جوليان ..سوبرمان العصر والاوان
بدون سابق انذار ولا احم ولا دستور ظهر الاسترالي جوليان أسانج رجل جريء ومقدام
كشف المستور أغضب الحكام ، أرعب الروس ، العرب ، الأفغان ، أزعج حكومة العم سام ،قض
مضجع ومنام اصحاب الصولجان والقصور.
ناور وحاور وداور وقدم الدليل تلو الدليل على سوء الحكومات ومؤامرات الادارات وفساد السلطات
وتورط الغرب في شتى البلدان في احتلال غير مشروع وتعذيب وانتهاك لابسط حقوق الانسان .
فحص ومحص وجاء يحمل الحقائق والارقام في حروب شنتها جيوش اللئام برا ، بحرا ، جوا
مع تحالف داخلي من خونة وأعوان ومن يبحث عن منصب ورصيد وكرسي هزاز . اضافة
لفضح الدول المقصرة في مساعدة و معالجة الامراض السارية (الايدزوالملاريا والسل )
التي تحصد الارواح في الدول النامية
والاموال المخصصة التي تذهب للجيوب والبنوك بدل الذهاب لانقاذ الشعوب ..!
فوجيء الجميع وارتعدت الاوصال من موقع( ويكليكس) الذي أصبح أشهر من نار على علم
وكأن جوليان لا انس ولا جان ، فمن اين استطاع جمع ملايين الملفات والوثائق ومن الذي سرّبها
بتلك الغزارة وبسرعة الضوء في مدة لا تتعدى اشهر قليلة ؟ وكيف استطاع التفوق على
ذكاء البنتاغون والسي اي ايه ، الموساد ، والكي جي بي السابق واللاحق ..!؟ اصابع الاتهام
تلاحق هذا الرجل الاسترالي فهناك من يقول انه عميل ، وهناك من يقول انه وسيلة لضخ
المعلومات التي تريد امريكا نشرها عن غير طريقها للتخلص من شخصيات تعيق عمل
الادارة الامريكية ومشاريع انسحاب او بقاء جيوشها المنتشرة في كل مكان بكرامة
والتي تكلف الخزينة المليارات .
وهناك من يتسائل كم عدد الموظفين والمجندين والناشطين من كل ارجاء العالم
من قبل هذا الرجل لجمع المعلومات السرية وهل ترسل طواعية لهذا الموقع الشهير!
الموقع والذي يدعى( ويكليكس) انشأ تحت شعار البعد الانساني وحقوق المضطهدين في العالم
و للخدمة العامة ، مخصص لحماية الاشخاص المتطوعين من كافة فئات الناس الذين
يكشفون الفضائح والفساد في حكوماتهم والانتهاكات في التعذيب والتنكيل ، وكلمة ويكيليكس مأخوذة
من ويكي (الباص المتنقل ) ليكس (التسريب ) .
والوثائق تاتي الى الموقع اما عن طريق البريد الالكتروني واما شخصيا مع مراعاة السرية التامة
في اللقاءات وتشفير الرسائل كي لا تطالها ايد معادية ويتم التاكد من الرسائل واصحابها من قبل
مختصين اكفاء ودراسة كل وثيقة مقدمة من تاريخ الحدث والمكان والزمان ومن النادر ان يعلن عن وثيقة
غير مؤكدة او مشكوك باحداثها ونسبة الخطأ والكذب والتزوير ضئيلة اذا ماقيست بوثائق تصدر من
البنتاغون او اي حكومة رسمية اخرى .
ولأن جوليان أحرج الحكومات ووعد بنشر المزيد من الوثائق مع ( اسماء )متورطة في حرب الافغان والعراق
فقد أعترضت الحكومة الاميركية على تسريبات ويكيليكس و قالت انها تعرض
الامن القومي وبعض الاشخاص للخطر والثأر والاغتيالات خصوصا ان جوليان وعد بنشر يطال اسرائيل
التي لا تهزم ، وتورطها في مؤامرات واغتيالات في انحاء العالم .
