطر عليهما المعارضون في حلب
اخبار الساعة - وكالات بتاريخ: 15-09-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (2728) قراءة
قصف الطيران السوري أمس، مركزين للشرطة سيطر عليهما في وقت سابق، في حلب (شمال)، مقاتلون معارضون، فيما تواصلت العمليات العسكرية في المدينة .
وقال سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران قصف مركزين للشرطة كان المعارضون استولوا عليهما الخميس، في حي الميدان الاستراتيجي وسط حلب، الذي يفتح الطريق أمام الوصول إلى الساحة الرئيسة في ثاني كبرى مدن سوريا .
وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن انتشار لقوات النظام في “الميدان”، وأوضح أنها تستعد لطرد المعارضين المسلحين منه . وأضاف أن القوات النظامية دمرت مركزاً للشرطة سيطر عليه المعارضون في هنانو شمالي شرق حلب .
وفي دمشق، سمع دوي ثلاثة انفجارات، كما ذكر سكان قالوا إن مروحيات كانت تحلق فوق العاصمة .
وينظم عدد قليل من المتطوعين في أحد أحياء حلب توزيع مواد غذائية لعائلات يمنعها الفقر من مغادرة المدينة . وتضم لوائح أبو احمد، وهو موظف سوري في 28 من عمره لم يشأ كشف اسمه الكامل، خمسة آلاف عائلة . وقال بابتسامة حزينة “لدي فقط القليل من المواد الغذائية لألفي أسرة” .
وقال الشاب إن “الجيش السوري الحر يرافقنا أثناء عمليات التوزيع لضمان الأمن، لكنه لا يقدم المواد الغذائية” . وأضاف “بالنسبة للنظام نحن إرهابيون لأننا نساعد سكان المناطق المتمردة” .
وفي أكياس بلاستيكية شفافة توضع زجاجات زيت الزيتون وزيت الطبخ وأكياس الأرز والمعكرونة والشاي والسكر . وتأتي الأموال من أفراد عائلات ثرية من حلب وغيرها، يشتري بها أبو أحمد هذه المنتجات الأساسية . وقال “نحن لا نتلقى شيئاً من أية منظمة غير حكومية، سورية أو أجنبية” . وأضاف “إن سعودياً جاء لرؤيتنا قبل أسبوعين، ووعد بمساعدتنا وإرسال المال لنا، ونحن ننتظر” .
وتقرع امرأة بشكل خجول على الباب . وتبدو فاطمة وهي في السابعة والثلاثين أكبر بعشرين سنة بوجهها المنقبض . وقالت “أبحث عن حليب لطفلي . لكن لم أجده في أي مكان”، مضيفة “إن ابني عمره ثلاثة أشهر وليس لدي سوى الشاي لإطعامه مع كسرات من البسكويت” .
ولم يستطع أبو احمد وأصدقاؤه الحصول على حليب الأطفال ولا يعلمون أين يجدونه . وقالت فاطمة “إني بحاجة أيضاً لكرسي نقال لوالدتي، فقد طلبناه، وربما (يصل) الأسبوع المقبل” .
وتتوافد نساء أخريات في جماعات، ويقول أبو احمد لهن “يجب تسجيل أسمائكن أولاً، ولذلك عليكن الانتظار لكي يأتي أحد إلى منازلكن” .
وفي أحد الأزقة وفي غياب ترقيم للمنازل، يسأل المتطوعون لمعرفة مكان سكن الذين ترد أسماؤهم على اللوائح لتلقي المساعدة . ويقرع الشاب بقلمه على الأبواب المعدنية التي تنفتح قليلاً أمامه، وكان أبو عبده (33 عاماً) عاملاً قبل بدء المعارك في حلب . وكان يكسب ما يوازي 6 يورو في اليوم . لكنه “لا يعمل منذ شهرين . لا نأكل سوى الخبز والشاي” . ولا يخفي ابتسامته وهو يتلقى كيساً بلاستيكياً، هو الأول الذي يتلقونه منذ بدء الاشتباكات في حلب في 20 يوليو/تموز .
وحتى إن كانت المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في حلب لا تزال تتلقى التموين خصوصاً عبر الطريق المؤدية إلى مدينة الباب المجاورة، فإن أسعار السلع ارتفعت بشكل كبير لتصبح عصية على الفقراء .
اقرأ ايضا: