البرادعي.. هل أدرك أخيراً انهيار السيسي؟!
«البرادعي ألقى كرة اللهب المشتعلة على قادة الانقلاب .. أدرك بانهيار السيسي ورفاقه».. كان هذا جزء من تعليق الصحفي أحمد عطوان على تغريدة الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، والتي شن فيها هجوماً على سلطات الانقلاب وإعلامه.
البرادعي كشف - في تغريدته الأولى المباشرة عن الشأن المصري منذ استقالته كنائب للرئيس المعين - عن الحملة الفاشية الممنهجة التي تقوم بها مصادر سيادية بمساعدة وسائل إعلام ضد الإصرار على إعلاء قيمة الحياة الإنسانية وحتمية التوافق الوطني قائلاً إن العنف لا يولد إلا العنف.
تغريدة البرادعي، أعادت للأذهان الشهور الأولى للمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مصر خلال عام 2010، بعد انتهاء مدة عمله بالوكالة، والتي استهلها بإعلان تأسيس الجمعية للتغيير، التي كانت إحدى شرارات ثورة يناير، حيث تزامن مع دعوة البرادعي للمصريين للاصطفاف من أجل التغيير، نعرات إعلامية وشبه رسمية تهاجم البرادعي وتطعن فيه، وهو ما لا يختلف كثيراً عن الوضع الراهن، إذ تحول البرادعي الذي كان أحد أهم أجنحة الانقلاب في 3 يوليو الماضي، إلى طابور خامس يعمل لصالح الإخوان المسلمين، بل إن البعض تمادى في هجومه على البرادعي إذ اتهموه بأنه عضو في التنظيم الدولي للإخوان!
ولم يعد مستغرباً أن يكون مؤيدي البرادعي بالأمس، هم أكثر من يعارضوه اليوم، فقط لأنه هاجم الانقلاب - دون أن يسمه - ولأنه أيضاً يتحدث عن توافق وطني وسط دعوات بالإقصاء والإبادة، حتى إن أحمد دراج أحد مؤسسي حزب الدستور، انتقد البرادعي قائلاً إن العالم يرى عكس ما يراه البرادعي مطالباً إياه بأن ينأى بنفسه عن الإساءة، على حد قوله.
إلا أن ما يدعو للاستغراب وبحق، هو موقف البرادعي نفسه، إذ أنه، والذي ظل شهراً كاملاً - وأكثر - صامتاً عما يدور في مصر من قبل سلطات الانقلاب من مجازر وانتهاكات لحقوق الإنسان، دون أن يحرك ساكناً يندد حتى بهذه الانتهاكات، وذلك على العكس من ردود أفعاله أثناء عام حكم مرسي.
فهل حقاً شعر البرادعي أخيراً أن الانقلاب قد فشل، وأن الانقلابيين يترنحون بعدما فشلت خارطة طريقهم؟، وهل هذا تبرؤ متأخر من انقلاب من وصف بمفجر ثورة يناير على الثورة التي فجرها؟!،، أم أن البرادعي قرر أن يعيد مشهد «التغيير» قبل ثلاث سنوات، ولكن هذه المرة بمعطيات جديدة، وربما برفاق درب مختلفون؟.