وبما ان المطبخ الدولي حاضر وجاهز وتحت الطلب في اعداد وصفة سحرية لوجبة دسمة تليق بهذا
الرجل الخارج عن السرب والذي سطع نجمه وبات( سوبرمان) عصره، روبن هود (مخلص الفقراء)
في اوقات عصيبة تمر بها امريكا مابين اقتصاد متراجع ، مكافحة الارهاب داخليا وخارجيا ،وازدياد في
عدد قتلى افراد ( المارينز) ونقمة العائلات على حروب يخوضها الابناء بدعوى نشر السلام ، وتحقيق
العدالة والديمقراطية ، الأم الحنون والرؤم والراعية الرسمية لكل حليف وصديق ومهجن واليف .
الرجل المدعوم من جهات مجهولة (حسب مايقال ) والمناكف للسياسات الفاسدة
كان لا بد من ايجاد ما يعكر صفو نجاحه ، يلوي ذراعه ، يحطم طموحه واحلامه ، يبعد عنه اعوانه
ومؤيديه ، صاحب الموقع (الشهير) و العقل( المستنير)
اجتمعت الاطراف المعنية ، فكرت ، خططت ، لم تجد افضل من تهمه تلبسه (لبس ) بعيدا
عن اسلوب (رامبو) لا دهس ولا دعس ، لا رصاصة طائشة ، او كاتم صوت ، لا حريق ولا غريق
او تماس كهربائي في الحمام ، تهمة تنتشر كالنار في الهشيم تلفت الانظار وتحتل نشرات الاخبار
وهي موضة لا تكدس ولاتبور على مر العصور (فتش عن المرأة ) كسلسلة افلام( جيمس بوند ).
الجنس ، التحرش ، الاغتصاب تهمة وجهت لجوليان وتوقيف غيابي بحقه صدر من القضاء السويدي
مطلوب (مخفورا) حيا او ميتا ، الانتربول سيلاحقه اينما كان ولن تحميه الشهرة ،ملايين الوثائق او الاشخاص
الذين ساعدوه في كشف المصداقية الكاذبة لبلاد الحريات .
الاغتصاب والتحرش الجنسي بامرأتين ، أهون واخف وطأة من اتهام تحرشه بالاطفال مثلا او انه (مثلي).!
القضاء طعن في براءته وسيمشي ( مكبلا) تحت انظار المشاهدين والمتابعين والشامتين والكاميرات
الى المحكمة ان آجلا او عاجلا وهو لا يبالي بتلك الاتهامات والمحاكمات والادعاءات .
وبدا أقوى وأصلب ( واثق الخطوة يمشي ملكا ) بعد صدور أمر التوقيف ، ونشر في يومين ملايين الوثائق
ومازال مستمرا في مواجهة اعتى الحكومات دون خوف او وجل ..!
ترى هل يحتاج هذا الرجل الوسيم ، الهاديء ، والانيق ،
صاحب الوجه الطفولي والسوبر ذكي (اغتصاب) امرأة ولديه صفوف من المعجبات ؟ متى يجد
الوقت وهو( يركض بين كشف الحقائق والفضائح الدولية ) للتحرش بامرأة مابين ملف وملف.. او وثيقة ووثيقة ؟
وهل من الممكن ان تخونه المشاعر وينصاع لرغبات آنية توقعه في حبال الاعداء والنساء ..؟ الامر يحتاج
وقفة تأمل ومراجعة بمدى الغضب والحنق والضرر الذي الحقه موقع ويكليكس بحكومات واشخاص وصدق
المعلومات ، وهذه الضربة القاضية الموجهه الى صاحب الموقع ان كانت صحيحة والتي ستضع يديه في
القيد هل ستوقف سيل المعلومات اثناء سجنه (ان ثبتت التهمة) ولم تكن ملفقة ،مطبوخة ومسلوقة على نار
قلوب المتورطين
ام ستستمر من خلال موقع أثار رعب العالم وفتح العيون من خلال المتطوعين ومتابعة ملاحقة حق الانسان
المظلوم والمهمش في دنيا اصحاب البروج والاسوار العالية ..؟ الايام القادمة قد تلد كل جديد وسيذوب
الثلج ويظهر المرج ..وغدا لناظره قريب