صيادون على وشك الموت
لازال مستمر مسلسل التعذيب والإهانة بحق الصيادين اليمنيين في سجون إريتريا فقد وصل الأسبوع الفائت 34 صياد ناجين من حجيم الموت على حد قولهم فالتقينا ببعض منهم وطلبنا منهم البوح بما لاقوه ،،،،،،،
بدء الحاج وهب الله حسن بزاز البالغ من العمر حوالي 60عاماً بالحديث وقال : في صباح يوماً لن أنساه ما حييت توكلنا على الله كعادتنا طالبين من الله تعالى أن يسهل برزقنا ونرجع إلى أهلنا ، وبعد مرور خمسة أميال من جزيرة حنيش واجهنا في طريقنا دورية إريترية قامت بمطاردتنا واقتادتنا إلى جزيرة فاطمة وهناك صارت حياتنا جحيم غير تلك الحياة التي عاهدناها سابقاً حياة أشبه بموت سريري نكاد أن نموت ولم نستطع قال الطفل رضوان يحيى رضوان تمنيت الموت أفضل من أعيش تلك الحياة ، تقريباً حوالي 250فرداً يمنياً في العرى دون رحمة ولا شفقة أكلنا لا تقبله البهائم ونأكله نحن ، يقول الطفل رضوان : ذات مرة رميت للحمار قطعة من ذلك الأكل فمَر من أمامه ولم يأكله ، قاطعه بالحديث حسين محمد حسين منوبي أين المسئولين أين الحكومة أين وأين وأين كنا في كل صلاة ندعو الله أن يفرج كربتنا ، حتى الصلاة في بعض الأوقات يمنعوننا منها فكانت معظم صلاتنا قصراً .
منظر مرعب ونحن نرى إخواننا يتقيئون دماً من كثر الألم والعذاب ولن يجدوا ما يخفف عنهم عذابهم سوى أن يزدادوا الآماً وحسرة ، تابع الحديث الحاج وهب الله فقال : نتعرض لأعمال شاقة طول عمرنا لم نعرف تلك الأعمال نحمل أحجار لا نقوى على حملها ومن لم يستطع تحمل تلك الأثقال يجلد إنه عقاب جماعي متوحش من ناس لا تخاف الله ومجردة من الإنسانية والضمير صباحنا مشمس وجواً حار أحرق أجسادنا وليلنا برداً قارص في العرى دون أن نجد ما يغطي أجسادنا من البرد وفي تلك الحالتين لن نسلم من الأعمال الشاقة ، كان يوم العيد هو اليوم الفاصل من العذاب جعلوه لنا يوم راحة ولكن لم يكن كذلك كيف بالراحة ستأتي إلينا ونحن في هذا الحال بالفعل كان يوم حداد الجميع يذرف الدموع وينكوي بنار حسرته .. لم يستطع الحاج وهب الله أن يكمل " حسبنا الله "
وفي سؤالنا لهم لماذا تم إطلاق سراحكم أنتم دون غيركم ؟
قالوا : الذين خرجوا كم ترون الأطفال وكبار السن وأعطونا رسالة بأننا نقول لمسئول المنطقة أو الشيخ بأنهم يرجعوا القارب الهارب من سجونهم وهم سيطلقوا سراح الباقي الجذير ذكره بأن الصيادين الفارين في القارب حكم عليهم بالسجن المؤبد !!!
وفي نهاية حديثنا معهم قالوا : نوجه رسالتنا إلى حكومتنا أن تسرع بالمطالبة بإخراج الصيادين الباقين لأن حياتهم صارت على وشك الموت ..
وفي بيان أصدرته جمعية شباب الخوخة التعاونية السمكية تحمَل فيه وزارة الخارجية المسئولية الكاملة بما يتعرض له الصيادين في سجون إريتريا وتطالبها مجدداً الإسراع بالتحرك في إخراج الصيادين من سجون إريتريا ..